ضاءتْ بذكرك أحرفٌ لا تُظلِمُ
فالشعر في أرجائكمْ لا يُظلَمُ
ما زلت أنت ربيعه وعبيرهُ
يا منْ بذكركَ كلّ حرفٍ يحلُمُ
تتنفس الكلمات حين أصوغها
زهواً وترفل في الجمال وتنظمُ
بكم استقام الحرف إذ من جودكمْ
يروى وفي أفيائكمْ يتنعّمُ
ويجود بالشعر الجميل لأنّهُ
في ظلكم يرقى وباسمك يغنمُ
وحروف قافيتي وإن هي أبدعتْ
تبقى بنور ضيائكمْ تتيمّمُ
يا منْ على عتبات جودك لمْ تزلْ
أحلى القصائد منكمُ تُستلهمُ
أبدا يجود الشعر عند لقائكمْ
لكنّ جودك من قصيديَ أكرمُ
أنتم بدأتمْ بالجميل فأزهرتْ
ريّا القصائد باسمكمْ تتبرعمُ
تزداد في ألقٍ وتعبق بالشذى
وتفوح عطراً بالولاء يُترجمُ
وأنا وإن صقل الزمان قصائدي
ما زلتُ بين ربوعكمْ أتعلّمُ
وأقول شيئاً ثمّ أكتمُ بعضهُ
خوف القصور وخوف من لمْ يفهموا
ويلومني الجهلاء ظنّاً منهمُ
أنّ الحروف بلومهمُ تتقزّمُ
لمْ يعلموا إن القصائد كلّما
لاموا ازدهتْ ألَقاً بما لمْ يعلموا
ولذا يجود الحرف عند ربوعكم
وبطيب ذكرك دائماً يترنّمُ
وإذا صمَتّ فإنّ صمْتَ قصائدي
لغةٌ وحرفٌ باذخ لا يُكتمُ
ولربّ صمتٍ وهو أبلغ في الهوى
من عاشقٍ عنّ حبّهِ يتكّلّمُ
وأنا وحقّك لمْ أكنْ متعنّتاً
يوماً لشعرٍ أو له أتجشّمُ
تأتي إليّ القافيات مطيعة
ولربّما من لهفةٍ تتقدمُ
وتمرّ بي طيفاً فأكتبُ بعضها
حيناً وحيناً كالسحابةِ ترزمُ
وأظلّ أكتب ما استطعتُ لأنّها
في كلّ قافيةٍ تَمُتُّ إليكمُ
إيهٍ أبا سلمان يا منْ ذكركمْ
نبضٌ لشعرٍ لا يكلُّ ويسأمُ
وقريحةٌ مهما استطال بها المدى
ريّا الحروف شبابها لا يهرمُ
هي منكمُ وإليكمُ لا تزدهى
إلا بكمْ وبغيركمْ تتلعثمُ
إذْ أنت مطلعها الجميل وأنت منْ
بك يبدأ الشعر الجميل ويُختمُ

محمد هادي الحلواجي
28 نوفمبر 2016