أكد المدير العام والرئيس التنفيذي المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «IISS»، د. جون تشيبمان، أنه سيتم البدء بحملة لعقد النسخة الأفضل على الإطلاق لحوار المنامة في 2017. وقال «نأمل قبل نهاية العام الحالي أن نؤكد للجميع التواريخ المحددة لقمتنا في العام المقبل».
وأضاف في كلمة خلال البيان الختامي لحوار المنامة أمس، أن حوار المنامة يبقى أداة فريدة تجلب أصوات الشرق الأوسط إلى النقاش الاستراتيجي الدولي، وتمكّن القادة والمحللين من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا من قياس حرارة وجس نبض سياسات هذه المنطقة ودبلوماسيتها.
وقدم تشيبمان شكره إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وغلى كافة الجهات الحكومية وعموم الشعب البحريني، على دعم هذه النسخة من حوار المنامة واهتمامهم بالمسار العملي لحوار المنامة.
وأضاف في كلمته «تبينا الجودة العالية للعروض المقدمة في الجلسات العامة هذا العام، والتي تناولت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، والقوى الإقليمية واستقرار الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وما وراءه، والتوسع في الشراكات الأمنية الشرق أوسطية، والمناقشات التي تلت هذه المواضيع.
واكد أنخ جرت نقاشات على أعلى مستوى حول اليمن، والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، وسوريا، والتعاون الدفاعي. وكما جرت العادة، أتيحت فرص عديدة لوزراء الحكومات والعاملين في المجالين العسكري والاستخباري لعقد اجتماعات ثنائية على هامش القمة، وتوصلوا إلى سُبُلٍ مناسبة للتطوير والتعاون ومناقشة الخيارات لوضع السياسات.
وأكد أن الحملة التي ستطلق لحوار المنامة العام المقبل تشمل 4 عناصر على الأقل، يتمثل الأول في زيارات أكثر من قبل قادة IISS إلى دول مجلس التعاون، وزيارات مماثلة إلى دول لها تمثيل معتاد أو بحاجة إلى إيفاد من يمثلها في هذه القمة للتشاور حول المواضيع التي نعتزم مناقشتها، وتشجيع التمثيل على المستوى الوزاري للوفود، واستخدام حوار المنامة بصورة ملهمة للدبلوماسية الفاعلة، بل حتى كمناسبة «لإنفاذ التحركات» للتعاون الدولي الأقدر على فض النزاعات.
وأضاف أن حوار المنامة وجد لخدمة الدول والمواطنين الحاضرين، مبيناً أن المعهد لن يدخر جهداً لتسهيل التواصل الدبلوماسي لتقترن التحليلات الممتازة بالسياسات المصاغة بحكمة.
وأوضح تشيبمان، أن العنصر الثاني يتمثل في عقد اجتماعات صغيرة «بين الدورات» أو اجتماعات الـ sherpa، كنايةً عن كبار ممثلي الحكومات، استعداداً لحوار المنامة 2017، لتقوية ارتباط كبار المسؤولين والمحللين من الدول المشاركة في عملية الإعداد لحوار المنامة ومن شأن هذه الاجتماعات أن تسهم في استدامة الزخم الخاص بحوار المنامة وإشراك الحكومات ومحللي السياسات في صياغة جدول الأعمال.
أما العنصر الثالث، فيتمثل في معاودة مضاعفة جهودنا لتعزيز الأبحاث ذات الصلة بالسياسات والداعمة لخيارات صياغتها، والتي تناقشها القمة، ضارباً المثل بما تضمنته كلمة وزير الدفاع الأمريكي من عنصر هام، تمثل في دعوته إلى تطوير التعاون الإقليمي للدفاع الصاروخي، وهي دعوة أطلقت في نفس اليوم الذي قمنا فيه بتدشين دراستنا الخاصة والمستقلة التي تتناول إمكانية تشكيل دول مجلس التعاون لهيكل أقوى للدفاع الصاروخي.
وقال «سيساهم عملنا حول مكافحة التطرف، والصراع الإقليمي، والدور المتنامي للقوى الآسيوية في أمن الخليج، وهيكل الأمن الإقليمي، في إثراء نقاشات حوار المنامة 2017».
أما العنصر الأخير، فقد أشار عدد من المتحدثين في هذه القمة إلى أهمية التعليم والحاجة إلى التحاور بين هذه المنطقة ومناطق أخرى لتحسين التفاهم الثقافي، إذ يجب إشراك الجيل الشاب كجزء مهم من حوار المنامة، وسنفعل أفضل ما بوسعنا لإضافة القادة الشباب وعنصر الجيل المستخلف إلى حيز المشاركة، وسنعمل بصورة حثيثة للتعرف على الشباب، خاصة من المنطقة، الذين بإمكاننا دعوتهم كموفدين في العام القادم، وضمان كونهم جزءًا من البرنامج.
وتابع «نتطلع لمناقشة الكيفية التي يمكننا بواسطتها إضافة التبادل الثقافي، وأيضاً الدبلوماسية، إلى جهودنا في حوار المنامة وإلى العمل الذي يقوم به المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS في هذه المنطقة ومعها.