أكد إعلاميون وصحفيون خليجيون أن الاتحاد الخليجي بات المطلب الأول لشعوب المنطقة، وذلك لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تستهدف استقرارها وازدهارها.
وقالوا لـ»بنا»، إنهم على يقين تام بأن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي، حريصون على ترجمة تطلعات شعوبهم في قرارات تسهم في تحقيق تطلعات شعوب المنطقة التي باتت ترنو إلى إقرار الاتحاد الخليجي في القمة التي تحتضنها المنامة خلال يومين.
وشدد الإعلامي السعودي فهد الفهيد على أهمية القمة المرتقبة بالمنامة، مؤكداً أن قضايا كثيرة تحتاج لمناقشات وحلول ومن أبرزها العمل والقضايا الاقتصادية باعتبارها جزءاً من الشراكة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتلك المبادرات يجب أن تتمتع بالاستدامة والاستمرارية والتطور عاماً بعد آخر.
ودعا إلى إقرار توحيد العملة في هذه القمة مشيراً إلى أن مثل هذا القرار سيعزز المسار نحو الاتحاد الخليجي وسيمنحه زخماً كبيراً ويجعله أكثر وضوحاً، وأوضح الفهيد، أن توحيد العملة سيؤسس لبناء اقتصاد قوي لدول المجلس ويسهم في تحقيق تطلعات شعوب كل دولة، وكذلك تسهيل عبور الحدود بين دول الخليج العربي باعتبارها خليجاً واحداً واتحاداً متكاملاً.
ولفت إلى أهمية التعاون الأمني بين دول المجلس على الصعيدين الداخلي والخارجي، مشدداً على ضرورة تعزيز التعاون العلمي والبحثي بين جامعات دول المجلس، وإيجاد بنية تحتية للبحث العلمي تعلي من قيمة مجلس التعاون الخليجي على مستوى العالم.
وأكد الإعلامي الإماراتي محمد الجوكر والمستشار بجريدة البيان، على أن القمة تعتبر الأهم في مسيرة مجلس التعاون الخليجي الذي يعتبر ركيزة أساسية لحماية أمن المنطقة.
وقال إن الأحداث التي تشهدها المنطقة تجعل من القمة هذا العام مختلفة عن سابقاتها، ولذلك نرى قادة دول مجلس التعاون حريصين على ترجمة قراراتهم بما يسهم في دعم المجتمعات بدول الخليج العربي.
وأضاف الجوكر «تتصدر قضيتا أمن واستقرار المنطقة هموم القمة الخليجية نظراً لانعكاساتهما على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.. لا شك أن الأمن ينعكس على جميع دول المجلس، فالخطر واحد وهو يتهدد شعباً خليجياً واحداً»، مبيناً أن تطلعات الشعوب بالمنطقة تنتظر إقرار الاتحاد الخليجي وتطوير هذه المنظومة.
ونوه بدور الإعلام في تحقيق الأمن عن طريق التصدي للشائعات والأقاويل والفتن التي يسعى أعداء المنطقة لبثها بين الشعوب، وقال إن مهمتنا كإعلاميين هو التصدي لها.
وقال «أرى أن مفهوم الأمن الإعلامي يمثل نقطة هامة في كشف ما يسعى إليه الأعداء لتفتيت هويتنا وعزيمتنا وتشويه صورة دول الخليج.. نأمل أن تكون هذه القمة هي قمة خير وسعادة وازدهار لشعوب المنطقة».
عضو مجلس إدارة اتحاد إعلاميات العرب بالكويت الإعلامية هبة الطويل، قالت إن القمة الخليجية معقود عليها الكثير من الآمال خاصة في الظروف الراهنة التي نمر فيها كشعب خليجي، متمنين أن تثمر قمة المنامة بنتائج تصب في صالح تطلعات الشعوب الكبيرة، وفي دفع عجلة الاتحاد وأخذ قرارات إيجابية لتوحيد التشريعات وتنفيذ القرارات التي اتخذها أصحاب الجلالة والسمو في القمم السابقة.
وقالت «تعد القمة أطروحة الاتحاد الخليجي أهم أطروحة تنقل الوضع الخليجي من مستوى ومرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، التي يمكن من خلالها تضافر الجهود، وقطف ثمار أكثر لجميع دول مجلس التعاون في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتقارب الاجتماعي بين الشعوب.
وأشارت إلى وجود الكثير من الملفات التي تهم الشعوب الذين يتكلمون بصوت واحد ويتوحدون في المواقف والثبات عليها، وقالت: «كلنا ثقة بقادتنا من أصحاب الجلالة والسمو ونتمنى الكثير من القرارات أن يتم تفعيلها كالسوق الخليجي المشترك».
وأعربت عن تمنياتها بأن تصدر عن القمة نتائج إيجابية لبناء اقتصاد خليجي أكثر قوة وتماسكاً، يسهم في دفع العمل الاقتصادي المؤسسي في دول المجلس باعتباره ركيزة أساسية لدفع العمل الخليجي المشترك وتحقيق تطلعات شعوب الخليج في حياة أكثر تطوراً ونماءً.
في حين، قال نائب مدير التحرير للشؤون الرياضية بجريدة عمان ناصر درويش، إن منطقة الخليج تمر بمرحلة تحديات كبيرة سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي، وتلك التحديات تتطلب جهداً كبيراً من أصحاب المعالي قادة دول المجلس، وكذلك الشعوب التي لديها المقومات بأن تواجه تلك التحديات لأنها تجتمع حول مصير وإرث مشترك.
وأكد أن ما تشهده المنطقة في دول مثل العراق وسوريا واليمن يمثل منعطفاً خطيراً تصل آثاره إلى دول المنطقة ونشعر به ويؤثر في المجتمع الخليجي والعربي ويلقي بظلاله على كل إنسان عربي، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي بدأت منذ سنوات ولا يظهر أي بوادر لانقشاعها عن سماء المنطقة، وتأثر أسعار النفط.
وأوضح درويش أن قادة دول مجلس التعاون الخليجي يقدرون حجم التحديات والمخاطر التي تقع على رأس اهتمامات القمة، وكذلك يعايشون تطلعات شعوبهم.
وقال «نأمل أن نرى خلال الأيام القادمة نهاية للحرب في اليمن البلد الشقيق والجار، فاستقرارها يمثل استقراراً لكافة دول المنطقة، وآن الأوان لالتفاف الأطراف حول المبادرة الخليجية لتسوية النزاع هناك».