عواصم - (وكالات): أسفر القصف الجوي المكثف للقوات الروسية وقوات الرئيس بشار الأسد على شرق حلب لليوم الخامس على التوالي عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، فيما دمر أحد آخر مستشفيات المنطقة وأجبر المدارس على إغلاق أبوابها.
واعتبرت منظمة «أطباء بلا حدود» أنه «يوم أسود شرق حلب، حيث تسبب القصف العنيف بأضرار كبرى لبعض المستشفيات التي كانت لا تزال قادرة على تأمين رعاية طبية».
وقالت مصادر في الأحياء الشرقية للمدينة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة أن الأحياء لاتزال عرضة لسقوط قذائف وصواريخ وبراميل متفجرة. وأضافت أن التيار الكهربائي انقطع فيما توقفت مولدات الكهرباء بسبب عدم توفر المازوط في المنطقة التي يحاصرها النظام السوري منذ 4 أشهر.
ونشر عناصر الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة «الخوذ البيضاء» على صفحتهم على موقع فيسبوك أشرطة مصورة وصوراً تظهر مدى عنف القصف. وفي أحد الأشرطة المصورة، يظهر متطوعون قرب جثة مضرجة بالدماء في أحد الشوارع فيما يقول أحدهم «لم يعد لدينا أكياس» لتغطية الجثث. ويهتف آخر «أسرعوا، أسرعوا» فيما نظر المسعفون إلى السماء للتأكد من عدم تحليق مقاتلات. وكتب المسعفون على فيسبوك «إنه يوم كارثي في حلب المحاصرة مع قصف غير مسبوق بكل أنواع الأسلحة»، مؤكدين أنهم أحصوا انفجار «ألفي قذيفة مدفعية و250 ضربة جوية».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل وإصابة عشرات المدنيين في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام السوري استهدف الأحياء الشرقية في حلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «أي حي في شرق حلب لم يكن اليوم في منأى من قصف النظام». ومنذ الثلاثاء الماضي، قتل عشرات المدنيين وفق حصيلة للمرصد في قصف لقوات النظام على الأحياء التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب. وتعد مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضرراً منذ عام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة وأحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام المصممة على استعادة القسم الشرقي. وأفادت وسائل الإعلام السورية الرسمية بأن مدنيين قتلا بصواريخ أطلقتها فصائل معارضة على القسم الغربي من المدينة. ويقوم مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بزيارة إلى دمشق حيث يلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم، كما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطة. وأعلنت مدارس شرق حلب في بيان تعليق الدروس «للحفاظ على سلامة التلاميذ والمدرسين بعد الضربات الجوية الهمجية».
وشنت قوات النظام مرات عدة حملات جوية مركزة ضد الأحياء الشرقية سقط ضحيتها مئات المدنيين، وبدأت في 22 سبتمبر الماضي هجوماً برياً للتقدم والسيطرة على تلك المنطقة التي تحاصرها منذ يوليو الماضي.
ويعيش أكثر من 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية في ظروف مأسوية. ودخلت آخر قافلة مساعدات من الأمم المتحدة في يوليو الماضي إلى تلك الأحياء.
ومساء الجمعة الماضي، تسبب قصف مدفعي لقوات النظام على حي المعادي شرق حلب بخروج مستشفى عن الخدمة بعد تضرره جزئياً. وقالت مصادر في شرق حلب إن القصف أدى «إلى تدمير جزئي للمستشفى المتخصص في الأمراض العامة»، موضحاً «أن مريضين قتلا بعد إصابتهما بالقصف عدا عن إصابة مرضى في المستشفى وأفراد من الطاقم الطبي بجروح».
وجاء استهداف المستشفى بعد ساعات من استهداف مركز رئيسي للدفاع المدني في حي باب النيرب، وخروجه عن الخدمة. واعتبرت منظمة «أطباء بلا حدود» أنه «يوم أسود في شرق حلب حيث تسبب القصف العنيف بأضرار كبرى لبعض المستشفيات التي كانت لا تزال قادرة على تأمين رعاية طبية». وتزامن التصعيد العسكري في حلب اعتباراً من الثلاثاء الماضي مع إعلان روسيا، حليفة دمشق، حملة واسعة النطاق في محافظتي إدلب شمال غرب البلاد وحمص في الوسط.
وعلى جبهة أخرى، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف من المقاتلين الأكراد والعرب، في 5 نوفمبر الحالي هجوما لاستعادة مدينة الرقة من ايدي تنظيم الدولة «داعش»، وهي أبرز معقل له في سوريا.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها سيطرت على مرتفع تل السمن الذي يفتح أمامهم الطريق إلى الرقة، على بعد 25 كلم جنوباً.
وذكرت مصادر محلية أن نحو 10 آلاف شخص نزحوا من منازلهم نحو مناطق سيطرة «داعش» ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية هرباً من المعارك، مضيفة أن الأهالي يعانون ظروفاً إنسانية صعبة نتيجة غياب المساعدات واضطرار بعضهم للإقامة في العراء.