أكد كبير المحللين لدى “ساكسو بنك”، أولي .س. هانسن، تراجع أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 29% خلال الربع الأول من العام الجاري ليصل إلى أدنى مستوياته في أكثر من 10 أعوام. واستعرض هانسن الخاسرين والرابحين خلال الربع الأول، إذ كان المحرك الرئيسي يتمثل في المخاطرة الجيو سياسية والمخاوف بشأن الديون السيادية والإشارات المتضاربة بشأن التقدم الاقتصادي الذي تحققه مختلف المناطق. من جهة أخرى، أظهر مؤشرا السلع الأساسية ضعفاً عاماً في العوائد مع بدء تراجع الأداء خلال مارس عندما بدا واضحاً أن الصين تشهد تباطؤاً في أدائها؛ حيث تُمثل الصين أكثر من 40% من الاستهلاك العالمي وأكثر من 50% من النمو في الاستهلاك العالمي. وارتد مؤشر “أس آند بي جي أس سي آي” بنسبة 1.7% بسبب انكشافه بنسبة 68.4% على قطاع الطاقة باستثناء الغاز الطبيعي في حين خسر مؤشر “داو جونز يو بي أس” الزاخر بالأسهم 2.9% وذلك بسبب ضعف أدائه الإجمالي في قطاع الزراعة وانكشافه المشترك بنسبة 11% على اثنين من كبار الخاسرين وهما القهوة والغاز الطبيعي. إلى ذلك، تركت تركت المبيعات العامة للسلع مع نهاية 2011 صناديق التحوط والمضاربين الآخرين في وضع آخذ بالتراجع مع دخول عام 2012. ومع ارتفاع حدة التوترات الجيو سياسية والحد من المخاوف بشأن الديون السيادية وحالة الجفاف التي عصفت بمجالات زراعية رئيسية، وجد المضاربون أنفسهم أمام خيار البدء بإعادة اتخاذ مراكز من شأنها مضاعفة الانكشاف خلال الربع الأول، الأمر الذي يُساعد في تحريك الأسعار. من جانب آخر، ارتفع سعر بيع البنزين بالتجزئة بنسبة 20% خلال الربع الأول ليصل إلى ما يقارب 4 دولارات للجالون. ومع توقع حدوث مزيد من الارتفاع مع اقتراب فصل الصيف ووصول الطلب إلى أعلى مستوياته خلال هذا الفصل، فإن من شأن ذلك أن يصبح الموضوع الأكثر سخونة مع ترقب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية. في الأثناء، شهدت أسعار النفط الخام على جانبي الأطلسي اختلافاً كبيراً في الأداء مع تراجع أداء خام غرب تكساس الوسيط أمام خام برنت بحوالي 10% ، الأمر الذي أدى إلى خلق فجوة بينهما اتسعت لتصل إلى 20 دولار لتقترب من الرقم القياسي المسجل بين أسعارهما. وحافظ خام برنت على سعره ثابتاً عند 125 دولاراً للبرميل مع استمرار المحادثات بشأن احتمالية تحرير احتياطات البترول الاستراتيجية وصدور بعض التصريحات المطمئنة من السعودية التي كان لها تأثير بسيط على الأسعار. من جانب آخر، شهدت المواد المعدنية الصناعية ارتفاعاً قوياً في بداية 2012 في ضوء التوقعات بارتفاع الطلب مدعوماً بمشاكل العرض التي تُحركها المنازعات العمالية والأحوال الجوية غير الملائمة. يذكر أن الركود الذي يجتاح أوروبا وتدني توقعات النمو في الصين أدى إلى إيقاف تحقيق مزيد من التقدم، مع التنبؤ خلال الأشهر القليلة الماضية بالتداول بالتوازنات هبوطاً وصعوداً. وفي قطاع الحبوب، تكبدت الذرة والقمح خسائر فادحة الأسبوع الماضي قبل صدور اثنين من أهم التقارير عن وزارة الزراعة الأمريكية، حيث يُسلط هذان التقريران الضوء على مستويات المخزونات الفصلية والمحاصيل التي ينوي المزارعون زراعتها خلال الفصل المقبل.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}