كتب - عبد الله إلهامي:
أرجع وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية السفير كريم الشكر إلغاء مشروع إحدى كبريات الشركات الصينية على شكل «كمباوند» في البديع حماية لمصلحة التاجر البحريني، بالرغم من أنه يقدم بيوتاً مماثلة لما يقدمه المتعهدون والمقاولون المحليون وبكلفة تساوي ربع القيمة المطروحة.
وأكد السفير كريم الشكر أن العمالة الأجنبية يصبح لها تأثير سلبي إذا كانت تنافس العامل المحلي، لذلك فإن سياسة البحرين تسعى لوضع روابط تحمي الأيدي العاملة الوطنية، وتتيح المجال في نفس الوقت للعمالة الوافدة في المجالات التي لا يمكن للعامل البحريني العمل فيها.
وأضاف أن العامل الذي عاش في البحرين منذ عشرين، وخمسة عشر عاماً، لا يمكن أن نسيء معاملته، بل يعامل معاملة إنسانية ويقدر له مجهوده وتفانيه في تنمية المملكة.
وقال الشكر: «العمالة الصينية لا تأتي بشكل فردي مثل العمالة الهندية، بل على شكل مجموعات، وينظمـــون أنفسهـم للعمـــــل في مجالات معينة، ويعملون في مشاريع ضخمة وكبيـــرة في مناطـق مختلفة كالجزائر وليبيا والكويت والسعودية وغيرها، من الدول التي لا تقتصر على البحرين».
وتابع بقوله: «حاولنا إحضار هذه العمالة، لكن كان هناك تخوف من أن ينافسوا العمالة المحلية، فعلى سبيل المثال الصينيون يقدمون أنمذجة بناء بكلفة تساوي ربع القيمة المطروحة، وبنت إحدى كبريات الشركات الصينية نموذجها على شكل «كمباوند» في البديع، وبالرغم من ذلك ألغي هذا المشروع بالرغم من أنه يقدم بيوتاً مماثلة لما يقدمه المتعهدون والمقاولون المحليون، لكن إلغاءه جاء حماية لمصلحة التاجر البحريني».
وأوضح أن القوانين والتشريعات البحرينية التي أقرت حديثاً أو قديماً، تدعم باستمرار المستهلك والمقــاول والعامــل والمستثمــــــر البحريني، مشيراً إلى أن غرفة التجارة والصناعة في المملكة من أقدم الغرف في المنطقة، وتأتيها وفود ذات كفاءات ممتازة لتحمي المستهلك والمستثمر البحريني من أي أخطار، وحتى من كل خطوة قد تهــدد الاستثمــار في البحرين، وعمل العمالة الوطنية والاستثمار البحريني.
وأضاف أنه لا يمكن أن تكون منعزلاً عن العالم، بعد أن أصبح قرية صغيرة، لذلك فإن البحرين بحاجة إلى العمالة الأجنبية، ونحن نوفر الإمكانيات لاحتضان هذه العمالة، ونوفر لها الكرامة الإنسانية، لافتاً إلى أن المملكة معروفة عبر العصور بأنها بلد منفتح ثقافياً، فنجد فيها المسلميــــن بمختلـــف مذاهبهـــم وجنسياتهـــــــم، والمسيحييــــــن، واليهود، والهندوس، ولكل منهم معابده الخاصة، والأماكن التي يمارسون فيها دياناتهم وطقوسهم دون تعصب.
ولفت إلى أن هذا الانفتاح ولد ثقافة سلام وجدت في البحرين منذ القدم، فنرى المسلم بجانب المسيحي والهندي بجانب المسلم وهكذا.
وأوضح أن كلا تقريري التنمية البشرية الدوليين، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والصـــادر عــن الإسكــوا (اللجنـــــة الاقتصادية لغرب آسيا بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)، اعتبرا البحرين من الدول المتقدمة وفي طليعة منطقة غرب آسيا.
وأضاف أن ذلك يعدّ إنجازاً بالنسبة لما حققته البحرين في إطار التنمية الإنمائية التي أقرتها قمة الأمم المتحدة الألفية، حيث تعتبر المملكة من الدول المتقدمة التي ساهمت في هذا المجال، سواء من الناحية الصحية والسياسية والاقتصادية وغيرها، إذ تعتبر من بين أكثر ست دول متحررة اقتصادياً.
وأشار إلى أن حد الفقر في الأمم المتحدة، الذي هو دولار أو دولارين، لا ينطبق على المملكة مع وجود كافة الأجهزة الكهربائية والسيارات في كل أسرة، قائلاً «نتطلع في السنوات القادمة إلى تحقيق الكثير من الأهداف التي حددتها رؤية البحرين 2030، والتي سوف تضع البحرين في مصاف الدول المتقدمة، من خلال تحقيقها تقدماً ملموساً في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية».
ولفت السفير كريم الشكر إلى أن وجود المؤسسات التدريبية أوجد فرصاً كثيرة لخلق عمالة متقدمة وجديرة، وأدخل البحرينيين في مشاريع لم تكن لتخطر على البال، ما جعل الاعتماد على النفط كمدخول أساسي يتحول بدخول صناعات وخدمات كثيرة، يقوم بها الشباب من الجنسين.