لا أعلم ما هو اللقب الذي أدرجه قبل اسم «علي الشرقاوي» فإن أدرجت الشاعر فأكون مخطئاً لأنه تفوق على الشعراء بلسان شعره الفصيح وكلماته العذبة النابعة من القلب والمتجهة للوجدان.. وإن أدرجت لقب أستاذ فسأكون غير منصف فهو المعلم الذي تتلمذنا على يده وعرفنا ما هو حب الوطن والإحساس به.. وإن قلت الأديب فلا يكفي لفخامة مؤلفاته ودواوينه و مواويله التي تفعم المكاتب بثراء الأفكار. سأكتفي بعدم وضع أي لقب لأن «علي الشرقاوي» إنسان وإنسانيته تشمل جميع الألقاب.. فهو الأب والمعلم والأديب والشاعر الذي يسري فنه وأدبه في عروقنا وترن كلماته العذبة في مسامعنا ونتغنى بها في حب الوطن «نعم نعم نحب هوى الديره» «بلد مثل العشق ما ينقسم نصين».
كتبت هذه المقالة لشدة السعادة التي غمرتني بعودة هذا الصرح العظيم وهذه المنارة الشامخة بالسلامة لأرض الوطن ليرفرف كالعلم في سماء الفن والأدب والثقافة، فرحت جداً لما رأيته بأم عيني وهو يسير على تراب هذا الوطن الذي تربى وترعرع ونشأ فيه.. لست سعيداً بعودته بل الجميع جميع من استنشق عطر أخلاقه ورقي قلمه.. لا أقول قرت عين شخص معين بل سأقول قرت عين البحرين بعودته سالماً غانماً.
كل الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر على وقفة سموه مع الشاعر علي الشرقاوي في ظروفه الصحية وهذا إن دل يدل على تقدير سموه للفن والأدب والثقافة.. كلي تمني للشاعر الكبير علي الشرقاوي بموفور الصحة والعافية معبراً عن سعادتي بتجسيد شخصية الصياد في مسرحية البرهامة التي كتبها حضرته وحقاً من أجمل المسرحيات وأروعها.. وسررت جداً بالأوبريت الذي أقيم لشاعرنا بمناسبة عودته بالسلامة وذلك في افتتاح مهرجان سمو الشيخ خالد بن حمد للمسرح الشبابي للأندية الوطنية والمراكز الشبابية ولذوي الإعاقة وكذلك سررت بالحفل الذي أقيم له في الصالة الثقافية وبحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة الثقافة والآثار وبحضور نخبة كبيرة من الشخصيات الهامة واستمتعنا بالأغاني الخالدة التي كتبها من منبع قلبه وإحساسه.
وفي الختام لا يسعني إلا الدعاء للشاعر الكبير موجهاً تحية عطرة لأسرته الكريمة آملاً أن يدوم عليهم الفرح والسرور والسعادة.
خالد جناحي