حسن الستري
كشف النائب محمد المعرفي عن تقدمه باقتراح برغبة بإنشاء متحف يضم تطور التاريخ المؤسسي «الوزارات والهيئات الحكومية وغير الحكومية» بمملكة البحرين.
وقال في مذكرته الإيضاحية للمقترح: «في الوقت الذي يشهد مجتمعنا الحديث تطورات متسارعة، لا يسعنا سوى أن نتساءل عن الحيز المتبقي للتراث والتاريخ، وأين يقف الماضي في ظل هذه الخطى المتسارعة والطموح الجامح الذي يندفع نحو المستقبل؟».
وأضاف المعرفي «أدرك الإنسان جيداً خلال الأعوام السابقة أهمية الماضي، حيث بذلت الثقافات القديمة الكثير من الوقت والجهد لتعليم الشباب التاريخ، وأيقن هؤلاء أن الفهم العميق للماضي والتاريخ يساعد الجيل القادم على تكوين شخصيته واستيعاب هويته الإنسانية».
وأكد أنه في الوقت الحالي، تبقى هذه الحقيقة قائمة، وتظل أهمية التاريخ جزءاً لا يتجزأ من الحاضر، لكن في ظل عالم متسارع الخطوات يتطلع بشكل مستمر إلى المستقبل، تصبح هذه الحقيقة أكثر عرضة للتهديد، وفي نهاية الأمر، لا يمكننا المضي قدماً نحو المستقبل من دون أن نتعمق بشكل كافٍ في معرفة ماضينا وفهم جذورنا التي هي بمثابة الأرض الصلبة التي نقف عليها.
وأضاف أنه من هذا المنطلق يأتي اقتراحنا بإنشاء متحف يضم تطور التاريخ المؤسسي «الوزارات والهيئات الحكومية وغير الحكومية» في البحرين، من خلال استخدام أحد المباني التابعة للحكومة، إذ تعتبر إقامة وإنشاء المتاحف ضرورة وطنية يتم من خلالها الحفاظ على التراث وحماية وحفظ الموروث الثقافي لأي دولة كثروة وطنية، ومن شأن تلك المتاحف تنمية القطاع السياحي وإبرازه لدى المجتمع المحلي والعالمي، كما للمتاحف دور كبير في توثيق ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي لما لها من دور في تشجيع البحث العلمي في مجال حفظ وتوثيق التراث الثقافي.
وبين المعرفي أن إنشاء متحف يضم تطور التاريخ المؤسسي، يأتي لزيادة الوعي لدي المواطن بأهمية الحفاظ على تراثه والتراث البحريني القديم، كما أن هذا النوع من المتاحف يعتبر من الأماكن المهمة في تنشيط الذاكرة الثقافية، وتعريفاً هاماً للبدايات الأولى لتلك المؤسسات والذي يمثل مرحلة هامة في تاريخ البحرين ويرصد مسيرتها، ويمثل ذخراً للأجيال القادمة فهو شهادة على الماضي التي تحفظ به جميع الآثار المادية التي خلفها السابقون.
ويمنح إنشاء هذا المتحف ذاكرة جماعية كفيلة بأن تعطينا ذلك الشعور الفريد بالتواصل والانسجام مع الزمان والمكان والمجتمع الذي نعيش فيه، وهو ذلك الإحساس بالوجود الذي لا يقدر بثمن، إذ يربطنا بأصالة جذورنا وعراقة ثقافتنا وماضينا الذي ننتمي إليه، فهو يعزز من أواصر انتمائنا لدولتنا ويوطد علاقتنا بالماضي وبنشأتنا وهويتنا الإنسانية.
ولفت المعرفي إلى أن المقترح يهدف إلى الحفاظ على التراث البحريني القديم من خلال تناول عرض تراث الوزارات والهيئات الحكومية والخاصة، والتعريف بالبدايات الأولى لتأسيس الوزارات والهيئات الحكومية والخاصة والذي يمثل مرحلة هامة في تاريخ البحرين ويرصد مسيرتها، وتوعية الأجيال بالتطور المؤسسي التاريخي لمملكة البحرين، وجمع التراث الثقافي للهيئات الحكومية والخاصة في مكان واحد، وتوثيق ونشر الوعي التراث الثقافي لمملكة البحرين وتنمية القطاع السياحي على المستوى المحلي والعالمي.