رؤية شاملة يكون مكونها المواطن البحريني من شأنها تحديد وجهة واضحة للتطوير المستمر للاقتصاد البحريني، وهي في جوهرها تعكس هدفاً أساسياً مشتركاً يتمثل في بناء حياة أفضل لكافة المواطنين البحرينيين. سوف يعتمد كل من مجتمعنا وحكومتنا مبادئ استدامة، والتنافسية، والعدالة، لكي تتهيأ لكل مواطن بحريني السبل التي تمكنه من تجسيد قدراته الكاملة، وعيش حياة كريمة وآمنة. «الرؤية الاقتصادية 2030». تتلخص مشكلتي في تقدمي لشغل وظيفة معلم بجامعة البحرين – كلية العلوم الصحية – وذلك بعد تشجيع بعض الطلبة لي بأن لدي مؤهلات المعلم وأن الوقت الذي يقضونه معي في فترة التدريب العملي في المستشفى يدر عليهم بالمعرفة والمهارات المطلوبة واكتسابها بأريحية. فتشجعت وتقدمت لشغل الوظيفة علماً بأن لديهم نقصاً كبيراً في عدد المدرسين وخصوصاً الرجال منهم. وهنا بدأت معاناتي مع دائرة التمريض.
في البداية تفاءلت لدرجة كبيرة بحديث رئيسة دائرة التمريض بأني من الخيارات المطروحة للالتحاق بسلك التدريس في كلية العلوم الصحية كوني مؤهلاً لشغل الشاغر ولكن باب التوظيف مغلق مؤقتاً وعليه يجب أن أنتظر اتصالاً من دائرة التمريض في أقرب فرصة. ومرت الأيام والأشهر إلى أن اكتملت السنة وأنا أراجع دائرة التمريض.
رئيسة دائرة التمريض تارة تصرح بأن إدارة الجامعة تسعى للابتعاد عن توظيف البحرينيين والتوجه لإحلال الأجانب في عملية التوظيف وأنها تعزف عن توظيف من هم في سلك التمريض وبالأخص من هم تحت مظلة وزارة الصحة وذلك لصعوبة إجراءات انتقالهم من الوزارة إلى الكلية ولكن بالمقابل يمكن توظيف معلم مستجد تحت مظلة وزارة الصحة بدون معايير واضحة مع العلم عدم توافر المؤهلات المطلوبة حيث إنه يتم تدريسه مقررات الطلبة بفصل واحد لكي يدرس لاحقاً هذا المقرر للطلبة في الفصل الدراسي القادم.
وتارة أخرى تصرح أن الجامعة تسعى لتوظيف من لديهم شهادات عليا كالدكتوراه وعند مناقشتي لها أن من تم توظيفهم في الفترة الأخيرة لم يكونوا من حملة الدكتوراه فتصرح أن الجامعة لديها رؤية بأن تقدم لهم الدعم ليواصلوا الدراسات العليا بالرغم أن لدي شهادة الماستر في تدريس الكوادر الطبية بمختلف مجالاتها وتوصيات من أفضل الجامعات والكوادر التعليمية على مستوى الخليج العربي.
وبعد نقاشي مع رئيس دائرة التمريض عن الموضوع، استلم رسالة عن طريق مسؤولي المباشر بأن الطلبة الذين أدرسهم عملياً في المستشفى تم إعفائي من تدريسهم بحجة أنهم يريدون شخصاً لديه خبرة عملية أكثر مع العلم أن لدي خبرة تقارب العشر سنوات في سلك التمريض في مختلف التخصصات من عناية مركزة وجراحة وجميع من في قسمي من كوادر طبية يشهد بخلاف مبررات الكلية.
أليس من العدل أن تكون الجامعة أكثر شفافية وحيادية في عملية التوظيف ضمن استراتيجية ومعايير واضحة تتيح للمتقدمين الحصول على الفرصة المناسبة والعادلة لشغل الوظائف في مختلف كليات الجامعة وبالأخص في كلية العلوم الصحية؟
هل هذه هي «معايير» الجامعة لتقييم المؤهلين للسلك التعليمي في البحرين! وهل هذه هي نفسها التسهيلات التي تقدم لأبنائنا الطلبة كافة على الوجه الذي يهيئ للجامعة القيام بالدور الحيوي والبناء في المسيرة التنموية لمملكتنا الغالية؟ هل بهذه الطريقة سيتم تطوير المناهج الدراسية للطلبة؟ هل هذا هو النظام التعليمي من الدرجة الأولى التي تسعى الجامعة لتحقيقه؟ هل هذا هو المناخ الطلابي المناسب للدراسة والإبداع؟
لماذا يتم التوظيف في الخفاء وبدون إعلان مسبق للترشح لشغل الوظيفة سواء على الموقع الرسمي للجامعة أو من خلال الجرائد الرسمية؟ وما هي المعايير التي يتم التوظيف عليها؟ ومن هو المسؤول في المقام الأول عن التوظيف؟ لماذا الاستمرار في توظيف مدرسين أجانب وبعضهم غير مؤهل لتدريس الكوادر الطبية بالرغم أن هناك معلمين بحرينيين مؤهلين أكاديمياً، مازالوا ينتظرون حقهم الطبيعي والدستوري في الحصول على الوظيفة.
ممرض متخصص
البيانات لدى المحررة