أكد رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» الإماراتية محمد الحمادي أن ما يميز قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في نسختها السابعة والثلاثين هو الوقت والظرف الذي تمر فيه المنطقة والظروف الحساسة التي تشهدها دول الخليج العربية حيث تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة، مبيناً أنها قمة استثنائية بكل المقاييس تستدعي قرارات هامة لا تؤجل.
وأعرب عن أمله بأن تخرج قمة المنامة بنتائج ملموسة، مشيراً إلى أن الملف السياسي والاقتصادي والأمني على رأس الملفات المهمة في القمة الحالية والذي يتطلب توضيح الكثير من المواقف الخليجية تجاه هذه الملفات.
وفيما يخص الملف الاقتصادي قال الحمادي إن هناك بعض المواضيع العالقة بين دول الخليج العربية كموضوع الاتحاد الجمركي والعملة الموحدة والمصرف المركزي الخليجي، منوهاً أن كل هذه الأمور في انتظار قرارات يجب أن تؤخذ في القمة.
وأوضح رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» أن التعاون العسكري على الرغم من أنه كان في حالات جيدة في السنوات الماضية إلا أنه بحاجة إلى تفعيل وتوحيد الجيش الخليجي الذي تم التحدث عنه مؤخراً تحت القيادة الخليجية المشتركة إلى جانب درع الجزيرة.
وأوضح الحمادي أن من المواضيع البالغة الأهمية أيضاً موضوع الموقف الخليجي من إيران وأن يكون هناك موقف خليجي متحد تجاه التدخلات في المنطقة لأنها باتت واضحة للجميع في ظل استمرار النظام الإيراني بعدم احترام جوار دول الخليج والدول العربية بشكل عام لذا أصبح من مسؤولية الدول الخليجية ككتلة واحدة أن يكون لها موقف واحد ورسالة واحدة للتعامل مع إيران.
وفيما يخص ملف الإرهاب، أشار إلى أن هذا الملف متفق عليه تماماً من قبل دول الخليج العربية حيث قامت بدور كبير ومهم جداً في هذا الملف مما يتوجب أن يكون هناك تعاون من المجتمع الدولي أيضاً في هذا الملف جنباً إلى جنب مع دول الخليج العربية من خلال محاصرة الإرهاب وتجفيف منابعه وعدم السماح لظاهرة الإرهاب أن تخرج وتمتد إلى دول أخرى حيث توجد النزاعات ومن ثم الانتشار في دول الخليج العربية.
وشدد رئيس تحرير «الاتحاد» أن ما يميز «قمة المنامة» أنها تنعقد قبل تولي الرئيس الأمريكي الجديد المنتخب دونالد ترامب مسؤولية الرئاسة، موضحاً أن الرئيس أصبح واضحاً ومعروفاً وليس من الحكمة أن تنتظر دول الخليج لتعرف ماذا سيفعل الرئيس الأمريكي الجديد بل يجب أن تسعى للوصول إلى الرئيس الأمريكي حتى قبل وصوله للبيت الأبيض لمعرفة مواقفه من الملفات المختلفة لأن الإدارة الأمريكية الحالية والتي سوف ترحل قريباً كانت مخيبة نوعاً ما تجاه القضايا الخليجية وكذلك سلبية مما أثر سلباً على المنطقة.
وأكد أن دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأمريكية كانت ومازالت تشكل حلفاً ومن هذا المنطلق يجب ألا تعقد الإدارة الأمريكية أية اتفاقات أو معاهدات على حساب دول الخليج العربي كما كان الحال خلال الاتفاق النووي الإيراني، معرباً عن أمله بأن لا تتكرر مثل هذه الاتفاقيات وأن تتعامل باحترام مع دول الخليج العربي.
وتطرق الحمادي إلى موضوع «الإعلام الخليجي» حيث توجد حالة غياب عام للخطاب الإعلامي الخليجي بصيغته، مضيفاً أن الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي يجب أن تفعل الإعلام المشترك وأن تفعل دور إدارة الإعلام في الأمانة العامة وان تلعب دور أقوى وأفضل في تواصلها مع المؤسسات الإعلامية في كل الدول الخليجية وأن تكون هناك رسائل إعلامية واضحة تخدم وتدافع عن دول الخليج إلى جانب توافر آليات وأدوات لمخاطبة الآخر حيث تتعرض في بعض الأحيان بعض الدول الخليجية لهجوم إعلامي غربي.
ودعا الحمادي إلى تكاتف الجهود الإعلامية وأن تقوم الأمانة العامة بدور توفير البيانات والتنسيق ودعم المؤسسات الإعلامية في دول الخليج أثناء هذه الأزمات.
وأعرب عن أمله بأن تناقش قمة المنامة الأمور البسيطة التي تواجه المواطن الخليجي في حياته اليومية في شتى النواحي الاقتصادية والسياسية، والثقافية، والأمنية وأن تتمخض بتوصيات تصب في صالح رفاهية المواطن الخليجي، فبعد أن استطاع المواطن الخليجي من الدخول إلى الدول الخليجية الأخرى ببطاقة الهوية وهي خطوة موفقة يجب أن تكون هناك خطوات مشابهة ومماثلة كتوحيد نظام العمل لمواطني دول الخليج العربية في أي دولة خليجية بنفس الحقوق والواجبات أي أن يكون هناك نظام عمل خليجي موحد بالإضافة إلى العملة الخليجية الموحدة الذي يتمنى المواطن الخليجي أن تخرج للنور. كما أعرب عن شكره لمملكة البحرين لاحتضان القمة بتنظيم مميز ونجاح باهر، معرباً عن شكره لوزارة شؤون الإعلام في خدمة الإعلاميين من خلال المركز الإعلامي وتوفير كافة الإمكانات الفنية والتقنية والتسهيلات الإعلامية للصحفيين والإعلاميين مما يسهل تغطيتهم الإعلامية للقمة من حيث الرسائل الإخبارية والإعلامية.