ما إن أحلت نفسي على التقاعد المبكر حتى قررت التعامل أو التداول في أسهم الشركات والمؤسسات المالية من حيث الشراء والبيع من خلال السماسرة الرسميين في بورصة البحرين.
بدأت بهذا المشروع الذي لا يحتاج إلى سجل أو محل تجاري ظناً مني أن الانخراط فيه سيجلب إلي الكثير من المال وبصورة (سكيتية)، بعد أن مارست عملياً التعامل بالأسهم تبين لي أنه كالقمار تماماً، يوماً تربح وأياماً تخسر، لقد اتضح لي بعد أن منيت بخسائر فادحة أن التعامل بالأسهم ليس له قاعدة أوخطة واضحة، وبخاصة في ظل غياب المحللين الماليين، فأنت تخطط وغيرك من عمالقة ملاك الأسهم وقد يكون من بينهم فئة من السماسرة يخططون، فتقع في المحظور، وتصاب بخيبة آمل.
يحدث أن تشتري أسهم شركة ما تدر أموالاً طائلة وبالثانية، ويحدث أن توزع عليك كمساهم أرباحاً سنوية معتبرة، ثم ولاعتبارات كثيرة تجد أن تلك الأرباح تتراجع رويداً رويداً قد يكون من بينها: سوء الإدارة أو عدم كفاءتها، وقد يكون من مسببات التراجع التلاعب بصرف البونس والمكافآت، أو الفساد الإداري وغيرها مما يؤثر بالسلب على أسعار الأسهم التي بحوزتك وعلى أرباحك السنوية التي تتضاءل بصورة مخيفة، عندها تسب حظك العاثر الذي زين لك الدخول في هذه الدهاليز المظلمة.
والذي يزيد الطين بلة هو عدم وجود جهة مسؤولة للمراقبة والمحاسبة، فتضيع أموالك وتتلاشى أحلامك الوردية، وتحمد الله أن لك راتباً تقاعدياً ينقذك من التسول، في اعتقادي إن البورصة بحاجة إلى من ينفخ الروح فيها لتتعافى، ولتستقطب أعداداً أكبر من المساهمين للتنافس فيما بينهم بصورة نزيهة، أما في ظل الظروف الاقتصادية الحالية فأقول للسماسرة الذين لا يغطون حتى مصاريفهم: أعاننا الله وإياكم على محنتنا.
أحمد محمد الأنصاري