قال وزير خارجية اليابان كنتارو سونورا إن أهمية الشرق الأوسط تنبع من دورها كشريك أمني مع اليابان، موضحاً خلال الجلسة الرابعة من حوار المنامة التي ناقشت جيوسياسية العلاقات الآسيوية الخليجية، أن اليابان تلعب دوراً هاماً بالمنطقة وتعمل مع الولايات المتحدة على تقوية أوجه التعاون بينهما لمعالجة جميع التحديات في شرق آسيا والشرق الأوسط.
وتابع «تحاول اليابان بناء العلاقات الهامة مع دول الخليج بحيث تستفيد منطقتي شرق آسيا والشرق الأوسط من خلال التعاون عبر المحاور الأمنية والاقتصادية وتحاول الإسهام في استقرار المنطقة وتقوية علاقاتها مع دول المنطقة».
وأشار وزير خارجية اليابان إلى أن العولمة المتسارعة والتحديات التي تشهدها المنطقة مهمة نظراً لنسبة التبادل التجاري بين الشرق الأوسط وشرق آسيا والتي تبلغ 40% وتعتمد على النقل البحري للنفط من خلال البحر، لافتاً إلى أن البحرين تعتبر أول منطقة استخرجت النفط وكانت اليابان المستورد له منذ عام 1948، ومنذ ذلك الوقت لديها علاقات مشتركة ومصالح مشتركة مع دول الخليج. وحث سونورا المجتمع الدولي على الوقوف مع اليابان للعمل على نزع السلاح النووي، قائلاً إن كوريا الشمالية وإيران تمثلان مشكلة بالمسألة النووية، وعملية حل مشكلة كوريا الشمالية تحتاج لتعاون دولي.
وشدد على عدم وجود إطار تعاون دولي إقليمي قائلاً «تحت تلك الظروف نحاول فرض القانون والتسامح بين دول المنطقة وبما يعود بالأمن على المنطقة، كما إن منطقة شرق بحر الصين تواجه الكثير من الأمور التي تحتاج لتوازن دولي، وأمن التجارة العالمية ضرورة بالنسبة لليابان».
وأكد سونورا أن اليابان قامت بالتعاون مع الدول في المجالات الأمنية بتقديم المعدات العسكرية وبناء القدرات، مشيراً إلى أن السلاح الكوري الشمالي يمثل أكبر مشكلة. وحول الأوضاع في اليمن أكد الوزير الياباني اهتمام بلاده بالأوضاع في اليمن حيث ساهمت اليابان بحوالي 1.6 مليار دولار كعضو بالأمم المتحدة ودعمت الوساطة في اليمن وشاركت في مكافحة الإرهاب في كلا من العراق وسوريا وأفغانستان وساهمت في دعم الظروف الإنسانية ومساعدة اللاجئين، وتدعم استقرار الشرق الأوسط بمبلغ 6 مليارات دولار، وتابعت عمليات القرصنة التي تحدث في منطقة القرن الصومالي منذ عام 2009 وتتعاون مع دول الشرق الأوسط في هذا الشأن. وأشار إلى محدودية دستور بلاده بشأن المشاركة العسكرية، مبيناً أن اليابان تستطيع أن تسهم في بناء القدرات والتدريب وخلق وظائف ودعم الأشخاص وتحييدهم عن التطرف وبناء مجتمعات مستقرة وبالنسبة للإسهامات المالية، تستطيع اليابان جعل حياة الأشخاص أفضل، وهو ما تؤمن به اليابان بأن الحياد هو الأفضل.
فيما قال مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية الأسبق الجنرال ديفيد بتريوس، إن أهمية التوسع في الشراكات الأمنية في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ضرورة ملحة. ودعا إلى تكوين ائتلاف يشمل الدول الاسلامية مؤكداً أن الخطاب المعادي للإسلام مؤذٍ وغير مساعد، مضيفاً «أن ما نريد أن نقوم به هو الحفاظ على التدفق الحر للنفط».
وشدد بترايوس على أن الهدف الأساسي حالياً هو محاربة الإرهاب وداعش ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة التطرف، ومعالجة عدم الاستقرار في بعض الدول وردع العدائية لدول أخرى والتعاون في أداء المهمات الأمنية، وتشجيع الأمن والاستقرار، مبيناً أن الشراكة الأكبر حالياً في العالم والتي تواجه داعش ضمن تحالف 60 دولة بالعالم.
وأشار الجنرال بتريوس إلى أن التحدي الأكبر في العراق هو المليشيات الشيعية والتي تمثل الخطر الأكبر وليس داعش، لافتاً إلى أنه طالب الحكومة بتطبيق القوانين، حيث إن إيران تريد لبننة العراق ورأينا كتائب الحزب الله والتمويل والتدريب والقدس الثورية وميليشيا أخرى، ونرى أن الأمر مقلق ومزعج ويجب على العراق التعامل معه ومعارضته لأن هذا أمر خطير جداً ويمثل وضع النار على البنزين.
وأكد أن المتطرفين لن يبقوا في المناطق الحالية وطالب بضرورة السيطرة على المناطق غير المحكومة لوقف تدفق اللاجئين، مشيراً إلى أن أمريكا لابد لها أن تقود هذه المهمة، لأن الدول التي تستضيف القوات الأمريكية قامت بمهمة كبيرة بديلة عن وقوف قوات أمريكا في الخط الأمامي. وأوضح الجنرال بتريوس أن التهديدات المتطورة للمنطقة تجبر الولايات المتحدة على المشاركة مع دول المنطقة ودول أخرى في العالم لمجابهتها، مبيناً أن الوضع في سوريا ليس واضحاً لكن سيكون فات أوان التدخل في حال لم نبادر بذلك. وشدد على وجود هدفين في سوريا يجب تحقيقهما، الأول هو هزيمة داعش وجبهة فتح الشام وأي جهات موالية للقاعدة، والثاني وقف نزيف الدماء وهو الأهم لأن أكثر من 400 ألف سوري تم قتلهم هذا فضلاً عن النازحين والمهجرين والمأساة الإنسانية هناك، تجعل الجميع يفكر بوقف هذه الحرب الدائرة ووضع أفكار ملهمة وطرح أسئلة حول قابليتها للتحقيق.
وحول الاتفاق النووي مع إيران، شدد بتريوس على أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح أن تزيد إيران من قدراتها العسكرية والنووية، وقال: «عندما ننظر لإيران فهناك اتفاق ويمكن الوصول لاتفاق أفضل وهناك بعض الأمور السلبية التي تثير قلقنا..إيران تمكنت من الحصول على مليارات الدولارات بعد رفع الحظر ويمكن أن تستغلها في إعادة التخصيب، ونريد أن نضمن أن إيران تفعل ما تقوله، لأن القول شيء والفعل شيء آخر».
وحول الوضع في اليمن أكد بتريوس «أن ما اتخذته دول الخليج من إجراءات في اليمن كان مهما ودعمت الولايات المتحدة الأمريكية الإجراءات المتخذة من قبل دول الخليج هناك»، موضحاً أن الكثيرين تحدثوا عن ضرورة دخول أمريكا لكننا نحن نحترم تدخل الخليج في اليمن لأنهم يلعبون دوراً هاماً.