شخص ما في مجتمعي يضايقني، ينعتني ببعض المصطلحات التي لا أحبها، يقسو ويجرح بأسلوبه المتغطرس، ولا أعلم أهدافه ولا اطلع على نواياه، ولكن كل ما أعرفه بأنه يقف ضدي دائماً.
تحـدثت معه مرة وسألته عن السر وراء عدوانيته تجاهي فقال لي: «أنت متصنع وأنا لا أحبك ولا تسألني عن السبب»! التمست من عباراته بعض الأمور وتأكدت منها لاحقاً، وكان السبب الأكبر وراء كرهه لي هو طموحي وتطلعاتي، وعملي بجد واجتهاد لبلوغ أهدافي، ومشاركاتي في مختلف الأنشطة والمسابقات والورش التي تساعد في صقل مهاراتي، وثباتي في مواجهة الصعاب التي تواجهني واستطاعتي على تخطيها.
هذا النوع من البشر لم ولـن أفهمه، دائماً ما يجعلني حائراً في أمرهم، فهم لا يحاولون بذل أي مجهود في سبيل النجاح و لا يجرؤون على خوض المنافسة والتحدي، وفي المقابل لا يطيقون رؤية أشخاص ناجحين! فيكون أقصى ما يستطيعون فعله هو نشر السلبية والأفكار العقيمة التي تعرقل سير الآخرين. فهم لم يعتادوا على المثابرة في حياتهم، وجعلوا الاتكالية والاعتماد على الآخرين طريقة عيش وأسلوب حياة لهم، حتى قضت عليهم! فبات شغلهم الشاغل محاربة كل من يسعى للوصول إلى القمة.
هذه الفئة عرفت بـ»أعداء النجاح» وهم منتشرون بكثرة في محيطنا، فقد يكونون أصدقاء أو زملاء عمل أو حتى أشخاصاً نسكن معهم تحت سقف واحد!.
جميعنا واجه في حياته أشخاصاً من هذه الفئة، التي وللأسف كثيراً ما تنتصر، وانتصارها لا يدل على قوتها! بل السر يكمن في محاولاتهم المتكررة والمستمرة التي ترجح كفتهم في النهاية، فلو أصر الناجح على طموحاته وجعل أهدافه أمامه ساعياً بشتى الوسائل للوصول إليها، لنجح وطوى صفحة هذه الفئة وجعلها في كتب النسيان.
إن كنت شخصاً ذا طموح، فستواجه مختلف التحديات في حياتك، وإن كنت ناجحاً ستتغلب عليها، فإن أصابك اليأس، تذكر بأن عدو النجاح الحقيقي هي نفسك، ولا شيء غيرها فإن تغلبت عليها، لن يمنعك من الوصول إلى حلمك شيء مهما بلغت قوته.
عادل حسن