حذيفة إبراهيم



أكد المحلل السياسي السعودي يوسف الكويليت أن قمة دول مجلس التعاون الـ 37 التي تحتضنها البحرين ستكون أمنية اقتصادية بالدرجة الأولى، معتبراً الأمن والاقتصاد متساويان في كفة واحدة.
وأشار للصحافيين أمس، إلى أن فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية جاء نتيجة قفزة على الواقع، من خلال استخدام ما يسمى بـ «دغدغة» عواطف الشعوب، أو «الشعوبية الجديدة»، والتي انطلقت من مبدأ موقع أمريكا ودورها في العالم، مشدداً على أن ترامب انتقد وشتم جميع الدول في العالم بما فيها دول الخليج.
وتابع «لا نستطيع أن نحكم على وجهة نظر ترامب قبل الانتخابات، فعندما يصل المرشح إلى موقعه الرئاسي، تختلف الرؤى والملفات التي أمامه..صحيح أن دول الخليج مرتبطة بالساسة والاقتصاد الأمريكي، ولكن في جميع الأحوال سياسة أوباما لم تكن أفضل مما ستكون عليه سياسة ترامب لاحقاً».
وعبر الكويليت عن أمله، بضرورة أن تخرج القمة الـ37 لدول مجلس التعاون بقرار استراتيجي أزلي تاريخي يقرر «الاتحاد»، لاسيما أن دول الخليج محط أطماح للعديد من الأطراف.
وأكد أن الأولوية أمنية بالدرجة الأولى، ثم اقتصادياً بالدرجة الثانية، ولابد أن يكون هناك تكامل عقلي سياسي فيما يختص بالاتحاد، وأيضاً شعور بالمسؤولية الوطنية وأخرى تجاه المنطقة التي يتنازع عليها العديد من الأطراف.
ولفت إلى أن الاتحاد ليس خيار مؤقت وإنما خيار يفرض نفسه على دول الخليج، كونها أمام أكثر من تحدٍّ داخلي منها الإرهاب والأطماع الخارجية، وما سيحدث في المستقبل، وهي أمور يجب أن ننتبه لها ونضعها في حساباتنا الدقيقة، وننتقل حينها من مرحلة «اللاءات، إلى النعم».
وحول وجود تخوف ورفض لدى بعض الدول في الخليج من الانتقال لمرحلة الاتحاد، أكد الكويليت «أن كل خطوة بهذا المستوى من التنسيق السياسي، لها مخاوف واحتمالات وتحليلات، وسيكون بكل تأكيد اختلاف الرؤى بحسب كل دولة، حيث ستنظر إلى كيف سيخدمها هذا التجمع، وهل ستكون هناك تدخلات سياسية في شؤونها الداخلية وغيرها من الأسئلة المطروحة، والتي لا نصل بها إلى إجابة.
وتابع «دعونا نضع على الأقل اللبنة الأولى للاتحاد ثم الخطوة الأخرى، سواء بدأ الاتحاد بدولتين أو أكثر، وربما مع التجارب والوعي والشعور بالمخاطر التي تحيط بنا ستكون حينها إرادة سياسية ثابتة لإعلان الاتحاد».
وشدد الكويليت على أن وعي الشعوب كبير فيما يختص بضرورة الانتقال للاتحاد، وهم أكثر حماسة له من القيادات ليس بسبب تفاوت الوعي والمسؤولية، وإنما بسبب اختلاف الحسابات بين الشعور بذلك عاطفياً أو حسابات أخرى.
وأكد الكويليت أن الخطوات الموجودة حالياً من الانتقال بين دول الخليج بالهوية، والشعور بالمسؤوليات العسكرية من خلال عاصفة الحزم، يسهل الانتقال إلى مرحلة الاتحاد.
وفيما يختص بمشاركة رئيسة وزراء بريطانيا في القمة الخليجية، أكد أن بريطانيا لن تعود بقوة إلى الشرق الأوسط كما كانت عليه في السابق، إلا أن لديها العديد من المصالح المشتركة، خصوصاً بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي يؤكد فشل العولمة، وشعرت بريطانيا حينها أن وجودها بالاتحاد الأوروبي يهمشها، في حين كانت يوماً ذات قواعد سياسية وأمنية جبارة، مشدداً على أن المملكة المتحدة تسعى لإنشاء علاقات جديدة تختلف عن قيود الاتحاد الأوروبي.
وحول خطورة قانون «جاستا» على دول الخليج، أكد أن القانون «انفعال سياسي» ومحاولة مزايدة أكثر من أي شيء آخر، ولو نريد تطبيق هذا القانون فستكون هناك العديد من الدول التي ستقاضي دول أخرى كالصين التي ستقاضي بريطانيا، والعراق وفيتنام سيقاضون الولايات المتحدة، وحينها سيتم استغلال هذا الفراغ في القانون الدولي وستصبح فوضى، وستفتح كل دولة ذات الملفات العالقة مع دول أخرى، وحينها سندخل في محاكمات سياسية وأمنية لن تنتهي.