قصيدة مهداة إلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه
قَوَافِي الشِّعرِ تَنشُدُنِي المَزِيدَا
تَقُولُ هَلُــمَّ فلتَقُـلِ الجَدِيـــــــدَا
فَإِن، لا مِن جَدِيدٍ، مِنكَ أَرجُو
تُكَرِّرَ ما نَظَمتَ وَ أَن تُعِيــــدَا
وَلَوْلا الخَوفُ مِنْ تَقصِيرِ شِعرِي
نَظَمـــتُ بِكُـــلِّ ثِانِيَـــةٍ قَصِيــدَا
فَقَلبِي هَامَ في البَحرَينِ حُبَاً
وَكَانَ بِحُبِّها دَومـــــاً عَنِيدَا
وَقَلبي حِينَ يَنبِضُ يا بِلادِي
يُصِيــغُ بِنَبضِهِ فِيــكِ النَّشِيـــدَا
فَبِاسمِكِ أَجمَلَ الألحَانِ غَنَّـى
حُرُوفَـكِ صَاغَها لَحنَــاً فَرِيــدَا
هَوَى البَحرَينِ عَشعَشَ في فُؤادِي
وَلَيسَ مِــن السُّهُولَــةِ أَن يَبِيدَا
فَبَحرَينُ المَعَالِي هَاكِ رُوحِي
فَمـــاذا تَطلُبِيـــنَ بِــأَن أَزِيـــدَا؟
إذَا شِئتِ النُّجُومَ تَكُونُ عُقدَاً
أُطَــوِّقُ بِالنُّجُومِ إليـــكِ جِيـــدَا
مَكَانُكِ في الفُؤَادِ غَدَا عَظيمَاً
وَصِرتِ بِدُنيَتِي حُبِّـي الوَحِيـدا
فَما لِي غَيرُ أَرضِكِ مُستَقَرٌّ
وَأَعْشَقُ فِيـكِ مَاضيكِ التَّلِيـدا
وَلِي في شَعبَكِ المِضيَافِ أَهلٌ
وَخَيرُ الأهلِ مَن صَانَ العُهـودَا
بُيُوتُكِ بِالحَنَانِ تَفَيضُ دِفئَـــــاً
بُيُوتُ العِــزِّ، لَو كَانَت جَــــرِيدَا
وَنَخلُكِ بَاسُقٌ يَزهُو جَمالاً
وَيُعطِـــي أُكلَــهُ طَلعَاً نَضِيـــدَا
حَبَاكَ اللهُ يا وَطَنِي جَمَالاً
مِــنَ الــرُّوَادِ أَعطَـاكَ العَدِيـــدَا
وَخَصَّكَ مِنهُمُو بَطَلاً شُجَاعاً
خَلِيفَةَ ذَلــكَ الرَّجُـــلَ المَجِيـدَا
خَلِيفَةُ مِنكِ يا بَحرَينُ رُوحٌ
وَأَنتِ لِرُوحِـــهِ كُنتِ الوَرِيـــدَا
فَلا يَهنَى لَهُ عْيشٌ إذا ما
رَأَى مِن جَاحِـــدٍ يَوماً صُـدُودَا
وَيَسهَرُ كَي يَنَامَ الشَّعبُ أَمناً
فَأَمنُ النَّاسِ كَان لَديـهِ عِيــدَا
ويَظمأُ كي يَنالُوا الماءَ بَــرداً
مُنَــاه يَرَاكَ يا وَطَنِــــي سَعِيدَا
خَلِيفَةُ لِلجَمِيعِ أَبٌ حَنُونٌ
فَما مِـــن سَائِلٍ لاقَـــى صُـدُودَا
وَآذَانٌ مُفَتَّحةٌ وَقَلبٌ
تُنَادِي النَّــاسَ كَيمَــا تَســتَزِيدَا
فَأَنتَ خَلِيفَةٌ في كُلِّ أَمــــرٍ
لِكُلِّ مُوَاطِـــنٍ سَنَداً عَضِيــــــدَا
غَدَوتَ لَنا، خَلِيفَةُ، أَنتَ رَمزَاً
وَ سُمعَتُكُم تَجَاوَزَتِ الحُــــدُودَا
إذا شِئنا الفخَارَ فَمَن سِوَاكُم ؟
وَأَنْتَ الفَخرُ صَارَ لَكُم شَهِيـــدَا
وَإن رُمنَا التَّمَيُّزَ بَينَ خَلقٍ
فَيَكفِــي مَجدُكُم كَيمَـــا نَسُـــودَا
كَأَنَّكَ تَمتَطِي فَرَسَ المَعَالِــي
تُطَارِدُ كُــلَّ عِـــزٍّ كَي تَصِيــــدَا
فَإِن تَعجَبْ لِما قَد قُلتُ فِيهِ
فَسَلْ عَن أَصلِهِ، وَسَلِ الجُدُودَا
إذا ما طَابَ أصلُ المَرءِ يَعلُو
وَيَغــدُو فِعلُهُ مسكَـــاً حَمِيـــــدَا
وَإن حَمُدَت فِعَالُ المَرءِ تَسمُو
وَتَخلُدُ فــي ذُرى العَليَا خُلُــودَا
خَلِيفَةُ خَيرُ مَن رَكِبَ المَعَالِي
وَسَــنَّ بِفِعلِـهِ نَهجـــاً رَشِيـــدَا
وَفي قَرعِ الخُطُوبِ تَرَاهُ صَلباً
يُفَـــتِّتُ مِــن عَزِيمَتِـــهِ الحَدِيدَا
يَذُودُ عَـــن البِـــلادِ بِكُـــلِّ حَزمٍ
إِذا ما صَــالَ تَحسَبَهُ الرُّعُــودَا
فَعَزمٌ لا يَلِيــــنُ وَقَلـــبُ لَيثٍ
وَيُتبِــعُ قَولَـــهُ فِعـــلاً أَكِيـــدَا
أَشَدُّ، إذَا تَدَاعَى القَومُ، بَأسَاً
وَأَصلَبُ مِــن جَمِيعِ النَّاسِ عُودَا
فَيَدفَعُ عَنكَ، يا وَطَنِي، شُرُوراً
وَيَدحَـرُ عَنـكَ شيطَاناً مَرِيــــدَا
فَقَد بَذَلَ النَّفِيسَ لَهُ وَأَغلَى
أَحــبَّ تُرَابَـــــهُ حُبَّــــاً شَدِيـــدَا
خَلِيفَةُ قَد غَدَا في المجدِ صَرحاً
وَشَــادَ بِعَزمِهِ قَصـراً مَشِيــدَا
يَظَـــلُّ أَبو عَلِــيِّ لَنـــا مَــــلَاذاً
وَيَبقَـــى رَأيُـهُ دَومــاً سَـــدِيدَا
وَهَذا دَأبُهُ يَبنِي وَيُعلِي
فَعَن دَربِ العُلا لا، لَـــن يَحِيدَا
كَذَاكَ خَلِيفَةٌ وَكَــــذَا بِلَادِي
فَمَـــن رَامَ العُــــلا فَليَسـتَفِيدَا
د. عبد الله بن أحمد منصور آل رضي