آية الكيالي
أكد السفير الفلسطيني لدى البحرين طه عبد القادر أن المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى باعتبار 2017 عاماً لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين كي يسود الاستقرار والسلام والتعايش في ربوع المنطقة ومن أجل مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.
وأوضح لـ «الوطن»قيام دولة في غزة مرفوض من القيادة وكافة فئات وأطياف وفصائل الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن إقامة دولة في الضفة بدون غزة ليس مرفوضاً وحسب ولكنه مستحيل.
وذكر أن محاولات إنهاء الانقسام الداخلي في فلسطين لم ولن تتوقف حتى اليوم، وآخرها لقاء الرئيس أبو مازن مع كل من خالد مشعل وإسماعيل هنية بالدوحة ولايزال يحدونا الأمل بإعادة اللحمة إلى شطري الوطن في أقرب وقت وعودة غزة إلى حضن الشرعية الفلسطينية. وشدد على أن المفاوضات متوقفة منذ سنوات، وأن الجانب الإسرائيلي لا يريد من حيث المبدأ الوصول لأي حلول فإسرائيل تناور وتماطل في تلك المفاوضات وعدم استعدادها للالتزام بحل الدولتين ورفض المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية، مشيراً إلى أن المفاوضات هي أسلوب من الأساليب التي مارسها الشعب الفلسطيني للوصول إلى حقه وهي ليست هدفاً. وذكر أن العلاقة الفلسطينية البحرينية تمتد لأكثر من مئة وتسعين عاماً، لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية تحظى باهتمام رسمي وشعبي واسع لدى البحرين خاصة وأن توجهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ثابتة ببقاء القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية حتى إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأشار إلى أن ما يثار حول خلافة الرئيس أبو مازن يمثل استهدافاً للشرعية الفلسطينية الممثلة بالرئيس أبو مازن الثابت على الثوابت في هذه الفترة الحرجة. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
كيف ترون العلاقات البحرينية الفلسطينية، ودعم مملكة البحرين الدائم والثابت للقضية الفلسطينية؟
- العلاقات الفلسطينية البحرينية متميزة وممتدة منذ العام 1917 وحتى يومنا هذا من خلال الزيارات المتبادلة حيث كان يزور الفلسطينيون البحرين ومنها زيارة الحاج أمين الحسيني عام 1920 وزيارة وفد من المجلس الإسلامي الأعلى إلى البحرين بالإضافة إلى الوفود الفلسطينية التي كانت تزور البحرين وتجمع التبرعات كما أنه ومنذ الثورة العربية الكبرى كانت تصدر بيانات الدعم من البحرين وكان الشيخ عبد الوهاب الزياني من أوائل البحرينيين الذين زاروا القدس كما زارها أحمد الزياني كما ودرس العديد من البحرينيين في القدس ومنهم الشيخ محمد بن علي بن يعقوب وغيرهم، كذلك يسجل للبحرين وللقيادتها الرشيدة تقديم كل الدعم المعنوي والسياسي والمادي لمساندة القضية الفلسطينية في كل المناسبات وفي جميع المحافل الإقليمية والدولية، وشعبنا الفلسطيني وقيادته سيبقون أوفياء للبحرين التي تتميز علاقاتنا معها تاريخياً وحتى اللحظة بأنها علاقات متينة ومميزة.
نلاحظ أن هناك نشاطات ثقافية للسفارة الفلسطينية في البحرين، كيف تقيمون هذه الأنشطة في التعريف بالقضية ؟
- القضية الفلسطينية بأبعادها وظروفها الاستثنائية بحاجة لإبرازها إعلامياً وثقافياً وإنسانياً، وبما أن الثقافة هي تاريخ وإرث الشعوب وتمثل القوة الناعمة للدول وتؤسس لحماية حضاراتها لإيصال رسالة للعالم بعمق ورقي ثقافة شعوبها تقوم السفارة بفعاليات دائمة ومتنوعة سواء بالتعاون مع الجهات الرسمية بالمملكة وخاصة هيئة البحرين للثقافة والآثار، كما أن هناك تعاوناً مع جهات رسمية أخرى بالبحرين منها وزارة الإعلام وغيرها من الجمعيات والمؤسسات والمجالس، كما تنظم السفارة فعاليات ونشاطات ثقافية دائمة ومتنوعة للتعريف بالقضية الفلسطينية وإحياء مناسبات وطنية فلسطينية، وللحقيقة لمسنا خلال كافة الفعاليات تعاوناً ومشاركة رسمية وشعبية تتجلى بالحضور المميز لأهلنا في البحرين مع أبناء الجالية الفلسطينية، إضافة للسفارات العربية والأجنبية.
ما هي المجالات التي استطعتم من خلالها تعزيز العلاقة بين المملكة وفلسطين؟
- تحظى القضية الفلسطينية باهتمام رسمي وشعبي واسع لدى البحرين الشقيقة، خاصة وأن توجهات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة دائمة وثابتة بأن تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، تعزيزاً للتعاون بين المملكة وفلسطين تم توقيع عدة بروتوكولات واتفاقيات تعاون في عدة مجالات كما تم توقيع اتفاقيات مع بعض النقابات منها نقابة المهندسين حيث إن هنالك زيارات رسمية متبادلة بين الجانبين بالإضافة إلى زيارات الوفود الشعبية البحرينية إلى فلسطين والمسجد الأقصى حيث تميزت البحرين بهذه الوفود والتي كان لها الأثر الكبير والطيب في نفوس الشعب الفلسطيني الذي يشعر بأن أهله وإخوانه العرب لن يتخلوا عنه.
ما هي أوجه التعاون التي تسعى السفارة لتطويرها مع البحرين؟
- العلاقة المميزة التي تربط دولة فلسطين مع البحرين علاقة متينة وواعدة ونسعى لتطوير العلاقة وفتح قنوات تعاون جديدة خاصة في مجال العمالة وتسويق المنتجات والبضائع الفلسطينية وفتح أسواق البحرين لهذه المنتجات وتسويق المنتجات الوطنية الفلسطينية ومنها حجر البناء المقدسي وتصدير المنتجات الزراعية والصناعية الفلسطينية والثقافية وتشجيع زيارة المستثمرين من البحرين والدول العربية لدعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني، خاصة وأن الاحتلال يسعى إلى تدمير الاقتصاد الفلسطيني بوضع العراقيل الكثيرة التي تكبل الجانب الفلسطيني كما نسعى أيضاً لتكثيف زيارة الوفود البحرينية والزيارات الثقافية والإعلامية إلى فلسطين والقدس والمسجد الأقصى مع سعينا لتبادل الخبرات في كافة المجالات الصحية والاقتصادية والثقافية.
كيف هي الجالية الفلسطينية بالبحرين، وهل من تسهيلات تقدمها المملكة لأبناء الجالية ؟
- البحرين وشعبها العزيز معروف بطيبته واحترامه للمقيم وتواضعه وإكرامه للضيف واحترام الآخر واحترام الأديان ومعتقدات الشعوب، والجالية الفلسطينية منذ بدء وصول عدد من الفلسطينيين للمملكة منذ الأربعينيات حتى يومنا هذا تشعر بدفء رعاية الشعب البحريني من خلال الاحترام والألفة والمحبة من الأهل في البحرين، فالجالية الفلسطينية تشعر أنها في بلدها الثاني وتحرص دائماً على أمن واستقرار المملكة ونقدر للقيادة وعلى رأسها جلالة الملك المفدى الرعاية الكريمة.
يعاني الشعب الفلسطيني من الانقسام فهل هناك محاولات لإنهاء الانقسام ؟
- الانقسام البغيض يعود لأكثر من 10 سنوات والوحدة الفلسطينية مطلب شعبي لكافة الفصائل الفلسطينية، فقوتنا في مواجهة الاحتلال تتمثل في وحدتنا وتماسكنا كفلسطينيين والقيادة الفلسطينية وعلى رأسها أبو مازن حريصة على إعادة اللحمة بين شطري الوطن وإنهاء الانقسام البغيض، وتم الاتفاق أكثر من مرة وتوقيع عدة اتفاقيات في مكة والدوحة والقاهرة وللأسف لم تطبق على أرض الواقع، والمصيبة في الانقسام أنه تجاوز الانقسام السياسي والفصائلي والفكري، حيث انفصلت غزة عن الضفة وهذا استهداف للمشروع الوطني الفلسطيني لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فقيام دولة في غزة مرفوض من القيادة وكافة فئات وأطياف وفصائل الشعب الفلسطيني وإقامة دولة في الضفة بدون غزة مرفوض ومستحيل، ومحاولات إنهاء الانقسام لن ولم تتوقف حتى اليوم وآخرها لقاء الرئيس أبو مازن مع كل من خالد مشعل وإسماعيل هنية في الدوحة ولا يزال يحدونا الأمل بإعادة اللحمة إلى شطري الوطن في أقرب وقت وعودة غزة إلى حضن الشرعية الفلسطينية.
ما هي المكاسب التي حققتها المفاوضات للشعب الفلسطيني ؟
- المفاوضات متوقفة منذ سنوات والجانب الإسرائيلي لا يريد من حيث المبدأ الوصول إلى أي حلول فالاحتلال يناور ويماطل في تلك المفاوضات مؤكداً عدم استعداده للالتزام بحل الدولتين ورفض المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية، والمفاوضات هي أسلوب من الأساليب التي مارسها الشعب الفلسطيني للوصول إلى حقه وهي ليست هدفاً، فالاحتلال نقض كافة الاتفاقيات بدءاً من أوسلو وغيرها من الاتفاقيات، والقيادة الفلسطينية خاضت تلك المفاوضات للوصول إلى حل عادل يحقق طموح شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال والمتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف طبقاً لقرارات الأمم المتحدة، هذا ما استشهد من أجله الشهيد الرمز القائد أبو عمار وحمل الأمانة من بعده الرئيس أبو مازن الثابت على الثوابت وهناك عدة محاولات من عدد من الدول الصديقة لإحياء عملية السلام منها المبادرة الفرنسية والمساعي الروسية الأخيرة للوصول لحل، ومن هنا نقول للمجتمع الدولي إن عليه أن ينصف الشعب الفلسطيني وأن يدعم حقه في الحرية والعودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وعلى الحكومة البريطانية أن تقوم بتصحيح الكارثة التاريخية بحق الشعب الفلسطيني بصدور وعد بلفور المشؤوم، والمجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى باعتبار عام 2017 عام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين باعتباره أطول وآخر احتلال في التاريخ، كي يسود الاستقرار والسلام والتعايش في ربوع المنطقة ومن أجل مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.
كثرت وسائل الإعلام التي تتحدث عن خلافة الرئيس عباس بعد أن تجاوز ال 80 فهل سيعاد انتخابه في الفترة القادمة ؟
- كثير من الرؤساء في العالم تجاوزوا الثمانين ويمارسون مهامهم ولا نرى وسائل الإعلام تتحدث عن خلافتهم، فالمقصود في إثارة هذا الموضوع هو الشرعية الفلسطينية الممثلة بالرئيس أبو مازن الثابت على الثوابت والاستهداف للرئاسة في هذه الفترة الحرجة والظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية وبالعالم العربي وهو نفس الاستهداف الذي تعرض له الرئيس الراحل أبو عمار وبنفس الأسلوب، فالشعب الفلسطيني فقط هو من يقرر عبر صندوق الاقتراع من هو رئيسه ولا يعاني الشعب الفلسطيني من أي إشكالية قانونية أو سياسية في هذا الموضوع وصندوق الانتخابات في حال ترشح الرئيس هو الذي يقرر.
ما حقيقة الخلافات الداخلية في البيت الفتحاوي، وما أثرها على القضية الفلسطينية ؟
- ليعلم الجميع أن حركة فتح موحدة وغير قابلة للقسمة منذ انطلاقتها في العام 1965 وهي العمود الفقري للمشروع الوطني الفلسطيني، وحتى اليوم لم يستطع أي أحد قسمتها أو التأثير على برنامجها السياسي، فالقرار الفلسطيني الفتحاوي لا يقبل القسمة أو التقاسم وسيبقى مستقلاً، ومن لم يتعلم فليقرأ التاريخ الفتحاوي جيداً عندما حاول البعض الانشقاق والانقلاب على الشرعية الفتحاوية والفلسطينية والاستعانة بقوى خارجية على فتح وكان الفشل حليفهم.
حلم العودة نراه مستحيلاً مع التهجير القسري للمقدسين، فما هي الإجراءات التي تتخذها السلطة لدعم صمودهم بالقدس ؟
- حق العودة مقدس لكل فلسطيني حسب ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية وهو حق غير قابل للتقادم ولا يستطيع أحد إلغاء هذا الحق وهو حق غير قابل للتقادم ومحاولات التهجير لأهلنا في فلسطين عامة وفي القدس خاصة ومدينة خليل الرحمن باءت بالفشل، فالفلسطيني متمسك بأرضه رغم هدم البيوت والاعتقالات والإعدامات ومصادرة الأراضي فالفلسطيني والذي يهدم بيته يتشبث في أرضه وهناك مؤامرة كبيرة لإفراغ القدس من سكانها ولم يحدث أن غادر أي مقدسي مدينته - يبلغ تعداد المقدسيين حوالي 350 ألف نسمة -، والقدس قدمت عدداً كبيراً من الشهداء والأسرى المقدسيين حيث بلغ شهداء الهبة الشعبية الأخيرة من المقدسيين حوالي 56 شهيداً كما يوجد أكثر من 500 معتقل من القدس وحدها في السجون الإسرائيلية فلا توجد أي عائلة في القدس إلا وعانت من بطش الاحتلال سواء بهدم بيتها أو مصادرة أرضها واستشهاد أو أسر أو جرح أحد أفرادها دفاعاً عن المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وما هو واجب الأمة العربية لدعم صمود القدس ؟
- من واجب الأمة العمل على تعزيز صمود أهلنا في القدس وتقديم سبل الدعم لهم وتكثيف زيارة الوفود من الدول العربية الشقيقة للقدس، فزيارة القدس هي ليست شرعنة أو تطبيعاً مع الاحتلال وهي زيارة السجين وليس السجان وإنما هي لتعزيز صمود الفلسطيني المقدسي على أرضه، والشعب الفلسطيني عامة والمقدسيون خاصة يتطلعون لوجود إستراتيجية عربية إسلامية لتعزيز صمود وحماية المواطن الفلسطيني المقدسي للوقوف في وجه الممارسات التي ينتهكها الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة.