عواصم - (وكالات): قتل 10 مدنيين في القصف المستمر لقوات الرئيس بشار الأسد والقوات الروسية والذي يستهدف أحياء حلب الشرقية المُحاصرة وريفها شمال سوريا لليوم السادس على التوالي، بينهم 6 من عائلة واحدة قضوا في قصف بغاز الكلور بحي الصاخور، وفقاً لمصادر طبية، وقد تزامن ذلك مع استهداف للمدارس وغارات على مدن سورية أخرى خلفت العديد من الضحايا. في غضون ذلك، حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا في دمشق من أن الوقت «ينفد» بالنسبة للوضع شرق حلب، فيما تواصلت الأعمال القتالية في المدينة.وأجرى دي ميستورا أمس في دمشق محادثات مع وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم تناولت خطة المبعوث الأممي الهادفة إلى وقف أعمال العنف في حلب. وصرح بعد المحادثات أن «الوقت ينفد ونحن في سباق مع الزمن» بالنسبة للوضع شرق حلب، معبراً عن الاستنكار الدولي لحملة القصف المكثف التي يقوم بها النظام على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة. وحذر من أنه «بحلول عيد الميلاد وبسبب تكثف العمليات العسكرية قد نشهد تدهوراً لما تبقى شرق حلب ويمكن أن ينزح نحو 200 ألف شخص إلى تركيا، ما سيشكل كارثة إنسانية»، مؤكداً رفض دمشق اقتراحه بإقامة «إدارة ذاتية» لمقاتلي المعارضة في أحياء حلب الشرقية.من جهته قال المعلم في مؤتمر صحافي بعيد لقائه دي ميستورا إن الأخير «تحدث عن إدارة ذاتية شرق حلب وقلنا له إن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً» مضيفاً «هل يعقل أن تأتي الأمم المتحدة لتكافئ الإرهابيين». ورداً على سؤال عن توقعاته بشأن سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قال المعلم «ما نريده من الإدارة الأمريكية الجديدة ليس فقط إيقاف دعمها للإرهابيين بل أيضاً لجم الدول التي تدعمهم».وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القصف الكثيف الذي يتعرض له شرق حلب منذ الثلاثاء الماضي أسفر عن مقتل 107 مدنيين بينهم 17 طفلاً، فيما ارتفع عدد القتلى في صفوف مقاتلي المعارضة إلى 58 لكن عدد ضحايا متطرفي «جبهة فتح الشام» لا يزال مجهولاً. وكانت الأمم المتحدة أعربت عن «شديد الحزن والصدمة من التصعيد الأخير في الاعمال القتالية التي تجري في مناطق عديدة من سوريا» داعية «جميع الاطراف الى وقف كامل للهجمات العشوائية على المدنيين والبنى التحتية المدنية».والقصف المتجدد أخيراً ألحق أضراراً فادحة بالبنى القادرة على توفير علاج طبي، واعتبرت منظمة «أطباء بلا حدود» يوم السبت «يوماً أسود شرق حلب». واتهم مسعفون وسكان مناطق المعارضة شرق حلب مراراً الجيش السوري باستخدام غاز الكلور في هجمات البراميل المتفجرة على مناطقهم. وبدأ جيش الأسد حلفاؤه تقدماً برياً الجمعة الماضي. وأورد المرصد السوري تقارير عن اشتباكات عنيفة في منطقة الشيخ سعيد جنوب شرق حلب فضلاً عن حيي بعيدين وبستان الباشا شمال شرق المدينة.وفي الدوحة، اعرب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت عن ادانة بلاده للضربات التي تشنها قوات النظام السوري المدعوم من موسكو ضد حلب، محذرا من ان «الحرب الشاملة» في سوريا قد تؤدي الى «تقسيم» البلاد. وقال ايرولت «ثمة استراتيجية حرب شاملة لا يمكن ان تؤدي سوى الى تقسيم سوريا وتعزيز «داعش بشكل اكبر»، في اشارة الى «داعش» الذي يسيطر على مناطق عدة شمال سوريا وشرقها.وفي بروكسل، اكد المفوض الاوروبي للمساعدة الانسانية خريستوس ستيليانيدس ان قصف النظام السوري حرم مئات الاف المدنيين المحاصرين شرق حلب من المواد الغذائية والخدمات الطبية. وندد بـ «انتهاكات مرفوضة للقانون الانساني الدولي يمكن ان ترقى الى جرائم حرب»، داعيا الى وقف الضربات الجوية للسماح بتوزيع المساعدات وإجلاء المدنيين الجرحى.