قصيدة ألقاها الشاعر حسين علي خلف، خلال زيارة وفد أهالي مدينة جدحفص ومؤسساتها الأهلية لوزير الديوان الملكي:
لغير المعالي لا تشد الركائبُ
ودون الموالي لا تناخ النجائبُ
إذا المرء لم يقدم إلى المجد راشداً
فمسراه مذمومٌ ومسعاه خائبُ
على الشوق جئنا والفؤاد دليلنا
وترشدنا آثاركم والمناقبُ
وتسعى بنا أرواحنا عن مودةٍ
فجد حفص لم تُذهِب هواها المذاهبُ
لكم في محانيها ذمامٌ وبيعةٌ
وعهدٌك نخل الخير في الأرض ضاربُ
أتينا بمحض الحب لا شيء غيره
وإنْ كنتمُ من ترتجيه الرغائبُ
فديمتكم ما انفكَّ في الأرض غيثُها
على كل أبناء الرعية ساكبُ
ولكنَّ حقيق الود ما كان خالصًا
غديرًا زلالاً ما هوى فيه شائبُ
فإنَّ صفاء الود ما بين معشرٍ
تكدره بين القلوب المآربُ
أتيتك من مهوى سليمان هُدهدًا
رسالته حبٌّ وبالشوق ذائبُ
أتيت وبي شوق الوليد لوالدٍ
ولم أكُ في بُعدٍ ولا هو غائبُ
إلى حمد الأمجاد من باب خالدٍ
فلا أنا محجوبٌ ولا هو حاجبُ
ولكنَّه عينٌ وكفٌّ و مخذمٌ
ودرعٌ وإخلاصٌ وقلبٌ وصاحبُ
بكم نالت البحرين عزًّا وسؤددًا
وبيرقها في ذروة المجد ناشبُ
تجذَّر فيها دين طه فزانها
فأخرس موتورٌ وألجم عائبُ
وأعرافها جودٌ ونجدة قاصدٍ
إغاثة ملهوفٍ فكلٌّ أقاربُ
وفي خيمة الملك التليد مليكِنا
يقربنا حتى تذوب المراتبُ
تصاحبنا من راحتيه مكارمٌ
وتغمرنا من جانبيه سحائبُ
تواضعه ينبيك عن طيب قلبه
وآراؤه تنبيك كم هو صائبُ
وحزمٌ وعزمٌ من جدود أعزةٍ
وبأسٌ وحدسٌ أنبتته التجاربُ
فأبلغه عنا خالدَ المجد أننا
بوجه أعاديه سيوفٌ كتائبُ
وأنّا له جندٌ إذا رام خطة
وأنّا له زندٌ وركنٌ وجانبُ
فإنَّ مليكًا يحرس الدين جاهدًا
لطاعته فرضٌ وحقٌّ وواجبُ
لقد حمل البحرينَ همًّا وغايةً
ولم تشكُ من درب الصعود المناكبُ
إلى أن تسامت هامة المجد رفعةً
ومازال يمضي والعزوم مراكبُ
فلا قلبه يشكو من الوهن طرفةً
ولا خيله صعب عليها المصاعبُ
يصيِّر أحلامَ البلاد حقيقةً
فنعجب حتى رافقتنا العجائبُ
فسر يا مليك الخير للخير واثقًا
فإنَّك منصورٌ وبالحق غالبُ
حسين علي خلف