أكد مواطنون بدول مجلس التعاون الخليجي أن التمرين الأمني المشترك «أمن الخليج العربي1» والذي أنهى فعالياته بالبحرين بتشريف من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وحضور قيادات أمنية من مختلف دول مجلس التعاون، يمثل حلقة إضافية في مستويات التنسيق والتكامل بين الأجهزة الأمنية بدول المجلس، نظراً للتحديات الكبيرة التي تواجه الأمن الداخلي وفي مقدمتها انتشار ظاهرة التطرف والإرهاب، لافتين إلى أن التمرين رسالة تأكيد بأن أمن الخليج العربي واحد.
وأشادوا بتوجيهات قادة دول المجلس وحرصهم الكبير على تحقيق أعلى معدلات الأمن والأمان للمواطنين، وتحقيق التكامل بين المؤسسات الخليجية المختلفة، بما يحقق تطلعات وآمال وأحلام أبناء دول الخليج العربية.
وأعربوا عن امتنانهم للبحرين، ووزارة الداخلية بقيادة الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة قائد التمرين، على ما قدموه من تسهيلات للوفود المشاركة، وحرص الوزير على إنجاح فعاليات التمرين من خلال توجيهاته الحثيثة ومتابعته الدقيقة.
من جهته، قال المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج الدكتور ظافر العجمي من الكويت إنه إذا كانت دوافع قيام مجلس التعاون مطلع الثمانينات استشعاراً لخطر أمني خارجي، فإن تمرين أمن الخليج العربي1 استشعار بضرورة تقوية الهيكل الداخلي لمجلس التعاون، منوهاً إلى أن التمرين تأكيد لمفهوم أن حماية المواطن والأمن بشكل عام يبدأ من الداخل، ويأتي استكمالاً لخطوات التكامل الخليجي الذي شهدنا توسعه في كل مناحي الحياة في المنظومة الخليجية.
وأشار إلى أن التمرين انعكس على البعد الشعبي والمزاج الخليجي الداعي إلى الوحدة، وهو ما جعله موضع ترحيب شعبي بين مختلف فئات المجتمع الخليجي، مؤكداً أن أحد أسباب نجاح التمرين الأول في مملكة البحرين أنه تم بسلاسة تامة.
واختتم بالإشارة إلى أن أهل الخليج العربي رحبوا بأبنائهم المشاركين في التمرين، إلى جانب الاحتفاء الكبير الذي حظوا به في مختلف وسائل الإعلام.
من جهته، أكد أحمد الملا الكاتب الصحافي بالمملكة العربية السعودية، أن أهمية التمرين تنبع من الضرورة الحالية التي تستوجبه، خصوصاً أن أمن الخليج العربي يتعرض للتهديدات الإرهابية، سواء من الداخل أو الخارج، ولذلك، لا بد من تفعيل التعاون الأمني على مستوى المنظومة الخليجية.
وأضاف أن التمرين وغيره من الفعاليات المشتركة بين الأجهزة الأمنية الخليجية يعطي نوعاً من الاطمئنان للمواطن الخليجي وللمقيمين على أرض الخليج، إلى جانب أنه يرسل رسالة قوية إلى الجماعات الإرهابية، أن هناك يقظة عالية واستعداداً دائماً لمواجهة أي نوع من الاختراق لأمن المنظومة لخليجية، إضافة إلى أنه يرفع مستويات الثقة لدى المواطن بالأجهزة الأمنية، نظراً لحرصها على أمنه واستقراره وعملها على حماية مكتسباته، منوهاً في الوقت ذاته إلى التفاعل الكبير والحماس من قبل الشارع الخليجي للتمرين.
في سياق متصل، أعربت مروة سالم طالبة عمانية عن اعتزازها بالقدرة التي تتمتع بها دول الخليج العربية في مواجهة حركات التطرف والإرهاب، والتي تتمثل في تنظيم تدريبات وفعاليات أمنية مشتركة، وهو ما يظهر القدرة الحقيقية لدول المجلس ويرفع مستوى الطمأنينة لدى المواطنين، مشيرة إلى أن التمرين يمكن أن يكون نواة حقيقية لمزيد من تنسيق الجهود بين الأجهزة الأمنية الخليجية، إلى جانب أنه يساهم في تبادل الخبرات والمهارات بين رجال الأمن، لتكون كل دول الخليج على مستوى واحد من الجاهزية لمواجهة الأخطار الأمنية.
واختتمت مروة حديثها بالإشارة إلى التوجيهات السديدة لقادة دول المجلس بضرورة رفع كفاءة أجهزة الأمن، وهو ما ينبع من حرصهم على أمن المواطن ضد كل التهديدات الإرهابية، وأن تبقى المنظومة الخليجية واحة للأمن والأمان، كما كانت على الدوام، مقدمة شكرها لوزارة الداخلية البحرينية التي نظمت التمرين، آملة في أن يتكرر في القريب العاجل في كل دول المجلس.
من جهته، أعرب المواطن الإماراتي حمد فاس، عن اعتزازه بمشاركة بلاده في التمرين المشترك، حرصاً على تفعيل العمل الخليجي المشترك، إلى جانب العمل الدؤوب على أمن المواطن والمقيم في دولة الإمارات، مضيفاً أن التمرين تجسيد حقيقي لروح الأخوة والوحدة التي تجمع دول الخليج العربية على المستوى الرسمي والشعبي، معبراً عن أمله في أن يكون هذا التمرين أولى الخطوات لتوحيد مؤسسات العمل الخليجية، وصولاً إلى الاتحاد الكامل، وهو أحد أهم مطالب أبناء الخليج العربي.
وقدم فاس شكره إلى البحرين، قيادة وشعباً، على استضافة هذا التمرين، وتقديم كل التسهيلات للمشاركين فيه، وهو انعكاس لما تتمتع به مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى من بعد نظر وحرص على تكثيف العمل الخليجي المشترك، بجانب الجهد الكبير الذي يبذله منتسبو وزارة الداخلية البحرينية في الحفاظ على أمن المملكة وسلامة مواطنيها وزوارها، وهو ما جعلها بلد الأمن والأمان.
واختتم حمد فاس تصريحه بالإشارة إلى أن رسالة التمرين وصلت إلى جميع الجهات الإرهابية التي تسعى لزعزعة أمن الخليج، سواء في الداخل أو الخارج، داعياً الله أن يحفظ الخليج وأهله من الإرهاب والإرهابيين.
من جهته، قال سعيد سلطان من قطر إن التمرين الأول مهم للغاية لأنه يؤكد أن أمن دول الخليج العربية واحد، وأي تهديد لأي منها تهديد لها جميعاً، متمنياً أن تستمر مثل هذه التمارين بين الجهات الأمنية الخليجية لما لها من انعكاس على طمأنة المواطن الخليجي، مشيداً بحرص قادة دول المجلس على جعل منطقة الخليج آمنة، خصوصاً وأن كثيراً من الدول حولنا تفتقد أهم ما يميزنا وهو الأمن والأمان والاستقرار، مستبعداً أن يؤثر الصراع الدائر حالياً في دول الجوار على أمن الخليج بسبب اليقظة والاستعداد الدائم الذي تتمتع به أجهزة الأمن الخليجية، موجهاً شكره إلى وزير الداخلية البحريني وكل أفراد الوزارة على جهودهم لإنجاح التمرين المشترك.
واختتم سعيد سلطان تصريحاته بالإشارة إلى أن العمل الخليجي المشترك وتوحيد الجهود هو الهدف الأسمى لأبناء الخليج، لأن خليجنا واحد ومستقبلنا واحد، فأبناء الخليج لا يعتبرون أنفسهم غرباء في أية دولة خليجية، نظراً لأنهم يشتركون في أمور كثيرة مثل النسب والمصاهرة والدين واللغة... وهو ما يجعلهم يشعرون بأنهم شعب واحد.
من جهتها، قالت الكاتبة والباحثة البحرينية في شؤون الخليج العربي فاطمة خليل إن تمرين أمن الخليج العربي 1 أثار الحماس وأحيا الأمل بقيام الوحدة الخليجية، وهو الأمر الذي تتطلع إليه الشعوب الخليجية، واستذكرت الباحثة، مطالبتها بتدريبات إعلامية مشتركة لنخب من الإعلاميين المعنيين بشؤون الخليج العربي ليكونوا درعاً إعلامية قادرة على استخدام الأدوات الناعمة وأهمها الإعلام، ويأتي في هذا السياق الدعوة للتأسيس لسياسة إعلامية خليجية موحدة.
وأضافت الباحثة: لقد عانى الخليج العربي في السنوات الأخيرة من ويلات الطابور الخامس والخلايا التجسسية والشبكات الإرهابية المدعومة من الخارج، وقد أرعب انطلاق تمرين أمن الخليج العربي 1 كل هذه الجماعات، ما انعكس بصورة بينة على استقرار وأمن المنطقة.
واختتمت الباحثة فاطمة عبدالله خليل تصريحها بالإشارة إلى ما قدمه التمرين من رسالة واضحة للعالم أجمع، بأن الخليج العربي لم يعد بحاجة لحماية خارجية، وحقق الاكتفاء الأمني الذي يلزمه، بل يملك من الإمكانيات الأمنية على مستوى العدة والعتاد والجاهزية والتدريب والكفاءات ما تجعله في مأمن وقادر على حماية نفسه.