أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء أنه منذ لقاء كبار المسؤولين الدوليين في العلاقات الخارجية والدفاع والأمن في حوار المنامة العام الماضي شهد العالم هجمات إرهابية، مما يؤكد ضرورة تعزيز منظومة الجهود الدولية المتضافرة على الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية للتصدي لتيارات التشدد والتطرف.
وأشار سموه، لدى حضوره افتتاح أعمال منتدى حوار المنامة، إلى أهمية الملتقيات الدولية التي يتم تبادل الرؤى والأفكار فيها حيال التطورات والمستجدات الإقليمية ذات الأولوية والتي تشكل ملامح العمل الدولي المشترك وأطر العلاقات الخارجية للقوى الدولية الفاعلة.
وقال سموه إن البحرين تحرص على الإسهام الإيجابي في هذه الملتقيات من خلال الاستضافة والمشاركة الفاعلة، مشيرًا إلى أهمية التفاعل الحيوي مع منتدى حوار المنامة الذي تستضيفه المملكة سنوياً بتنظيم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية على مدى 12 عاماًً شهدت مشاركات بارزة وحوارات هامة تناولت أهم الأحداث على الساحة وناقشت سبل تثبيت أسس الأمن والاستقرار.
وأشار سموه إلى أن البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى والتزاماً بدورها في دعم قضايا المنطقة، حرصت على التنسيق والتعاون مع الشركاء الدوليين والإقليميين للتعامل الحازم مع كل أشكال الإرهاب باختلاف مصادره، ويأتي في إطار ذلك مشاركتها في التحالف العربي من أجل دعم الشرعية في اليمن الشقيق، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وأيضاً التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.
ورحب سموه بالوفود المشاركة من مختلف دول العالم والمنظمات الدولية، مشيدًا بمشاركاتهم التي أثرت جلسات المنتدى ونقاشاته عبر السنوات التي انعقدت فيها الفعالية في المملكة وما ركزت عليه من قضايا استراتيجية شكلت تحديات تطلبت تنسيق الجهود والمواقف من أجل التعامل معها.
وأشار سموه إلي أن انعقاد منتدى حوار المنامة هذا العام مباشرة بعد قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الـ37 يرفد زخم هذا الحدث، خاصة مع حضور رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي هذه القمة في أول زيارة لها إلى المنطقة مما يدلل على التواصل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول الكبرى وانعكاسات ذلك على أطر التنسيق والتعاون على مستوى العلاقات البينية وكذلك فيما يتعلق بعقد الشراكات الاستراتيجية بما يتيح التعاطي مع القضايا الدولية الملحة.
وفي كلمته الافتتاحية في منتدى حوار المنامة، أعرب وزير خارجية المملكة المتحدة بوريس جونسون عن سروره للمشاركة في أعمال المنتدى في البحرين، مما يتزامن مع احتفاء البلدين بمرور مائتي عام على علاقات الصداقة التاريخية بينهما.
وأكد جونسون على التزام بلاده بالعلاقات التاريخية مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، معتبراً دعوة رئيسة الوزراء تيريزا ماي لحضور قمة المجلس بالمنامة مؤشراً هاماً على قوة هذه العلاقات.
وقال في كلمته إن أي أزمة في الخليج العربي هي أزمة للمملكة المتحدة وإن أمن الخليج العربي هو من أمن المملكة المتحدة، إذ تتلاقى المصالح المشتركة على الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وأشار إلى أن مرافق تسهيلات الإسناد البحري للبحرية الملكية البريطانية من الملامح البارزة للعلاقة الراسخة مع البحرين.
كما استعرض مظاهر أخرى للتعاون مع دول الخليج العربي مما يأتي إلى جانب الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب واستئصال حاضناته، منوهاً إلى أن التعاون العسكري من الأوجه القوية الدالة على عمق ومتانة العلاقات الخليجية البريطانية.
كما أكد بوريس جونسون على حرص المملكة المتحدة للتعاون والدعم بما من شأنه إيجاد الحلول للقضايا والتحديات الملحة في المنطقة.
واستعرضت الكلمة أيضاً المستويات المتعددة لعلاقات المملكة المتحدة والخليج مما يشكل أسساً قوية لبلوغ المزيد من الإمكانيات والفرص الواعدة.