إيهاب أحمد وحذيفة إبراهيم
توقع وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر، أن تشهد المنطقة كاملة استقراراً خلال وقت قريب جداً، داعياً إلى تطوير القدرات العسكرية بالمنطقة والتركيز على العمل المشترك فيها.
وأشار خلال الجلسة الأولى في حوار المنامة بعنوان «إدارة المتغيرات الإقليمية المتحولة»، إلى ضرورة التركيز على تحسين أنظمة الدفاع الجوية وربطها مع بعضها في دول الخليج، موضحاً أن التحالف مع البحرين أمر ضروري، ولديها قوات تشارك في مهمات حفظ الاستقرار في المنطقة، كما أن لها دوراً كبيراً في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي: «إن حلفاءنا هم فقط من يستطع ضمان الأمن بالمنطقة كما نتوقع المزيد من الدول للقيام بالحفاظ على مصالحهم».
وأضاف: «إن وزارة الدفاع لديها القدرة كي تبقى أفضل شريك أمني بالمنطقة فالدول بالشرق الأوسط تريد تدريباً أكثر وتشتري أسلحة أكثر (..) لا بدائل أفضل منا وجيوشنا ستسمر بتعزيز القدرات لتلبية الاحتياجات بالمنطقة فنحن لا نستطيع الابتعاد عنها».
وأشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تبقى مهتمها لمصالح أمريكا ومصالح الدول هنا وأظهرت أنها تستطيع مجابهة المخاطر في هذه المنطقة وغيرها، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستقوم بحماية مصالحها بالتوافق مع العديد من الدول، إلا أن ذلك لا يعني أن شراكتنا ستحل جميع المشاكل بالمنطقة.
وأكد كارتر، أن التحدي اليوم في المنطقة يكمن في عدم ترابطها، لافتاً إلى قدرة الجيوش الإقليمية على القيام بعمل أكثر في المنطقة فيما يخص الملفين العراقي والسوري. وشدد على أن الجيش الأمريكي يواجه تحدياً في أوروبا، متمثلاً بالتحركات الروسية هناك، كما أن الولايات المتحدة تعزز سياسات الردع فيما يخص الأسلحة النووية، مؤكداً أن الجيش الأمريكي جاهز للتحديات التي قد لا نراها.
وأكد وزير الدافع الأمريكي، وجود 50 ألف جندي أمريكي في المنطقة، منهم 5 آلاف على أرض العراق وسوريا، إضافة للكثير من أجهزة الدفاع، وهم لا يردعون داعش فقط، وإنما أي أعمال عنف قد تحصل.
وتابع «هذه القوات الكبيرة الموجودة هنا سيرافقها دفعة جديدة من القوات الجوية لتعزيز قدراتنا، بالإضافة للذخيرة المعقدة»، مشيراً إلى أن «المنطق الأمريكي يأخذ وقتاً لتفسيره».
وأكد كارتر أن مهمة القوات الأمريكية حماية المصالح الأمريكية، وهو ما يقود الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، كما أنها تسعى لحماية مواطنيها، وردع العنف وحماية أصدقائها في المنطقة، إضافة لضمان حرية الإبحار في الخليج، والتأكد من نشاطات إيران، وحماية الأمريكيين الذين يكافحون الإرهاب والتطرف العنيف، ويشمل ذلك هزيمة داعش.
وأشار الوزير، إلى أنه ومنذ أكتوبر الماضي، هناك تطور سريع في الحملة ضد داعش، وقدمت الولايات المتحدة كل ما يمكنها لاستخدامه في المعركة، ووافق الرئيس أوباما على كل توصية للمزيد من دعم القدرات والقوات، عندما رأى أن الفرصة موجودة لزيادة الحملة.
وتابع «سنستخدم كل الأدوات الموجودة لنمكن القوات المحلية من هزيمة داعش إلى الأبد، وسنوصي بهذا الأسلوب ليكون استراتيجياً، ويجب تمكين القوات المحلية لتحافظ على مدنها بدلاً من تأتي قوات أخرى وتأخذ مكان داعش».
وأضاف «منذ العام الماضي وبعملية تلو الأخرى، ومدينة تلو الأخرى، كان للحملة ضد داعش نتائج كبيرة.. في العراق ساعدت الولايات المتحدة القوات الأمنية، وقوات البيشمركة، واستطعنا إخراج داعش من الرمادي وهيت والقيارة، والآن نقوم بذات الشيء في الموصل، حيث يستعيد العراقيون الأحياء شرق الموصل، وهي مهمة معقدة وطويلة ولكن أيام داعش في الموصل أصبحت معدودة».
وبين أن القوات المقاتلة قطعت طرق اتصال «داعش» بالعراق وتركيا، كما تساعد عشرات الآلاف من القوات السورية المحلية لعزل الرقة، وهم بعيدون عنها 15 ميلاً فقط، وبعد استمرار مرحلة العزل، ستساعدهم في زيادة قدراتهم للسيطرة على المدينة.
وأكد أن الولايات المتحدة ستنشر حوالي 200 شخص إضافي ما بين قوات العمليات الخاصة، والخبراء والمستشارين، وسينضمون للقوات في سوريا، لتجهيز وتدريب القوات المحلية لتقوم بالمعركة ضد داعش، ووضع ثقل القوات الأمريكية في مسرح العمليات.
وتابع «استهدفنا آبار النفط، ودمرنا 168 شاحنة لنقل النفط خلال الأسبوع الماضي وهي من أكبر الضربات حتى الآن، كما ركزنا على استعادة الأراضي التي سيطر عليها داعش في سوريا، وهم الآن لا يمكنهم السفر بين الرقة والموصل دون وجود خطر تلقي ضربة من الجو أو قتلهم من قبل القوات على الأرض، كما قتلنا منذ بداية تسريع الحملة أهم قادة داعش، وهذه النتائج في العراق وسوريا مشجعة».
وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن هناك اتجاهاً لاستعادة المجتمعات المحلية إلى مناطقها وإعادة بناء الخدمات، وهي جزء من كسب المعركة وعملية السلام. وأشار إلى أن التدخل الروسي في سوريا كان لتسهيل عملية الانتقال السياسي، كما أن روسيا قالت حينها إنها ستكافح لإنهاء داعش، وهي لم تقم بذلك، ولكن ساهمت بدلاً من ذلك في زيادة لهيب الحرب ومعاناة المدنيين.
وقال «إن الرئيس أوباما أعطى سلطات موسعة للقوات الأمريكية للقيام بعمليات استباقية في أفغانستان ضمن الحملة على التنظيمات الإرهابية، وسيعدل الخطة من أجل الحفاظ على 84 ألف جندي أمريكي إلى 2017 بدلاً من 55 ألف في الخطة السابقة».
وتابع «لا نستطيع أن نعلم ماذا سيحدث بعد هزيمة داعش ولكن يجب أن نبقى مستعدين لكل شيء».
وقال «إن الولايات المتحدة باعت الشهر الماضي طائرات F18 للكويت، لتحسين قدرتها على الدفاع الجوي، كما أن الشراكة مع قطر تتسارع بشكل كبير، فضلاً عن الإمارات العربية المتحدة، والتي تعتبر م أهم الجيوش في الشرق الأوسط ولديها قدرات فعالة».
وأكد أن التحالف مع البحرين أمر ضروري، وهي لديها قوات تشارك في مهمات حفظ الاستقرار في المنطقة، كما أن لها دوراً كبيراً في المنطقة.