قال أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن «المنطقة تحتاج إلى مئات المليارات من الدولارات لإعادة إعمارها، وبناء مختلف القدرات فيها»، مشيراً إلى أنه منذ توليه المسؤولية قبل 5 أشهر لاحظ أن الأمور السياسية في الجامعة العربية راكدة وغير متحركة، وأنه تم استبعادها من غالبية القضايا الإقليمية عدا القضية الفلسطينية.
وأشار في كلمته خلال الجلسة الخامسة والأخيرة لحوار المنامة بعنوان «نحو هيكل جديد للأمن الإقليمي» أمس، إلى أن إسرائيل تعيش شهر عسل دائم حالياً، لأن الدول العربية كسوريا وليبيا وغيرها من الدول تواجه مشاكل، وهم الآن يزيدون بالاستيطان، كونهم يعلمون أنه لا يوجد أي دعم عربي أو دولي لفلسطين في ظل الأحداث التي تجري في المنطقة.
وأكد أبو الغيط أن إسرائيل لا تريد التفاوض، بل هي تستمر في هذا النزاع، ولا مشكلة لديهم لو استمر النزاع نحو 100 سنة أخرى، محذراً من «ربيع عربي» جديد ما لم تتغير الظروف جوهرياً في بعض الدول العربية. وتابع أمين عام جامعة الدول العربية»أن المنطقة في حال من الفوضى الاستثنائية غير المسبوقة، ولكل منا رأي مختلف في أسبابها وبواعثها وسبل الخروج منها».
وأشار إلى أن توازن القوى في منطقة الشرق الأوسط مختل بصورة غير مسبوقة، وهو لا يميل لمصلحة الدول العربية، وإنما لصالح قوى إقليمية تريد اقتناص اللحظة لتثبيت وضع إقليمي يخدم مصالحها وليس مصالح الدول العربية، مبيناً أن هذه اللحظة يكتنفها الغموض وعدم القدرة على التنبؤ.
وقال إن الولايات المتحدة، اللاعب الرئيس في المنطقة، تمر بتحولات من بينها رئيس جديد منتخب، واحتمالية تغيرات في التوجهات الأمريكية الحالية، ولا نستطيع أن نعرف بالضبط كيف سيسير ترامب في المنطقة، وهل سيكمل ما بدأه أوباما في طريق الانسحاب من المنطقة، أم سيترك الاتفاق النوي مع إيران، كما أن الإدارة الجديدة ستحتاج لمدة عام لنعرف توجهها.
وزاد «نحن العرب هناك اختلافات فيما بيننا حول قراءة الصورة، والتهديدات التي نمر بها، وهذه الخلافات قد تبدو طبيعية بالذات في هذه المرحلة الراهنة».
أكد أن الإدارة الجيدة للموقف أفضل كثيراً من الانغماس في محاولة هندسة أوضاع جديدة أو مطاردة رؤى كبرى ليس لها أساس كبير في الواقع، مشيراً إلى أن الجميع يتعلم من درس العراق، حيث كانت هناك محاولة لإعادة هندسة الوضع العراقي، ولكن انتهى به المطاف إلى القتل والخراب والتدمير.
وأضاف «لحظة التفاوض من أجل وضع إقليم جديد لم تحن بعد ونحن نحتاج وقتاً.. من المهم أن ننهمك في مناقشة المبادئ لأي ترتيبات مستقبلية، وأن يستمر العصف الذهني حول الأفكار التي تتخيل صورة المستقبل، ونتعامل على هذه الأفكار بقدر من الخيال والتحرر».
الشعوبية الجديدة
فيما قال مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز إن العولمة الجديدة تستخدم الشعبوية والانهزام بين القارات، كما إن هناك رغبة في إعادة الجدران لغريزة البقاء.
وحول عدم مشاركة باكستان في العمليات العسكرية باليمن، أكد أن باكستان لديها تجارب في عمليات مكافحة الإرهاب، لكنها اتخذت قراراً بعدم المشاركة الخارجية إلا من خلال الأمم المتحدة، حيث ترى أن أي تدخل خارجي يمكن أن يزيد الأوضاع سوءاً خصوصاً في عدم وجود قرارات من الأمم المتحدة.
وتابع عزيز «نحن ملتزمون بأمن المملكة العربية السعودية، ولدينا تعاون عسكري كبير معها»، مشيراً إلى أن بعض السياسات التي تتبع على المستوى الوطني لا تنفع على المستويات الإقليمية، حيث رأينا جميعنا ما حدث من استمرار للصراع في أفغانستان رغم كل ما حث من تجمع للقوات العسكرية.
وأشار إلى أن باكستان كانت ضحية للإرهاب إلا أنها استطاعت بفضل 3 خطوات القضاء عليه، مبيناً أن الخطوة الأولى كانت الحرب العسكرية، حيث فقدت باكستان نتيجة الحروب على الإرهاب حوالي 3 آلاف شخص من القوات الأمنية، وأكثر من 50 ألف مدني نتيجة التفجيرات وغيرها من الاستهداف كضحايا للإرهاب. أما الخطوة الأخرى، فأشار إلى أن باكستان لديها بنية تحتية استخباراتية ساهمت في تعزيز الأمن والقضاء على الإرهاب، أما الخطوة الثالثة فتم تجميع الدعم السياسي سواء الداخلي أو الخارجي وهو ما شجع كثيراً في الحرب على الإرهاب. وقال «إن باكستان أصبحت لاعباً رئيساً في المجتمع الدولي، حيث أصبحت مزوداً بالخطط والتكتيكات للحرب على الإرهاب وليست مستقبلاً له»، مشيراً إلى أن النزاع لم ينته رغم مرور 15 عاماً من الحرب في افغانستان. وأشار إلى أن باكستان لديها علاقات جيدة مع هذا الجزء في العالم، خصوصاً الخليج العربي، حيث تمثل الدول هنا ربع التجارة الباكستانية، كما أن ثلاثة أرباع التحويلات المالية التي تأتي لباكستان من الخليج العربي، ولذا يجب المحافظة على الشراكة مع هذا الإقليم. وشدد عزيز على أن باكستان في هذه المناطق يمكن لها أن تلعب دور الموازن، حيث يمكن لها الوصول من خلال جميع علاقاتها الدولية، مع الدول الأخرى.