أكد أكاديميون ومواطنون خليجيون أن التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة تفرض أهمية بالغة للإسراع بتحقيق الاتحاد الخليجي بين دول التعاون، مؤكدين أن الاتحاد الملاذ الآمن لمنح دول الخليج المزيد من القوة والترابط والتلاحم في مواجهة المشكلات الكبرى التي تمر بالعالم أجمع.
وأضافوا أنه في حال الشروع في تنفيذ مبادرة التحول للاتحاد خلال القمة المقبلة فإن ذلك سيكون بمثابة الحل السحري لكل المشكلات الأخرى التي ربما تعوق مسيرة دول المنطقة نحو التكامل على اعتبار أن الاتحاد سيجعل من مجلس التعاون تكتلاً قوياً في مواجهة أية أزمات أو عراقيل.
واعتبروا أن ملف الاتحاد الخليجي فرض نفسه على أمنيات وتطلعات الرأي العام الخليجي، الذين يعولون كثيراً على قمة دول مجلس التعاون الـ 37 التي تستضيفها البحرين خلال الأيام القليلة المقبلة، وأن هناك مواقف ورؤى تستدعي البحث عن طريق سريع للوصول للحلم الخليجي في الاتحاد، خاصة مع تصاعد حدة التهديدات التي تحيط بدول المنطقة.
من جهته، أكد د.عايد المناع المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت أن القمة الخليجية القادمة سيكون أمام أعينها رغبات الشعب الخليجي في التقارب بشكل أكبر، والعمل على حماية كيانها من التعرض للأخطار التي تحيط بها، مضيفاً أن قوتنا تكون في وحدتنا وليس في تجزئتنا التي جرأت الأعداء على أن تحاول فرض هيمنتها على المنطقة.
وأوضح أنه ليس هناك أولويات أو رغبات للشعب الخليجي أكثر الآن من ضمان الأمن في منطقتنا، لافتاً إلى أن هذه المنطقة لا ينقصها الثروات وليس هناك ما يحول بينها وبين أن تكون أكثر تقارباً من بعضها البعض، مشيراً إلى أن كل العوامل والمحفزات موجودة للاتحاد لمواجهة الأخطار التي تتعرض لها المنطقة سواء الأمنية أو الاقتصادية.
وبين أنه ليس هناك مبرراً أن نعتمد حتى الآن على مصدر وحيد للدخل وهو النفط، لذلك علينا أن ننوع مصادر الدخل وبالتالي تنويع مصادر الإنتاج في منطقتنا، مردفاً أن هذا التنويع بالطبع سيكون متوفراً إذا ما تم الاتحاد، مؤكداً أن الشعب الخليجي يأمل في بناء درع عسكري موحد وقوي يجعل الآخرين لا يفكرون في العدوان علينا، وهذا في حد ذاته ردع يمنع الحرب علينا، ويحمي المنطقة كلها من الدخول في الصراعات المسلحة.
من ناحيته، أعرب المستشار عبدالعزيز الحسن مفاوض دولي من المملكة العربية السعودية عن أمله في أن تحقق القمة الخليجية القادمة في البحرين دمج النشاطات الاقتصادية والثقافية والمجتمعية بين دول المجلس، والعمل على فتح الحدود والتسهيل للعمل والوظائف بين دول الخليج، وأن تكون الأولوية للمواطن الخليجي في شغل الوظائف.
وبيّن أن أمنية كل مواطن خليجي هو إعلان قادة دول المجلس الاتحاد الخليجي، وأن يعامل الخليجي معاملة المواطن بالكامل في أي دولة خليجية سواء في الوظائف أو النشاط التجاري أو التنقل، وأن يكون هناك اندماج مجتمعي، موضحاً أنه بالرغم من أن هذه الأمور متحققة بشكل جزئي، لكننا نريد المزيد من هذا الاندماج على أرض الواقع.
بدوره، اعتبر فهد البذال رئيس منتدى وحدة الخليج من دولة الكويت أن الأمنية الملحة لدى الشعوب الخليجية الآن هي البدء في الاتحاد الخليجي، قائلاً إنه علينا كشعوب خليجية أن نثق في قياداتنا ونستمر في التواصل معهم لنعبر لهم عن رغبتنا في الاتحاد، مضيفا أن الشعب الخليجي يأمل في البدء بالاتحاد الكونفدرالي من خلال البدء بدولتين أو أكثر ثم يتبعها باقي الدول الأخرى عندما ترى أنها مستعدة للدخول في الاتحاد.
ولفت إلى أن كل الملفات الأخرى التي يأمل الشعب الخليجي في حسمها خلال القمة يمكن حلها بالاتحاد الخليجي، مشيراً إلى أن القضايا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ستحل جميعها في حال تطبيق الاتحاد الذي يعتبر المطلب الأساسي الذي تتفرع منه باقي المطالب.
وأشار د.خالد أبا الزمات أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة قطر إلى أن أبرز الموضوعات التي يعول عليها المواطن الخليجي لحسمها في القمة القادمة هو الهاجس الأمني، مشيراً إلى أنه يعتبر الأولوية الأولى من أولويات الشعب الخليجي، مبيناً أن دول الخليج حققت إنجازات كبيرة في الجانب الاقتصادي، ولكن التعاون الأمني نأمل في اتخاذ خطوات أكبر فيه، ووضع سياسة أمنية واضحة لدول الخليج، مضيفاً أن هذا الأمر سيتحقق إذا سارعت دول الخليج بالاتحاد.
وأضاف أن القمم الخليجية دائماً ما تحاكي الحدث وأن قادة دول المجلس مدركون تماماً لما يدور في أذهان شعوبهم، لافتاً إلى أن ما يدور حولنا من أحداث، ومن تطورات متسارعة ومتعاقبة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، تؤثر على دول المنطقة وبالتالي لابد من أن نتقدم خطوة إلى الأمام ونحقق الحلم الذي بدأ بدعوة من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ويجب أن تناقش قضية الاتحاد الخليجي، مشيراً إلى أن الاتحاد الخليجي هو الاتحاد الوحيد الذي يحظى بفرص نجاح كبيرة من بين اتحادات عربية زائلة مثل منظمة مجلس التعاون العربي الذي ذهبت أدراج الرياح، وبالتالي فإن السمات والخصائص الموجودة عند الشعب الخليجي تحتم علينا أن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام وأن نحقق حلم هذا الشعب الخليجي.
من جانبه، ذكر عصام الدعيس من المملكة العربية السعودية أن الشعب الخليجي يأمل في ظل الظروف الحالية التي تمر بالمنطقة والتحديات الكبيرة التي نواجهها أن يتخذ قادة دول مجلس التعاون الخليجي قرار الاتحاد على اعتبار أن هذا الاتحاد هو الملاذ الآمن لمنح دول الخليج المزيد من القوة والترابط والتلاحم في مواجهة المشكلات الكبرى التي تمر بالعالم أجمع.
وأضاف أن الاتحاد الخليجي سيمنح دولنا مكانة كبيرة ودفعة قوية في الوقت الذي يتجه فيه العالم أجمع إلى سياسة التكتلات والتحالفات الدولية وبالتالي من باب أولى أن تكون دول الخليج هي أول من يتخذ هذه الخطوة، نظراً لما تتمتع به من وحدة اللغة والدين والثقافة والعادات والتقاليد، مؤكداً أن هذا مطلب شعبي لجميع مواطني دول الخليج، معرباً عن تفاؤله بإعلان الاتحاد خلال القمة الخليجية القادمة.