تُقدم دولة الإمارات العربية المتحدة، نموذجاً فريداً في مجال التسامح والتعايش، يضمن لجميع الجنسيات التي تعيش على أرضها – باختلاف ثقافاتها وأديانها – العيش في أمان، وذلك من خلال سياسة حكيمة تنتهجها القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وتعلي من قيم التسامح والتعايش والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، وأفضت السياسة إلى أن تبوأ الدولة مكانة متميزة بين دول العالم في جانب التعايش السلمي، وجاءت في المركز الأول إقليمياً والثالث عالمياً في مؤشر التسامح المدرج ضمن منهجية التقرير السنوي العالمي لعام 2016 والصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا، حيث أشار التقرير إلى تقدم الإمارات على العديد من الدول التي تعرف بأنها مثال للتسامح مثل كندا، وهولندا، ونيوزيلندا، وسنغافورة والسويد.
إن حكومة دولة الإمارات ومن منظور اهتمامها بالإنسان، أقرت استراتيجية خاصة بنشر مبدأ التسامح، بداية من تفردها على مستوى العالم بإعلان وزارة تختص بالتسامح وجاء التعديل الوزاري الأخير في فبراير 2016 بتعيين الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة لترسيخ التسامح كقيمة أساسية في مجتمع الإمارات. وقد أعلن نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن تدشين مبادرة عالمية للتسامح تشمل تكريم رموز التسامح العالمي في مجالات الفكر الإنساني والإبداع الأدبي والفنون الجمالية، وتنبثق منها «جائزة محمد بن راشد للتسامح» لبناء قيادات وكوادر عربية شابة في مجال التسامح، كما تضمنت المبادرة إنشاء «المعهد الدولي للتسامح»، أول معهد من نوعه في العالم العربي يعمل على تقديم المشورة والخبرات اللازمة في مجال السياسات التي ترسخ هذه القيمة بين الشعوب، ويقوم بنشر الدراسات والتقارير المتعلقة بموضوع التسامح، والعمل مع المؤسسات الثقافية المعنية في العالم العربي لنشر مبادئها بين الأجيال الجديدة.