الدوحة - (رويترز): أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الاقتتال الفلسطيني والحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات يمكن أن يحول قطاع غزة الفقير إلى نقطة انطلاق سهلة لمن يتم تجنيدهم لحساب تنظيم الدولة «داعش»، مضيفاً أن «الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع حول غزة إلى سجن مفتوح»، بينما شدد على أن «الدوحة ستواصل تسليح المعارضة السورية حتى إذا سقطت حلب، وإذا أنهى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الدعم الأمريكي». وأوضح الوزير القطري «إذا تركناهم كما هم يمكن لعناصر «داعش» تجنيدهم بسهولة. يمكنهم بدء العمليات من هناك بسهولة، يمكن أن تتحول غزة أيضاً إلى منصة انطلاق للتشدد وللإرهاب، لذا نحتاج إلى وضع نهاية لهذا الأمر». ويعيش الكثير من سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليوني شخص في فقر ويكابدون للعمل.
وذكر أنه لا ينبغي «إغفال» العمل على دفع جهود الوحدة الفلسطينية وتخفيف الحصار بسبب الحروب المستعرة في الشرق الأوسط. وتابع وزير خارجية قطر «نعتقد أن هذه ستكون خطوة للتخفيف بعض الشيء عن أهل غزة، نسيان فلسطين وتأجيل الأمر لوقت لاحق سيكون أكثر خطورة» في إشارة لمسعى الفلسطينيين لإقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبشأن الأوضاع في سوريا، قال وزير خارجية قطر إن «بلاده لن تتحرك وحدها لتزويد مقاتلي المعارضة بصواريخ تطلق من على الكتف للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات الحربية السورية والروسية»، مضيفاً أنه «رغم احتياج المعارضة لمزيد من الدعم العسكري فإن أي خطوة لتزويدها بهذه الصواريخ المضادة للطائرات لا بد وأن تقررها بشكل جماعي الأطراف الداعمة للمعارضة». وأوضح الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن «هذا الدعم سيستمر ولن نوقفه، وإذا سقطت حلب فهذا لا يعني أننا سنتخلى عن مطالب الشعب السوري». وتابع وزير خارجية قطر «حتى إذا سيطر النظام على حلب فأنا واثق أن مقاتلي المعارضة لديهم القدرة على استعادتها من النظام، نحن بحاجة لمزيد من الدعم العسكري لكن الأهم أننا نحتاج لوقف القصف وإنشاء مناطق آمنة للمدنيين». وأضاف أن «الأسد هو وقود تنظيم الدولة «داعش» لأن قتل قواته للسوريين هو الذي يساعد التنظيم في تجنيد الشبان السوريين في صفوفه». وقال إنه «لم يرَ مطلقاً أي جهود من جانب الأسد لمحاربة التنظيم». وأشار إلى أن «آراء ترامب في الشأن السوري قد تتبلور ما إن يتولى منصبه عندما يتلقى تقارير المخابرات عن الواقع على الأرض»، لافتاً إلى أن «الواقع هو أن الأسد والعنف الذي تستخدمه قواته هو الخطر الأمني الرئيسي وإن «داعش» من نتاج الحرب الأهلية وإذا لم تنته الحرب نهاية عادلة فستظهر جماعات متطرفة أخرى». وانتقد الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الساسة الغربيين لاستخدامهم خطاباً مناهضاً للمسلمين واللاجئين في الحملات الانتخابية وقال إن ذلك يتعارض مع القيم التي يمثلها الغرب منذ أمد بعيد. وأضاف أن «التصرفات ستتسبب في مشاكل لعشرات السنين لأن الطائفة المسلمة في أوروبا والولايات المتحدة جزء من نسيج مجتمعها، ربما يساعدهم ذلك في الفوز في الانتخابات لكنه سيبقى لعشرات السنين، وسيخلق مشكلة داخل مجتمعاتهم».