عواصم - (وكالات): أعلنت الخطوط الجوية الإيرانية أنها وقعت عقداً هو الأضخم منذ 40 عاماً مع شركة بوينغ الأمريكية لشراء 80 طائرة بنحو 17 مليار دولار لتجديد الأسطول الجوي المتهالك لهذه المؤسسة، وذلك رغم العقوبات التي تفرضها واشنطن على إيران، وتعد تلك الصفقة الأضخم التي تبرم بين نظام الملالي و»الشيطان الأكبر» وهو اللقب الذي يطلقه نظام طهران على الولايات المتحدة.
وقال فرهاد برورش المدير العام للشركة الذي قام بتوقيع العقد مع مسؤولين من بوينغ في طهران أن «العقد يشمل شراء 50 طائرة من طراز 737 و30 من طراز 777 العملاقة على أن تم تسلمها لإيران خلال فترة 10 سنوات».
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية فإن قيمة الصفقة تبلغ نحو 17 مليار دولار «15.7 مليار يورو»، وهي الاولى منذ قيام الثورة عام 1979. ويأتي الاتفاق مع الشركة الامريكية رغم توتر جديد بعد تصويت مجلس الشيوخ الامريكي الشهر الماضي بغالبية ساحقة على تمديد العقوبات ضد إيران التي كان يفترض ان تنتهي أواخر السنة الجارية، 10 أعوام بعد قرار مماثل تبناه مجلس النواب ويفترض أن يوقعه الرئيس باراك أوباما. فبعد اتفاق مبدئي في يونيو الماضي، منحت الحكومة الأمريكية موافقتها النهائية على بيع الطائرات في سبتمبر الماضي. انسانيا، استنجدت الناشطة الإيرانية الشهيرة، نرجس محمدي، نائبة رئيس «مركز المدافعين عن حقوق الإنسان» التي حكمت عليها طهران بالسجن 16 عاماً، بدول العالم والمؤسسات الدولية في مساعدة المطالبين بالحرية في بلادها، بعد أن فشل نشطاء الداخل في نشر صوتها. وطالبت محمدي في رسالة نشرها موقع «مركز المدافعين عن حقوق الإنسان» دول العالم والمؤسسات الدولية بمساعدة المجتمع المدني الإيراني، وعدم السكوت أمام الاعتقالات والتعذيب الذي يتعرض له النشطاء في المجال.
وقالت الناشطة الإيرانية إن المجتمع المدني الإيراني، هو من ضمن المجموعات التي تتعرض للقمع العنيف من قبل السلطة الحاكمة في طهران، رغم أن النشطاء يقاومون هذا القمع بالطرق السلمية.
يذكر أن محمدي «44 عاماً» تعتبر من أشهر الصحافيات في إيران، ومنحت في مايو الماضي وسام مدينة باريس، تقديراً لعملها في مجال حقوق الإنسان. وهي ناطقة باسم مركز المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران، وتكافح من أجل إلغاء عقوبة الإعدام في إيران. من ناحية أخرى، أكد السفير الإيراني لدى كابول، محمد رضا بهرامي، وجود اتصالات بين بلاده و»حركة طالبان» المتطرفة، وذلك بعد ما اتهمت السلطات الأفغانية طهران رسمياً، بتقديم الدعم العسكري واللوجستي للحركة، التي صعدت عملياتها الإرهابية في الآونة الأخيرة في مختلف مناطق البلاد.
وذكرت وكالة «إيسنا» الإيرانية قول السفير بهرامي، خلال مقابلة مع تلفزيون «آريانا» الأفغاني، إن «الهدف من اتصالات بلاده مع حركة طالبان هو السيطرة الأمنية على التنظيم»، وفق تعبيره.
وكان زعيم حركة طالبان السابق، الملا أختر منصور، الذي اغتيل في مايو الماضي، قد مكث في إيران لمدة شهرين وغادرها قبل مقتله بأسبوع، حيث أجرى خلال إقامته محادثات مكثفة تخللها توقيع اتفاقيات مع مسؤولين إيرانيين، تضمنت اتفاقاً حول عدم انضمام الهيكل الأساسي لجماعة طالبان إلى تنظيم الدولة «داعش» مقابل استمرار الدعم الإيراني، وفقاً لوسائل إعلام إيرانية. من جهة أخرى، بدأت أولى نتائج إعلان رئيسة وزراء بريطانيا، حول دعم المملكة المتحدة لدول الخليج العربية لمواجهة الإرهاب الإيراني تأتي ثمارها، حيث أطلق مسؤولو النظام في طهران تهديدات ضد بريطانيا، بينما استدعت الخارجية الإيرانية السفير البريطاني لدى طهران نيكولاس برتون للاحتجاج على تصريحات تيريزا ماي.
ميدانياً، جرح عنصران من الحرس الثوري الإيراني في تفجير عبوة ناسفة في منطقة «كوهك» بمدينة سراوان، التابعة لإقليم بلوشستان، جنوب شرق إيران، بالتزامن مع بدء مناورات عسكرية واسعة في الإقليم.
ووفقاً لوكالة «تسنيم» المقربة من الحرس الثوري، فقد وقع التفجير صباح أمس حيث استهدفت عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق مجموعة من منتسبي الحرس الثوري، فيما تم نقل المصابين إلى مستشفى «رازي» في سراوان.
ويأتي التفجير بالتزامن مع إعلان إيران عن بدء القوات البرية للجيش والوحدات الخاصة تنفيذ مناورات تستمر لمدة 3 أيام وتنفذ على مساحة تزيد على 220 ألف كلم جنوب شرق البلاد، حسب وسائل إعلام إيرانية.