قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في كلمة جلالته السامية لدى لقائه المساهمين والمشاركين في فعاليات «هذه هي البحرين»، «إنه لمن دواعي سرورنا أن نجدد اللقاء بكم بعد زيارتكم الأخيرة لمدينة روما ونتائجها المثمرة ضمن فعاليات «هذه هي البحرين»، لإيصال صوت البحرين الداعي للسلام والمحبة والتسامح، ونقل صورتها الحضارية كبلد حاضن للتعددية والتعايش بين مختلف الأطياف والديانات على مر التاريخ».
واستقبل جلالته في قصر الصخير أمس المساهمين والمشاركين في فعاليات «هذه هي البحرين»، والتي أقيمت في جمهورية إيطاليا الصديقة مؤخراً، ونظمها اتحاد الجاليات الأجنبية في البحرين بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية في البحرين، للسلام على جلالته، حيث أطلعوا جلالته على ما حققته هذه الفعالية من نجاح باهر ونتائج طيبة وما شهدته من إقبال كبير للتعريف بالبحرين وإبراز إنجازاتها ومكانتها الحضارية والإنسانية.
وأضاف جلالته، في كلمته السامية، «نود بهذه المناسبة، أن نعرب عن مدى امتناننا لتخصيص كرسي أكاديمي يحمل اسمنا في مجال التعايش السلمي بأحد أعرق الجامعات الإيطالية، بهدف الإسهام في إثراء المعرفة الإنسانية وتنشيط الثقافة العالمية، عبر رعاية العمل البحثي في مجال ترسيخ وحماية حقوق الإنسان واحترام الأديان والثقافات، وكلنا أمل بأن يسهم هذا الكرسي العلمي في نشر ثقافة السلم والتسامح ونبذ التطرف والكراهية والتعصب، من خلال البحوث التي سيرعاها هذا البرنامج الأكاديمي تحقيقاً لأهدافه العلمية ورسالته الإنسانية».
وفي بداية اللقاء، ألقت بيتسي ماثيسون الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية كلمة قالت فيها:صاحب الجلالة .. أشكركم على مكرمتكم باستقبالنا هنا اليوم في أعقاب عودتنا بعد مشاركة اتحاد جمعيات الجاليات الأجنبية في فعالية (هذه هي البحرين) في روما في الآونة الأخيرة.
صاحب الجلالة .. أسمحوا لي بالبدء بتهنئتكم بمناسبة تخصيص كرسي الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدراسات الحوار و السلام والتعايش بين الأديان في جامعة لا سابينزا في روما وهي إحدى الجامعات الإيطالية المرموقة.
صاحب الجلالة .. إن الجاليات الوافدة تغمرها السعادة حيال هذا التكريم الممنوح لملكنا المحبوب، وهذا التخصص الأكاديمي الحديث هو الأول من نوعه في العالم كما أن قلوبنا مفعمة بالفخر لأن الشباب من شتى أنحاء العالم سوف يتسنى لهم الآن دراسة فلسفة جلالتكم القيادية الفريدة والمتبصرة، كما أن أغلى أمنية لدينا هي أن تنعم الجاليات حول العالم بالعيش تماماً مثلما حظينا به نحن هنا في مملكة البحرين في سلام ووئام وبروح المحبة والاحترام المتبادل ومثلما ننعم نحن بحقنا في ممارسة شعائرنا الدينية وبناء دورنا للعبادة بكل حرية وها نحن نعيش هنا في البحرين سوياً كعائلة كبيرة واحدة وسعيدة على مدى مئات السنين.
صاحب الجلالة إن (هذه هي البحرين) تمثل الجوهر الحقيقي لفلسفتكم القيادية يا صاحب الجلالة.
صاحب الجلالة، بعد الاستئذان منكم، أود أن آخذ لحظة لأتوجه بالشكر لسعادة دومينكا بيلاتو السفير الإيطالي لدى مملكة البحرين، على دعمه البارز والحماسي لفعالية «هذه هي البحرين» في روما. لقد أعطانا سعادته وفريقه القنصلي في السفارة كل المساعدة مما أتاح أكبر قدر ممكن من الراحة والتيسير لأعضاء الوفد خلال رحلتهم إلى روما. يا صاحب الجلالة لا بد لي أن أذكر أن سلطات المطار والجوازات في روما كانوا محترفين وفاعلين وودودين عند وصولنا ومغادرتنا كما أننا شعرنا بأننا ضيوف مكرمون منذ لحظة وصولنا في إيطاليا.
صاحب الجلالة لا بد لي أن أشكر يوجينو غودي رئيس جامعة لا سابينزا والبروفيسور ريناتو ماسياني نائب رئيس الجامعة والبروفيسور أنتونيلو فالكو باغيني رئيس مؤسسة الجامعة على الشهور العديدة من العمل الجاد والتعاون الذي تكلل بإبرام الاتفاقية الرسمية بين جامعة لا سابينزا وجامعة البحرين عن برنامج التبادل الطلابي فيما يتعلق بتخصيص كرسي الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدراسات الحوار والسلام والتعايش بين الأديان.
صاحب الجلالة
أسمحوا لي أيضاً أن أتوجه بالترحيب الحار لضيوفنا الكرام من روسيا، سعادة السيد فلاديمير دمترييف رئيس الوفد ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة ورئيس مجلس الأعمال البحريني الروسي، وسعادة فاغيف جراييف السفير الروسي لدى مملكة البحرين، وسفراء اللغة الروسية الشباب الذين جاؤوا هنا إلى البحرين للتفاعل مع أقرانهم الطلاب البحرينيين الشباب وتبادل الأفكار والتعلم فيما بينهم.
هذا هو الطريق لتوسيع التفاهم وتعزيز التواصل و التعاون فيما بين كافة الشعوب حول العالم وبالطبع يا صاحب الجلالة، وحسب طريقة حياتنا الاعتيادية هنا في البحرين فإننا لسنا ببساطة نتعايش مع الأديان والثقافات والقوميات الأخرى فحسب، بل نحتضنهم بكل الدفء والحرارة ونعتبرهم جزءاً من عائلتنا المتعددة الأديان والثقافات. إن حرارة الترحيب البحريني هو أسطوري ونود أن نقول لضيوف البحرين أنه منذ وصولهم إلى مملكة البحرين فسوف لن يشعروا بأنهم غرباء على الإطلاق بل سوف نلاقيهم بالترحيب الحار لأنهم ضيوفنا الكرام اليوم.
صاحب الجلالة
جامعة لا سابينزا تبعث لجلالتكم عظيم الشكر والتقدير على مكرمة جلالتكم وتعاطفكم وتبرعكم المالي السخي لمساعدة الطلاب وعائلاتهم الذين تضرروا عميقاً من الزلازل التي وقعت في إيطاليا في الآونة الأخيرة، والذين أتاح لهم تبرعكم السخي مواصلة واستمرارية دراستهم بدون انقطاع ونعموا براحة البال. ونود أن نشكر سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تشريفنا بحضوره الكريم خلال فعاليات «هذه هي البحرين» في روما وتيسير للتبرع من خلال المؤسسة الملكية الخيرية.
صاحب الجلالة
لقد كانت البحرين دائماً السباقة في كل المجالات، ولنأخذ التعليم على سبيل المثال، لقد تم افتتاح أول مدرسة للبنين في المنطقة وكانت في البحرين عام 1919م وبعدها بقليل تم افتتاح أول مدرسة للبنات نشعر بكل الفخر والاعتزاز حينما نرى البحرين تواصل مسيرتها الابداعية والريادية ودورها الهام في هذا المجال من خلال تخصيص كرسي الملك حمد بن عيسى آل خليفة لدراسات الحوار والسلام والتعايش بين الأديان في جامعة لا سابينزا في روما.
صاحب الجلالة إن قناعة جلالتكم الصادقة فيما يتعلق بحرية ممارسة الشعائر الدينية والحوار بين الأديان هي مفتاح التعايش السلمي كما أن عزيمة جلالتكم الصادقة والجسورة بمواصلة تأمين الحريات والحقوق لشعبكم بالرغم من التهديدات والمخاطر الحقيقة من جانب الإرهابيين ضد طريقة حياتنا الكريمة والمتناغمة. إن فلسفة جلالتكم القيادية هي المفتاح في محاربة التطرف والإرهاب الذي يستهدف التأثير على عقول شبابنا.
صاحب الجلالة: إن جولات فعالية «هذه هي البحرين» حول العالم وبكل الفخر والاعتزاز تستعرض إنجازات جلالتكم المتعددة الجوانب عبر المسيرة الديمقراطية والبرنامج الإصلاحي والإنجازات التي حققتها حكومة جلالتكم برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وفي الحقيقة في جميع الدول التي زرناها في جولاتنا حول العالم لقد رأينا دهشة الناس حيال كمية الإنجازات والخدمات التي تقدمها وزارة الصحة، وزارة التربية والتعليم، وزارة الإسكان، والوزارات الأخرى، لمصلحة المواطنين والمقيمين والتي تعتبر إنجازات منقطعة النظير على الصعيد العالمي. صاحب الجلالة إننا نشاهد نفس الدهشة فيما يتعلق بالتركيز على الحقوق وتنمية المرأة والطفولة في مملكة البحرين بقيادة سيدتنا الأولى العزيزة صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة التي لا يضاهيها غيرها على مستوى منطقتنا وأيضاً على مستوى ما يعرف بدول «العالم الأول» المتطورة.
صاحب الجلالة: إننا نركز على الكثير من الأمثلة المتميزة من واقع الحياة في البحرين خلال جولاتنا حول العالم كما نركز على رسالتنا الأكثر أهمية وهي رسالة السلام والمحبة لأنها تشكل حجر الزاوية في فلسفة جلالتكم القيادية وهي بالضبط ما يحتاجه عالمنا المضطرب كما لاحظنا أن قادة العالم الآخرين الآن يتبعون نموذج جلالتكم وبدؤوا يتكلمون بنفس اللغة مع شعوبهم.
صاحب الجلالة، نحن الوافدين والبحرينيين نعيش سوياً في سعادة وضمن العائلة الواحدة، العائلة البحرينية، ونحن الدليل الحي على ذلك، وستظل البحرين بقيادة جلالتكم المنارة التي تشع بالأمل والمحبة والاحترام المتبادل وأكسجين الحياة في خضم عالم مليء الظلام.
صاحب الجلالة: في عالمنا المعاصر من الضرورية التركيز على شبابنا وغرس الأمل في أجيالنا الشابة وتهيئة الفرص لهم والمهارات والثقة والدعم لمواصلة الارتقاء إلى أفاق العلا والتميز وتحقيق السلام والتعايش والأصالة المعروفة في البحرين عبر القرون الطويلة.
صاحب الجلالة: لدينا بالفعل النماذج الرائعة المتمثلة في صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس الوزراء، حيث برنامج سمو ولي العهد للمنح الدراسية العالمية منذ عام 1999 قد استفاد منه أكثر من 160 من شبابنا الطلاب المتميزين في شتى التخصصات الذي درسوا وتخرجوا من أرقى الجامعات العالمية وذلك بفضل برنامج سمو ولي العهد للمنح الدراسية العالمية.
كما لا بد لنا أن نذكر بالفضل والثناء سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية ورئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، حيث تتحدث إنجازات سموه الشخصية والرياضية على الصعيد العالمي عن العمل الجاد والمتواصل حتى تسنى لمملكة البحرين وضع بصماتها الرياضية على الصعيد العالمي بما في ذلك الفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية هذه السنة كما نفخر ونعتز بإنجازات سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى مؤسسة منظمة خالد بن حمد للفنون القتالية المختلطة والذي بفضله تبوأت البحرين منصات التكريم والتقدير على مستوى العالم. ونحن الأكثر حظوظاً بفضل قادتنا الشباب ثلاثتهم.
صاحب الجلالة: أود أن أنتهز هذه الفرصة لأشيد بالدور الهام الذي لعبته فعالية «هذه هي البحرين» في روما ونجاحها الباهر. علاوة على ذلك، يا صاحب الجلالة، فإن عمل فريقنا على مدار الساعة، والتواصل المستمر مع أصدقائنا والمؤسسات الصديقة وتعاوننا معهم تمخض عن نجاح إقامة فعاليات «هذه هي البحرين» منذ مايو 2014 في لندن، برلين، بروكسل، باريس، نيويورك، واشنطن والآن في روما. ونحن نوافيهم أولاً بأول حول أحدث الأخبار والتطورات عن مملكة البحرين بما فيها الإنجازات المتواصلة والمستمرة في وزاراتنا وسنوصل في تطوير العمل والمساهمة في تطوير العلاقات التجارية من خلال فعاليات «هذه هي البحرين». وها نحن نحصد ثمار علاقاتنا مع القيادات والمؤسسات حول العالم وسنواصل موافاة المؤسسات الإعلامية والبرلمانية الأوروبية وغيرها حول الحقائق والواقع المعاش هنا في البحرين.
صاحب الجلالة: إن أعضاء فريق «هذه هي البحرين» قد شيدوا قاعدة بيانات عالمية لا نحسد عليها من خلال العمل الجاد ونجحوا في التأثير الإيجابي القوي لفعالية «هذه هي البحرين» في قلوب وعقول كل من تفاعلوا معهم.
صاحب الجلالة، أستميح جلالتكم عذراً، لأشكرهم جميعاً، من أعماق فؤادي على العمل الجاد والمحبة والولاء لفعالية «هذه هي البحرين» وكل هذا العمل نقوم به دعماً ومساندة لديرتنا، مملكة البحرين.
صاحب الجلالة: أؤمن إيماناً قطعياً بأننا كلنا في البحرين متحدون وفخورون لأننا بوسعنا أن نؤكد لقيادتنا أن البحرين متحدة.
صاحب الجلالة «البحرين متحدة» ستكون شعارنا الجديد للاحتفال بالعيد الوطني المجيد في 14 فبراير 2017 والذكرى السادسة عشرة لميثاق العمل الوطني.
لقد صوت 98.4% بـ(نعم) مدوية ونحن نود أن نعطي كل واحد منهم الفرصة لتجديد البيعة.
صاحب الجلالة، سوف نفتح دفتر تجديد البيعة الخاص ليتسنى لنا تأكيد دعمنا وإيماننا بالمسيرة الديمقراطية وتجديد بيعتنا والاصطفاف وراء قيادة جلالتكم لنا ولمسيرتنا في عهد الرخاء والسلام في مملكة البحرين التي ستظل واحة للحريات الدينية والتعايش السلمي حيث يجتمع الجميع في محبة أزلية.
صاحب الجلالة: هكذا ستبقى «البحرين متحدة» بقيادة جلالتكم الرشيدة.
شكراً لكم.
ثم تفضل صاحب الجلالة بإلقاء الكلمة السامية التالية فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إنه لمن دواعي سرورنا أن نجدد اللقاء بكم بعد زيارتكم الأخيرة لمدينة روما ونتائجها المثمرة ضمن فعاليات «هذه هي البحرين»، لإيصال صوت البحرين الداعي للسلام والمحبة والتسامح، ونقل صورتها الحضارية كبلد حاضن للتعددية والتعايش بين مختلف الأطياف والديانات على مر التاريخ.
ونود بهذه المناسبة، أن نعرب عن مدى امتناننا لتخصيص كرسي أكاديمي يحمل اسمنا في مجال التعايش السلمي بإحدى أعرق الجامعات الإيطالية، بهدف الإسهام في إثراء المعرفة الإنسانية وتنشيط الثقافة العالمية، عبر رعاية العمل البحثي في مجال ترسيخ وحماية حقوق الإنسان واحترام الأديان والثقافات. وكلنا أمل بأن يسهم هذا الكرسي العلمي في نشر ثقافة السلم والتسامح ونبذ التطرف والكراهية والتعصب، من خلال البحوث التي سيرعاها هذا البرنامج الأكاديمي تحقيقاً لأهدافه العلمية ورسالته الإنسانية.
وفي الختام، نكرر شكرنا وتقديرنا لكم جميعاً على ما تبذلونه من جهود طيبة تعبر عن حبكم العميق للبحرين، مقدرين لكافة المؤسسات الوطنية ما قاموا به من نشاطات نوعية كل في اختصاصه، لتوضيح واقع البحرين وما تشهده من نجاحات متعددة ومتنوعة في كافة المجالات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بعد ذلك صافح جلالة الملك المفدى الحضور شاكراً لهم جهودهم الموفقة ومشاعرهم الطيبة تجاه مملكة البحرين.