عواصم - (وكالات): نشر جيش الرئيس بشار الأسد أمس المئات من جنوده لاستعادة الأحياء الأكثر اكتظاظاً بالسكان شرق حلب وتسريع سقوطها فيما اقترحت روسيا إقامة 4 ممرات إنسانية لإدخال مساعدات إلى الأحياء وإجلاء جرحى، في حين تغطي جثث المدنيين الشوارع التي تسيطر عليها المعارضة بينما نزح نحو 50 ألف مدني بفعل القصف الوحشي لنظام الأسد والقوات الروسية.
وفي موقف لافت، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن التدخل العسكري التركي شمال سوريا يستهدف «منظمات إرهابية وليس بلداً أو شخصاً» متراجعاً عن تصريحات اعتبر فيها قبل يومين أن هدف عملية بلاده إنهاء نظام الأسد ما أثار استياء موسكو.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام المدعومة بمقاتلين أجانب باتت تسيطر على 40% من شرق حلب بعد 15 يوماً على بدء هجوم واسع لاستعادة كامل ثاني مدن سوريا. وأضاف أن قوات النظام تستخدم الغارات الجوية والبراميل المتفجرة والقصف المدفعي في حملتها ما دفع نحو 50 ألف شخص إلى الفرار إلى الأحياء الغربية من المدينة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «يعمل النظام على تضييق الخناق على ما تبقى من قسم حلب الشرقي الذي ما زال تحت سيطرة المعارضة»، مضيفاً أن قوات النظام بعد سيطرتها على شمال شرق المدينة، باتت تتقدم «شرقاً في محيط كرم الجزماتي وجنوباً» في حي الشيخ سعيد الشاسع المساحة. وأوضح عبد الرحمن أن مئات من جنود الحرس الجمهوري ومن الفرقة الرابعة انتشروا «تمهيداً لحرب شوارع» في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان شرق حلب. وأضاف أنهم «يتقدمون لكنهم يخشون الكمائن في تلك المناطق بسبب كثافة السكان والمقاتلين». ورغم الخبرة القتالية الواسعة لمقاتلي الفصائل المعارضة، فإن القوة النارية لقوات النظام المدعومة من الطيران الروسي تتفوق بكثير على قوتهم النارية، كما تبدو قوات النظام مصممة على إلحاق أكبر هزيمة بالفصائل المعارضة منذ بدء الحرب في 2011. من جهته أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن إعلان «هدنة» إنسانية يبقى أولوية لدى المنظمة الدولية.
وأوضح المرصد أن أكثر من 300 مدني بينهم 33 طفلاً قتلوا في حلب الشرقية منذ بدء الهجوم في 15 نوفمبر الماضي. وشوهدت في شوارع الأحياء الشرقية لحلب الجثث الممزقة لرجال ونساء وأطفال في شوارع بات بعضها مقفلاً بردم القصف الجوي، في حين بات المسعفون عاجزين عن الحركة.