أكدت رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة د.أمل القبيسي «أن المنظومة الخليجية متكاملة سياسياً ولابد لمجتمعنا الخليجي أن يحافظ على تماسكه وبث الأمل.وأضافت لـ»بنا» أن اللقاء الأخير الذي جمع الوفود المشاركة في الاجتماع العاشر لرؤساء المؤسسات التشريعية لدول مجلس التعاون المنعقد مؤخراً في البحرين مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أعطى أثراً بالغاً انعكس في رؤية جلالته وتأكيده على أهمية الحفاظ على المنظومة الخليجية كمنظومة تعكس الوحدة والاستقرار للدول والشعوب. ولفتت القبيسي على هامش مشاركتها في الاجتماع، إلى ضرورة أن يبقي المجتمع الخليجي على تماسكه والمحافظة على روح التفاؤل والأمل وبثها للآخرين، والعمل كأسرة واحدة على استشراق المستقبل لواقع يحظى بالأمن والسلام.وقالت «وفق تجربتي في العمل البرلماني فإن للمجالس التشريعية دور هام في مجال إيصال صوت الشعوب وتكريس سبل تأمين مستقبل الأجيال القادمة من خلال العمل الدؤوب المتواصل وبناء جسور التواصل مع الشعب».وأشارت إلى أن «لا فرق اليوم بين الرجل والمرأة في العمل البرلماني، فلطالما رأت نفسها كأحد أفراد الشعب»، مشددة على أن التحديات التي تواجه دول العالم لا تفرق بين الجندر، بل إن الجانب المهم هو تحقيق النتائج التي تتطلع إليها الشعوب والحكومات وتخدم الأوطان..وفيما يلي نص اللقاء:- كيف تقيمين مشاركتكم بالاجتماع العاشر لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول الخليج المنعقد مؤخراً في البحرين؟تشرفنا في كمجلس وطني اتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة بالمشاركة في الاجتماع وكان لنا الشرف الأكبر في التواجد في البحرين ونشكر القائمين على الاجتماع على حسن الاستقبال والضيافة والتنظيم المتميز للاجتماع الذي ظهر بنتائج متوافقة من خلال الطرح والمداولات التي أجريت في الجلسات المغلقة أو العادية. الاجتماع كان ناجحاً بكل المقاييس.وتم الاتفاق على عدة قرارات بينها إصدار بيانات من بينها بيان إدانة على الاعتداء الغاشم على مكة المكرمة، وبيان بخصوص قانون جاستا الأمريكي وبيان موقف المؤسسات التشريعية بدول مجلس التعاون الخليجي منه. كما تم التطرق لعدد من المواضيع التي تشكل أهمية لنا كبرلمانات أحدهما موضوع الأمن والغذائي والمائي، وموضوع الشباب والأمن الذي تبنيناه في المجلس الاتحادي، وسنقوم بعقد عدد من المبادرات في هذا الجانب. وتطرق الاجتماع إلى كثير من الملفات الأمنية والاستراتيجية وطرح مسألة كيفية توطيد العلاقات من خلال تنشيط الدبلوماسية البرلمانية التي تمكننا من توطيد العلاقات مع البرلمانات الأوروبية والكونغرس الأمريكي من خلال تفعيل دور اللجنة الخليجية المشتركة للتعاون مع البرلمان الأوروبي والتأكيد على تكثيف اللقاءات السنوية، وتشكيل اللجنة المشتركة لزيارة الكونغرس الأمريكي.هذه اللقاءات السنوية تحظى بزخم كبير، لتقريب وجهات النظر والعمل على وضع أجندات مشتركة سواء على المستوى الوطني والمستوى الدولي. وفي ظل الأوضاع الحالية من المهم إيصال صوت الشعب وأن نوصل له توجه البرلمانات التي تحمل مسؤولية تمثيل صوته. كما تمثل لقاءنا بعاهل البلاد المفدى بالتميز ومثل لنا رؤية وخارطة طريق كأسرة واحدة نرنو إلى أهداف واحدة، فدول مجلس التعاون الخليجي تشكل منظومة متكاملة من الأمن والسلام لشعوب المنطقة والتعاون الاقتصادي والاجتماعي بفضل رؤية قيادتنا الذي ندين لهم بالكثير اليوم شعب الخليج أصبح أكثر تماسكا وقادر على استشراف المستقبل ويشكل قدوة لباقي الشعوب في العمل والوحدة والتنسيق في كل المجالات. - كيف يمكن للاجتماعات أن تساهم في تذليل الصعوبات التي تواجهها دول الخليج؟ وما أبرز ملفات القمة المقبلة لدول التعاون؟التأكيد أن الهموم مشتركة والتحديات التي تواجهها المنطقة سواء على صعيد عمل البرلمانات أو الحكومات هي واحدة، كما إننا واثقون من أنه في ظل السعي الحثيث لقياداتنا فإن القمة المرتقبة ستلقى نجاحاً كبيراً وستكون المواضيع المطروحة مستمدة من الملفات التي ناقشناها في الاجتماع العاشر الذي تطرق إلى ملفات تعد جزءاً مما سيتم طرحه من ملفات على طاول النقاش في القمة التي تحرص حكوماتنا على بحثها والخروج بتوجهات وحلول مشتركة. نتوقع من خلال المبادرات التي استعرضها الأمين العام لمجلس التعاون على الصعيد الأمني والاقتصادي أن هناك خطوات ملموسة ستحصد دول المجلس نتائجها، فدولنا محبة للسلام وتعمل على دعم حقوق الإنسان في كل الجوانب ولها راية مشرفة على الساحة العالمية. - كيف تساهم هذه اللقاءات في الانتقال بالمنظومة الخليجية إلى مرحلة تشكيل الاتحاد؟ المنظومة الخليجية كمنظومة سياسية هي منظومة متكاملة نرى فيها 3 مسارات تشكله من خلال رؤية ودعم وعمل، فالجانب الأول يتمثل في قيادات الدول، والجانب الثاني يتمثل في العمل الحكومي سواء على على مستوى العمل الوزاري وبالأخص دور وزراء الخارجية الذين يشكلون الدبلوماسية الرسمية، وزراء الداخلية الذين يشكلون المنظومة الأمنية والوزراء الآخرين الذين يشكلون المنظومة الاقتصادية وجوانب التنمية المختلفة.أما الجانب الثالث فيتمثل في عمل البرلمانات والمؤسسات التشريعية التي تركز على العمل الرقابي، ولكن كذلك يأتي عليها دور إيصال صوت الشعوب وكذلك هناك جانب مهم تلعبه البرلمانات في مجال الدبلوماسية البرلمانية. اليوم السياسة لا تحدد فقط من قبل الحكومات، ولكن تحدد كذلك من قبل البرلمانات، ولذلك فإن دورنا في نقل الدبلوماسية البرلمانية والصورة الصحيحة وعمل شراكات وتحالفات مع البرلمانات الأوروبية والأمريكية هو دور حيوي وأساسي في اكتمال المنظومة الخليجية في عملها وتنسيقها وتعاونها للخروج بأفضل نموذج مثالي على مستوى العالم يشكل الوحدة الخليجية كمنارة بارزة في العمل المستمر. - تستضيف الإمارات القمة العالمية لرئيسات البرلمان، ماذا تمثل أهميتها في العمل البرلماني؟بتاريخ 12 و13 ديسمبر وبرعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك يستضيف المجلس الاتحادي بتنظيم مع اتحاد البرلمان الدولي القمة العالمية لرئيسات البرلمانات تحت شعار «متحدون لصياغة المستقبل». القمة تعقد لأول مرة على مستوى العالم ولأول مرة يتم عمل اجتماع من هذا النوع على مستوى الشرق الأوسط وبهذا العدد، حيث ستشارك فيها 52 رئيسة برلمان، وعلى مدى يومين ستتناول القمة أهم التحديات الكبرى التي تواجهنا وكيف يمكن أن نكون مستعدين لها في الحاضر والمستقبل. هذه القمة لا تعنى فقط بالبرلمانات ولكن سيكون فيها ممثلون ممن الحكومات والقطاع الخاص وممثلي المؤسسات المدنية وقطاعات الشباب والمنظمات العالمية. وستتناول 8 محاور رئيسة تنصب في أهم التوجهات التي تحدد خارطة عالمنا وتصيغ المستقبل ويجب أن نكون كبرلمانات وحكومات متعاضدين في دور متكامل نعرف كيف نواجه ونستجيب للتحديات والحلول. - كنت أول امرأة خليجية تتولى منصب رئيس المجلس الوطني الاتحادي، كيف تقيمين تجربتك؟ وما أبرز التحديات التي واجهتك؟ على مستوى دول مجلس التعاون وتحديداً في الإمارات، انتقلنا من مسألة «تمكين المرأة» إلى مسألة «تمكين المجتمع عن طريق المرأة». من خلال عملي في المجلس الوطني الاتحادي أعتقد أن أبرز التحديات التي تواجهنا على الصعيد الخارجي ترتكز على الجانبين الأمني والسياسي وكيف يمكننا تأمين مستقبل الأجيال القادمة والشعوب من خلال العمل الدؤوب المتواصل وبناء جسر من التواصل بين الشعوب. وبرأيي، أجد مجالاً أكبر للفرص. لا أرى تحديات وإنما أرى فرصاً ونحن نخلق الفرص من التحديات. فمن خلال عملي لا أرى نفسي بشكل جندري بقدر ما أرى نفسي كأحد أفراد الشعب أقوم بعملي ودوري في خدمة وطني الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي حيث نعيش جميعاً كأسرة واحدة نتقاسم الهموم ونتشارك الرؤى والطموح.