يمثل اليوم الوطني الـ45 لدولة الإمارات العربية المتحدة عيداً لكل البحرينيين، انطلاقاً مما تكنه مملكة البحرين من تقدير كبير ومحبة دائمة لدولة الإمارات، على مستوى القيادة والحكومة والشعب، لتشكل العلاقات بين البلدين نموذجاً للعلاقات الأخوية بين جميع الأشقاء، في إطار روابط حميمة تجمع بين قيادتي وشعبي البلدين من وشائج قربى وأواصر دم ونسب ومصاهرة وتاريخ مشترك ووحدة مصير، فهي علاقات تاريخية بين دولتين شقيقتين تمتد جذورها لعقود طويلة.
وبعد مرور 45 عاماً على قيام دولة الإمارات على يد القائد المؤسس وحكيم العرب المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، تبقى القلوب البحرينية خفاقة بالمحبة والتقدير للمواقف الإنسانية الأصيلة التي نشأت عليها الدولة الشقيقة، والتي تواصل حيويتها وتدفقها المعطاء بفضل السياسة الحكيمة والمستنيرة لرئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وما يجمعه من علاقات أخوية راسخة مع أخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والقائمة على الود والاحترام المتبادل ومد جسور التآخي والتعاون بين البلدين والشعبين في كافة المجالات.
وقد تجسدت الروابط بأبهى صورها في علاقة المصاهرة بين النجل الرابع لصاحب الجلالة الملك المفدى، قائد الحرس الملكي، ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وكريمة نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي اعتبرها جلالة الملك «استمراراً لمسيرة ونهج الآباء والأجداد في توطيد عرى المحبة بين بلدينا الشقيقين». كما تمتد علاقات المصاهرة بين الكثير من عائلات الشعبين الشقيقين، ومنذ عشرات السنين، الأمر الذي أضفى لعلاقات البلدين تماسكاً وأكسبها قوة وجعل منها مثالاً يحتذى في العلاقات بين الدول في المنطقة والعالم العربي أجمع. وامتدت العلاقات المتميزة بين البلدين لتشمل العلاقات السياسية والاقتصادية والإسهامات الإماراتية المشهودة في دعم مشروعات البنية التحتية والإسكان في مملكة البحرين، كما شملت مختلف المجالات الاجتماعية والإعلامية والثقافية إلى جانب التعاون في تنمية الموارد البشرية، وفي مجال العمل والتدريب، وفي مجال التعليم، ودعم وتمكين المرأة، ودعم الأنشطة الخيرية والإنسانية، وفي مجال الشباب والرياضة، وفي مجال التنسيق الإعلامي والثقافي.
ويجمع بين البلدين روابط مشتركة، سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي، أو في الإطارين العربي والإسلامي. ومن يستحضر تاريخ علاقات البلدين يستذكر على الفور المواقف المشتركة للشعبين الشقيقين ووقوفهما إلى جانب بعضهما في الأفراح والمحن. ويشار في هذا الصدد إلى موقف البحرين الثابت من مساندة حق الإمارات في السيادة على جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران «طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى»، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من دولة الإمارات، مطالبة بضرورة الانسحاب الإيراني منها وحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. ولم يكن من المستغرب أن تدعم الإمارات وامتداداً لمواقفها الإنسانية والإنمائية السابقة بكافة إمكاناتها السياسية والأمنية والاقتصادية البحرين فيما واجهته من أحداث مؤسفة ومحاولات خارجية لزعزعة أمنها واستقرارها خلال شهري فبراير ومارس 2011.
وتكتسب العلاقات بين البلدين أهمية كبيرة في ظل تمتع البلدين بثقل سياسي وموقع جغرافي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
فعلى المستوى السياسي، تعتبر الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين أحد أهم الإشارات على تميز العلاقة بينهما، من أبرزها اللقاءات الدورية لقيادتي البلدين في إطار القمة الخليجية التي تعقد في مايو ونهاية كل عام، وما حققته من نتائج متميزة على صعيد دفع مسيرة التكامل الخليجي. وتأتي المواقف السياسية للبلدين متطابقة دائماً إزاء القضايا الإقليمية والدولية بتبنيهما دبلوماسية تتميز بالحكمة والاتزان والعقلانية مما أكسبهما ثقة واحترام المجتمع الدولي، حيث يحرص البلدان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات.
وعلى المستوى الاقتصادي، بلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين والإمارات نحو ملياري دولار، بينها 954 مليون دولار صادرات البحرين من الإمارات، و1.1 مليار دولار واردات.
وتشهد العلاقات الاقتصادية تطوراً ملحوظاً في مجالات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة والتعاون في قطاعات المال والأعمال والسياحة والنفط والطاقة، في ظل تبادل الزيارات الرسمية بين البلدين على أعلى المستويات، والوفود التجارية والاستثمارية، وإقامة المؤتمرات الاقتصادية والمعارض التجارية المشتركة.
وتعد الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري عربي للمملكة بعد السعودية ومن ضمن أكبر 10 شركاء تجاريين للبحرين على مستوى العالم، فيما تأتي البحرين في المرتبة الرابعة عربياً والـ23 عالمياً من حيث أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات.
وعلى المستوى العسكري، تحرص قوة دفاع البحرين والقوات المسلحة الإماراتية بجميع وحداتهما العسكرية على إجراء سلسلة من التمارين التعبوية المشتركة بصورة سنوية للارتقاء بمستويات الأداء القتالي للقوات المسلحة ودعم القدرة الدفاعية لدول مجلس التعاون لما فيه خير وصالح شعوبها. كما يجري التنسيق بين سلاح البحرية الملكي البحريني، والقوات البحرية بدولة الإمارات، بما يستهدف تعزيز وتقوية التعاون العسكري في مجال أعمال حماية البنية التحتية البحرية والمعنية بحماية الموانئ والمنصات النفطية البحرية والدفاع عنها ضد الهجمات الإرهابية.