طرابلس - (العربية نت، أ ف ب): تسبب قرد في مقتل 21 شخصاً وإصابة المئات في 4 أيام من المعارك بين قبيلتي أولاد سليمان والقذاذفة المتنافستين في مدينة سبها جنوب ليبيا. وبحسب وسائل إعلام ليبية وشبكات التواصل الاجتماعي، فإن الصدامات بدأت بعدما تسبب قرد يملكه أحد أفراد القبيلتين بجرح تلميذة في أسرة تنتمي إلى القبيلة الثانية.
إلا أن ذلك القرد ليس الوحيد المتسبب بسفك الدم البشري بسبب الحيوانات في المنطقة العربية، فقبله بنحو 156 سنة، تسبب حمار في لبنان بمجازر راح ضحيتها قتلى وجرحى بالآلاف.
القرد السعدان الذي يملكه في سبها صاحب متجر من قبيلة القذاذفة المنتشرة أيضاً بمدينة سرت الساحلية على المتوسط، هاجم فتيات مدارس خلال مرورهن بجوار المتجر، وراح يمزح ويتلاعب «وينزع أغطية من فوق رؤوس الفتيات»، فغضب منه أفراد من قبيلة أولاد سليمان في المدينة، ورموه بالرصاص فأردوه قتيلاً ، وقتلوا معه 3 من القذاذفة، يبدو أنهم هبوا لنجدته ومالكه معاً.
وسريعاً ما تدهور الوضع الأمني، وحدث تصعيد في اليومين الثاني والثالث، وصل إلى «استخدام الطرفين لدبابات وقذائف مورتر وأسلحة ثقيلة»، واستمرت الاشتباكات بين القذاذفة وأولاد سليمان، الأقوى تسليحاً بين فصائل المنطقة «فسقط قتلى وجرحى، من النساء والأطفال، في جنوب الصحراء بسبب القصف العشوائي»، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم «مركز سبها الطبي» الذي استقبل 21 جثة ومئات الجرحى. ولا تزال السلطات الليبية التي تتنازع الحكم، غير قادرة على إعادة النظام والأمن في مجمل مساحة ليبيا المترامية والتي تعيش على وقع الفوضى والعنف الدامي.
وهذه المقتلة التي تسبب بها قرد لعوب في ليبيا، حدث أخطر منها بكثير في تقاتل دموي النوع بين طائفتي الدروز والموارنة بشكل خاص في لبنان، وعموماً بين المسيحيين والمسلمين فيه. وذكر تقرير لقناة «العربية» أن درزياً يركب حماراً التقى بماروني يركب آخر ربيع عام 1860 بأحد دروب منطقة «أنطلياس» القريبة في قضاء المتن بمحافظة جبل لبنان 8 كيلومترات عن بيروت. وعاند كل منهما الآخر حول أي حمار يجب أن يعبر أولاً، لأن الطريق ضيقة ولا تسع مرور حمارين، وتطور العناد إلى تلاسن ثم إلى عراك بالأيدي، أنهاه الدرزي بقضيب معدني شجّ به رأس الماروني وأرداه نازفاً، وبعد ساعات اشتعل لبنان ثأراً للقتيل، وفرّخت فيه مجازر بالعشرات، إلى درجة أن صداها وصل حتى إلى فيلسوف الماركسية كارل ماركس في لندن، فكتب عن «القبائل المتوحشة في لبنان»، واعتبر تقاتلها صراعاً طبقياً، وثورة شعبية قام بها الفلاحون الموارنة ضد إقطاعييهم الدروز.