عواصم - (وكالات): قتل 3 مدنيين جراء قصف لميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على احياء مدينة تعز جنوب غرب اليمن بعد ساعات من إعلان هدنة إنسانية أكد طرفا النزاع الالتزام بها.
وقصفت ميليشيا الحوثي وصالح أحياء ثعبات والإخوة والثورة والكوثر بمدينة تعز.
وقالت مصادر أن المتمردين قصفوا تلك الأحياء من مناطق تمركزهم في تلة سوفوتيل ومنطقة الحوبان في تعز، مشيرة إلى أن القصف عنيف على غير العادة. وفي الجنوب، ذكرت مصادر أن خروقاً من طرف الحوثي وصالح وقعت في منطقتي البيضاء وشبوة، في حين يسود الهدوء الحذر منطقتي الضالع ولحج. وفي مأرب، قالت تقارير إن المحافظة يسودها هدوء حذر، مصحوب بإطلاق نار متقطع في صرواح ونهم. وأكدت مصادر أن الجيش الوطني أصدر أوامره للوحدات بعدم القيام بأي خرق للهدنة، ولكنه أشار إلى حالة من التشاؤم إزاء استمرار تلك الهدنة. وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنته قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية اعتبارا من ظهر امس ولمدة 48 ساعة. وأشارت القيادة إلى أن الهدنة قابلة للتمديد بشكل تلقائي إذا التزمت بها ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها.
من جانبه، وجه رئيس هيئة الأركان اليمني قادة المناطق العسكرية بالالتزام بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة.
وذكرت وثيقة صادرة عن الهيئة أن التعليمات صدرت بناء على رسالة من اللواء علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني، تتضمن توجيهات الرئيس الشرعي المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي بوقف إطلاق النار مع الاحتفاظ بحق الرد على الخروق ممن وصفه بالعدو في الوقت المناسب وعلى جميع الجبهات، بحسب ما جاء في الوثيقة. وقال التحالف في بيان «تقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة 12:00 ظهراً بتوقيت اليمن من يوم السبت ولمدة 48 ساعة تتمدد تلقائياً في حال التزام ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بهذه الهدنة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وفي مقدمتها مدينة تعز ورفع الحصار عنها وحضور ممثلي الطرف الانقلابي في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب».
وحذر البيان من أنه «في حال استمرار الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة فسوف يتم التصدي لها من قبل قوات التحالف مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها».
وبحسب بيانها، قررت قيادة التحالف الالتزام بهذه الهدنة نزولا عند طلب وجهه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وطالب التحالف الحوثيين بإرسال ممثليهم «في لجنة التهدئة والتنسيق» التي شكلت بمبادرة من الأمم المتحدة «إلى ظهران الجنوب» للإشراف على الهدنة.
من جهتهم أعلن الحوثيون وحلفاؤهم التزامهم بوقف إطلاق النار شريطة التزام الأطراف الأخرى.
وجاء ذلك على لسان شرف لقمان الناطق باسم قوات الحوثي وصالح في تصريح نقلته وكالة سبأ التابعة لهم.
وفشلت 6 محاولات لوقف اطلاق النار في اليمن، آخرها هدنة لثلاثة أيام في اكتوبر الماضي سعت إليها واشنطن ولندن والأمم المتحدة لكنها انهارت فور بدء مهلة تطبيقها. وكان يفترض أن تسمح الهدنة بإيصال مساعدات لملايين النازحين والمحتاجين.
ودعا وسيط الأمم المتحدة في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في بيان أطراف النزاع إلى «الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية على أن يفضي ذلك إلى إنهاء النزاع في اليمن في شكل دائم».