الرياض - (وكالات): أكد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، أن «العلاقات بين السعودية وبلاده تمتد لأكثر من 100 عام»، معرباً عن «قلقه من التهديد الإيراني الذي يقلق المملكة»، مضيفا ان «بلاده قلقة من استهداف المملكة بصواريخ باليستية مصدرها اليمن»، في وقت أكد فيه وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون «دعم بلاده للسعودية»، مشدداً على أن «السعودية لها الحق في الدفاع عن نفسها وتقود أيضاً التحالف الذي يسعى لإعادة الحكومة الشرعية في اليمن»،لافتاً إلى أن «المملكة لها الحق أيضاً في بحث تسوية تُعيد الشرعية للحكومة المعترف بها في اليمن». وقال وزير الخارجية البريطاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في الرياض إن «العلاقة بين السعودية وبريطانيا لا تقتصر على التجارة والأمن، بل تتعدى ذلك إلى علاقة بين شعبين». وأكد جونسون أن «التهديد الإيراني في المنطقة يقلق بريطانيا كما يقلق السعودية»، وأضاف أنهم «قلقون من استهداف السعودية بصواريخ باليستية مصدرها اليمن». وأوضح أن مواقف بلاده والسعودية متقاربة حيال الإرهاب في المنطقة، مؤكداً على الصداقة بين البلدين، وإدراك لندن لما تواجهه الرياض من تهديدات.
وقال إنه ناقش مع المسؤولين السعوديين ضرورة العمل من أجل مكافحة الإرهاب بما في ذلك محاربة تنظيم الدولة «داعش».
وذكر جونسون أنه يجب أن يكون دور إيران في المنطقة من خلال الطرق الدبلوماسية، مؤكداً على ضرورة اليقظة والحذر بشأن دور إيران في أجزاء مختلفة من المنطقة. وأكد الوزير البريطاني الذي التقى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في مكتبه بقصر اليمامة، أنه في السعودية لتأكيد الصداقة.
وتابع «أنا هنا لكي أؤكد أن الصداقة قائمة بين المملكة المتحدة والسعودية وهذا أمر يتطور ويتسع».
وعند سؤال وزير الخارجية البريطاني عن تصريحاته السابقة تجاه السعودية، واعتذاره لاحقاً، أكد أن «اليوم هو للتحدث عن الإيجابيات بين بلدينا، وأنه مؤمن بمتانة تلك العلاقات». من جهته، قال الجبير إنه «تم بحث التعاون الأمني والعسكري والتنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي بين البلدين». وأشار إلى «التعاون الاستراتيجي بين السعودية وبريطانيا، وأنه بحث مع وزير الخارجية البريطاني الملفات الإقليمية، وخصوصاً تلك المتعلقة بعملية السلام والاستقرار السياسي».
وأضاف الجبير أنهما «بحثا الأوضاع المؤلمة في سوريا، واتفقا على أهمية الوصول إلى حل سياسي مبني على قرار مجلس الأمن 2254، وعلى أهمية وضرورة إدخال المساعدات للمتضررين في سوريا». وفي الملف العراقي، قال الجبير إن «الموقفين السعودي والبريطاني متطابقان لجهة تنفيذ الاتفاقات التي أبرمت 2014، والتي تعطي لكل الطوائف حقوقها، وتضمن وحدة العراق أرضاً وشعباً». وعن اليمن تحدث الجبير عن «الاتفاق على دعم جهود المبعوث الأممي للوصول إلى حل سلمي في اليمن». ولا تغيب إيران عن الاجتماع، وقال الجبير إنهما «بحثا الإرهاب والتعاون المميز بين البلدين، بالإضافة لتدخل إيران الدائم في شؤون المنطقة، ورفض هذا التدخل من قبل تلك البلدان».
وأوضح الجبير أن بلاده تأمل بإقامة علاقات مع إيران، لكن الأخيرة «ما زالت تنتهج سياسة التدمير ودعم الإرهاب وتفجير السفارات وتهريب السلاح للمنطقة وزعزعة استقرارها».
وأضاف «إذا أرادت إيران علاقات جيدة مع دول المنطقة عليها الالتزام بمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار».
وأكد وزير الخارجية السعودي أن «موقف بريطانيا، فيما يخص العلاقات البريطانية والسعودية، متين ومستمر، وما نشر على لسان وزير الخارجية البريطاني لا يعكس ما قيل وقد أخرج عن سياقه».