حذيفة إبراهيم



قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا توبياس إلودد، إننا لسنا أعمياء بشأن الممارسات الإيرانية في المنطقة، وندعو إيران إلى تغيير سياستها تجاه سوريا، لأنها من الممكن أن تلعب دوراً إيجابياً فيما يتعلق بنقل السلطة من نظام بشار الأسد، ما سيسمح بانخراطها في المجتمع الدولي، ولكننا لسنا غافلين عن ما يثير قلق حلفائنا في الخليج من الممارسات الإيرانية.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي على هامش حوار المنامة أمس، أن بلاده تتفهم مخاوف الخليج من التهديدات الإيرانية للمنطقة، مشيراً إلى أن طهران لديها فرصة مهمة لإقامة علاقات مع بقية دول المنطقة في أعقاب الاتفاق النووي الإيراني، من خلال التزامها بالدور المنوط بها وضمان قبول المجتمع الدولي لها، مشدداً على أن بلاده تتابع عن كثب الممارسات الإيرانية في المنطقة.
وحول العلاقات البريطانية - الروسية لاسيما الاختلافات حول الملف السوري قال إلوود «نتطلع أن تغير روسيا من سياساتها اتجاه حلب، وموقفها في مجلس الأمن حيال نظام الأسد، ما يحدث في سوريا ستسأل عنه الأجيال القادمة ولماذا لم نتقدم بشيء حيال هذه المأساة..أوقفت روسيا قرارات مجلس الأمن باستخدام حق النقض الفيتو 6 مرات من قبل، ولكن للأسف هذا نظام مجلس الأمن».
وشدد إلودد على أن العلاقات الخليجية البريطانية هي علاقات تاريخية، وأن التزامات المملكة المتحدة تجاه المنطقة تقوم على هذه العلاقات مع البحرين ودول الخليج. وأضاف أن بريطانيا تتطلع إلى تحقيق هذه الالتزامات من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي خلال السنوات العشر المقبلة، في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، وفي مقدمتها التطرف والإرهاب وكذلك لحماية أمن منطقة الخليج. وأشار إلودد إلى أن الإنفاق الدفاعي سيركز على الترتيبات المستقبلية لهذا الإنفاق تقوم على إجراء تدريبات مشتركة مع دول المنطقة وأمن الحدود، والتسهيلات مشدداً على أن دول الخليج هم حلفاؤنا وأصدقاؤنا.
وبشأن تعامل المملكة المتحدة مع الذين يهاجمون البحرين من الأراضي البريطانية قال وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط «ندرك أن الإصلاحات والتغييرات تسهم في تطوير المجتمع في أي دولة، بما فيها دول الخليج، والبحرين تستحق الإشادة في هذا المجال».
ونوه الوزير بالإنجازات التي تحققت في المملكة خاصة فيما يتعلق بالمرأة البحرينية التي تعتبر فيها رائدة في هذا المجال، مثل أن ثلث العاملين في مجال المحاماة هم من النساء.
ونوه إلوود بالحريات الدينية التي تتميز بها مملكة البحرين، مشيراً إلى أن البحرين بها المساجد والكنائس وهناك حرية ممارسة شعائر الدينية لمختلف الأديان والمعتقدات، مبيناً أن «حرية الدين هي أمر يستحق الإشادة في البحرين».
وشدد الوزير على أن بلاده مهتمة بنشر الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، ولذلك فهي تقدم برامج للمساعدة في تحقيق الإصلاح في المجتمع والشرطة، مشدداً على أنه في الوقت الذي تدعم حرية التعبير لكنها في الوقت نفسه ترفض أعمال العنف وعلينا أن ندرك هذه الحدود بوضوح.
وحول تبني بريطانيا خطة اقتصادية جديدة في المنطقة في أعقاب الخروج من الاتحاد الأوروبي، قال «نتطلع إلى فصل جديد من العلاقات مع أوروبا في أعقاب الخروج من الاتحاد الأوروبي، ما يجعلنا نبحث عن الفرص في جميع أنحاء العالم، واستقطاب الاستثمارات، والعمل مع دول مجلس التعاون الخليجي في هذا الإطار أمر طبيعي». وأضاف «هذا كان أحد المحاور الرئيسة للنقاش خلال القمة الخليجية البريطانية بحضور رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيرزا ماي إلى المنامة، بناء على علاقات الدفاع والأمن إلى جانب مجالات الصحة والتعليم»، مشيراً إلى وجود ثقة وتفاهم مشترك بين الجانبين. وأوضح الوزير البريطاني أنه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن بريطانيا تنظر حول العالم بحثاً عن فرص أخرى للعمل معها، ودول الخليج هي فرصة كبيرة بوضوح للعمل معها في هذا المجال، مشيداً بحجم تطور المشروعات البريطانية في في البحرين.
وحول ما إذا كانت بريطانيا تبحث عن علاقات تجارية مع دول الخليج أكثر من كونها تنظر إليها كحليف استراتيجي في المنطقة، أشار إلى أن الأمرين مرتبطين استناداً لعوامل أهمها القدرة على خلق علاقة تكون مبنية على الثقة والتفاهم وعمق هذه العلاقة، بما فيها العلاقة التي تربط العائلتين الملكيتين والجيشين وعلى صعيد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية. وأوضح أن العلاقات التجارية لابد أن تكون بموجب أجندة استثمارية وتتم في بيئة آمنة، حيث يدرك الجميع التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، ولذا يجب العمل سويا لمحاربة التطرف وداعش، خصوصا أن المنطقة تضم أهم معابر بحرية في العالم للتجارة البحرية، ويجب التأكد من تسهيل الملاحة التجارية البحرية، وتأمين متطلبات الطاقة، وعلى ذلك لا يمكن فصل العلاقات التجارية عن الاستراتيجية في منطقة الخليج.
وحول الـ3 مليارات جنيه استرليني التي ستنفقها بريطانيا لتعزيز العلاقات مع الخليج العربي، أكد أنها ستكون خلال العشرة أعوام القادمة في مجال تعزيز الأمن ومنها في مجالات التدريب وحماية الحدود والاستثمار بالمنشآت التي أقيمت في البحرين.
وتابع «نحن نواجه تحدي كبير في المنطقة، منها التطرف والإرهاب وأمن الخليج بشكل عام، وبالتالي هذا المبلغ سيذهب للتمرين وحماية الحدود، كما سيستثمر هذا المبلغ في المنشآت العسكرية بميناء سلمان، لذلك أنا ممتن لما توصلنا إليه مع الخليج..نحن أصدقاء وحلفاء، ولهذا السبب كان هناك زيارة للأمير تشارلز، وكذلك وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون وها أنا اليوم بينكم».