كتب - أنس الأغبش: قدَّر مدير “كلاتونز - البحرين” للاستشارات العقارية، هاري جودسون ويكس إجمالي المساحات المكتبية في المملكة حالياً بنحو 900 ألف متر مربع، منها ما نسبته 30% خالية، متوقعاً طرح 60 ألف متر خلال العام الجاري. وفي لقاء مع “الوطن”، قال ويكس: “تميّز السوق العقاري خلال العام الماضي بزيادة المعروض من المساحات المكتبية الجديدة في البحرين مع انخفاض معدلات الطلب”، موضحاً في الوقت ذاته أنه تم طرح نحو 100 ألف متر مربع من المساحة المكتبية الإضافية خلال 2011. وأضاف أن معظم المساحات المكتبية الجديدة بدأت تنتشر في منطقة السيف وذلك نظراً لاكتظاظ المنطقة الدبلوماسية وعدم وجود أماكن شاغرة، لافتاً إلى أن معظم المستأجرين بدؤوا يتجهون إلى “السيف” نتيجة لتزايد المساحات المكتبية الخالية. وأكد مدير “كلاتونز - البحرين” أن القطاع العقاري في المملكة شهد ركوداً خلال 2011 وخصوصاً فيما يتعلق بالإيجارات السكنية، نتيجة للأحداث التي شهدتها المملكة، متوقعاً أن ينتعش القطاع بشكل كامل خلال عامين، رابطاً ذلك باستقرار الأوضاع. وأكد ويكس أن دخول استثمارات وشركات عقارية أجنبية جديدة إلى المملكة سيساهم بإنعاش القطاع حتى نهاية العام المقبل، ما يؤدي بالتالي إلى تحقيق مردود اقتصادي كبير، وبالتالي المساهمة في النمو الاقتصادي للمملكة. وفيما يتعلق بالقطاع العقاري السكني، توقَّع ويكس استقرار الأسعار نسبياً في مشاريع أمواج والعدلية مع استمرار انخفاض الأسعار في مناطق أخرى كالبديع وسار.. ستشهد جزر أمواج ارتفاعاً في معدلات الأشغال”. ورجَّح ويكس ارتفاع الطلب على القطاع السكني بمعدلات أكبر خلال الأعوام المقبلة، باعتبار تزايد الوحدات السكنية، مؤكداً في الوقت عينه أن طرح 300 ألف وحدة سكنية جديدة في البحرين سيساعد على استمرار عجلة التنمية الاقتصادية. إلا أنَّ ويكس توقع أن تستمر إيجارات الوحدات السكنية بالهبوط مع انخفاض مستويات الطلب على الوحدات المؤثثة وتراجع معدلات الإشغال، موضحاً أن معظم المالكين سيستجيبون لطلبات المستأجرين من أجل استقطاب أكبر عدد منهم. وقال: “هناك بعض المناطق السكنية ارتفعت أسعار إيجاراتها خصوصاً بعد أحداث العام الماضي.. لكن هناك مناطق حافظت على أسعار إيجاراتها السكنية خصوصاً في المناطق البعيدة عن الأحداث والمسيرات.. هناك طلب على مناطق هادئة مثل الجفير وأمواج”. وبسؤاله، حول نسبة الطلب على الإيجارات السكنية في كل من الجفير وأمواج خلال الوقت الحالي، قال ويكس: “يصعب تحديد نسبة دقيقة للطلب على تلك الوحدات”، لكنه استدرك بالقول: “هناك نسبة طفيفة من الأجانب تحولوا إلى السكن في جزر أمواج”. وفي جانب الأراضي الاستثمارية، أكد ويكس تراجع الطلب عليها بشكل ملحوظ خلال الوقت الحالي، عازياً ذلك إلى ارتفاع أسعار هذا النوع من الأراضي بشكل كبير، إلى جانب إحجام أصحابها عن البيع. وحول نظرته للقطاع العقاري عموما في المملكة، قال ويكس: “من المهم التمييز بين كافة القطاعات الاقتصادية، لكن بصفة عامة كافة المؤشرات والبيانات الاقتصادية تدل على أن هناك تقدما ملحوظا في كافة القطاعات وعلى وجه الخصوص القطاع العقاري”. وأكد أن “كلاتونز – البحرين” - والتي تحتفل حالياً بمرور 35 عاماً على تأسيسها في المملكة - تقدمت بمقترحات إلى الحكومة مؤخراً حول إدخال قوانين عقارية جديدة لتكون جزء من المنظومة العقارية بالمملكة”. وبيَّن ويكس أن الشركة تحاول زيادة المشاريع العقارية في المملكة خلال الفترة القليلة المقبلة، إلى جانب أنها تعمل على وضع خطط استراتيجية للمساهمة في عملية النمو الاقتصادي بالمملكة، موضحاً أن الشركة تسعى لرفع مزايا الاستشارات العقارية وجعلها مجزية بشكل أكبر. وفيما يختص بالخطط الاستراتيجية التي تسعى “كلاتونز” وضعها، أضاف: “أقامت الشركة لقاءً بنهاية فبراير الماضي بين المهندسين والمطورين العقاريين في المملكة من أجل مناقشة آخر تطورات القطاع”، موضع أن الشركة ماضية في تحقيق الشفافية أمام كافة الزبائن لتحقيق الأهداف المنشودة. وأضاف ويكس: “نتطلع خلال الأعوام الـ5 المقبلة إلى تطبيق استراتيجية طموحة للتوسع والنمو في المملكة.. نخطط لإطلاق سلسلة من المبادرات الجديدة التي تركز بالدرجة الأساس على توفير البرامج التدريبية للكوادر الشابة المواطنة، وخاصة طلاب الجامعات والمتخرجين حديثاً”. وأكد أن الشركة تسعى إلى تنظيم العديد من الفعاليات واللقاءات التي تهدف إلى تشجيع التواصل والحوار بين مختلف العاملين في القطاع العقاري ومناقشة أحدث الممارسات المتبعة في هذا المجال. وقال: “بالنظر إلى المؤشرات الاقتصادية الإيجابية وديناميكيات السوق، فإننا على ثقة بنمو وانتعاش القطاع العقاري في المملكة قريباً.. يعكس تواجد الشركة في المملكة منذ 35 عاماً نجاحنا في خدمة القطاع العقاري ودعم نموه.. نطمح إلى مواصلة هذا الدعم والعمل على دعم انتعاش السوق العقاري”. وتطرق ويكس إلى أسواق العقارات في المنطقة، موضحاً أن الشركة تساعد دولة الإمارات، وتحديدا إمارة دبي لتطوير القطاع العقاري خصوصا بعد النكسة التي تعرض لها جراء أزمة الرهن العقاري. وأضاف أن مجموعة “كلاتونز” تمتلك عدة مكاتب، فإضافةً إلى مكتبها في البحرين تمتلك في كل من: دبي، الشارقة، أبوظبي، عمان، جنوب أفريقيا في حين تدرس المجموعة افتتاح مكتب تمثيلي في السعودية قريباً. يذكر أن “كلاتونز” أشارت في تقرير مؤخراً إلى استفادة بعض المناطق من الأحداث التي شهدتها المملكة مطلع العام الماضي بخلاف مناطق أخرى. وشهدت مناطق مثل سار والبديع، وهي مناطق عائلية تضم العديد من مجمعات الفلل، انخفاضاً في معدلات الإشغال، بينما شهدت مناطق أخرى مثل الجسرة والجنبية وجزر أمواج ارتفاعاً في معدلات الطلب.