دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، بقيادة فريق عمل إماراتي، في رحلة استكشافية علمية تصل إلى الكوكب الأحمر خلال الأعوام السبعة المقبلة، وتحديداً في عام 2021.
وتؤمن الإمارات بأن تكنولوجيا الفضاء ركيزة أساسية من ركائز اقتصاد وأمن الدولة، حيث يؤسس قطاع الفضاء لقاعدة صناعية ستسهم بدورها في دعم الأبحاث والتطوير بين الشركات وخلق فرص عمل جديدة ومهارات التقنية للقوى العاملة.
وفي هذا القطاع ثمنت جهات بحثية وأكاديمية عدة هذه الخطوات، حيث أكد مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة أن دولة الإمارات من أولى الدول العربية التي دخلت سباق إطلاق الأقمار الصناعية لأغراض تجارية واستثمارية، حيث تعتبره من أهم محركات الاقتصاد حالياً، ورصدت الإمارات استثمارات في مجال تكنولوجيا الفضاء بمقدار 20 مليار درهم «5.5 مليار دولار».
وأشار المركز إلى أن دولة الإمارات أطلقت أول قمر صناعي «ياه سات» خلال 2011، ومن المرجح أن يصل عدد أقمارها الصناعية إلى 18 قمراً في موعد أقصاه 2018، كما ستحصل الإمارات على أنظمة أقمار صناعية عالية الأداء تراقب الأرض، بموجب عقود عدة أبرمت خلال عام 2015.
وفي هذا الصدد، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إطلاق اسم «مسبار الأمل» على مسبار المريخ الإماراتي، ومن المقرر له الوصول إلى كوكب المريخ في عام 2021 تزامناً مع الذكرى الـ50 لقيام دولة الإمارات. وستكون دولة الإمارات ضمن 9 دول في العالم فقط لها برامج فضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر. وفي سياق ذي صلة، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المراحل التنفيذية لبناء القمر الصناعي «خليفة سات»، وهو أول قمر يتم بناؤه وتصنيعه بالكامل في الإمارات بكفاءات وطنية بنسبة 100%، ليكون بذلك أول قمر صناعي بإنتاج عربي خالص، ليطلق مرحلة جديدة لدخول المنطقة العربية عصر التصنيع الفضائي والمنافسة في مجال علوم الفضاء.