هل تساءلت يوماً عن موقع بلادك على خارطة العالم؟ لا أقصد موقعها الجغرافي وإنما موقعها الابتكاري؟ كم فكرة يولدها عقلك من الصباح الباكر إلى أن تمسي؟ هل فكرت يوماً بأن عدم تطبيق تلك الأفكار»الجيد منها بالتأكيد» قد يضعنا في الصف الثاني أو ربما الأخير بين بلدان العالم المتقدم. نعم فهناك مؤشر يسمى مؤشر الابتكار، قد لا يعلم الكثيرون بأن مساهمته بفكرة معينة وتطبيقها لخدمة مجتمعه وتحقيق عائد مادي منها يساهم في رفع مؤشر الابتكار لبلاده، ويكسبها قوةً لا يهددها عدو ولا سلاح، ولا يحدها سور أو بناء ولا يقيدها فرد أو قانون.
ماذا لو بدأنا بأنفسنا مثلاً، أليس الجزاء من جنس العمل؟
ماذا لو أشغلنا تفكيرنا وجعلناه نوعاً آخر من العبادات التي يغفلها الكثيرون، فكما هو التأمل عبادة فالابتكار لخدمة مجتمعنا أيضاً عبادة. الابتكار المجتمعي من الركائز التي يبني عليها المجتمع قواعد سليمة. لمن أراد الأجر فليساهم بخدمة بلده عن طريق الابتكار، نعم وكيف لا أليس التلاحم أساس حياتنا والتراحم من سمات بلادنا ومساعدة الفقراء من أولوياتنا.
ابدأ بنفسك، انشر ثقافة الابتكار المجتمعي ولا تحرم نفسك أجرها، فقد يتساءل الكثيرون كيف؟
من خلال مساهمتك في توزيع الطعام والثياب على المحتاجين، وضع الطعام في الثلاجات المخصصة لإطعام الفقراء والمحتاجين يساعد في تعزيز ركائز الابتكار المجتمعي. توظيف العمالة التي لا تحمل مؤهلاً علمياً عالياً وحمايتها من السؤال، شغل أوقات الفراغ لفئة المراهقين في فترات العطلات الصيفية بتوظيفهم في أماكن معينة كخدمة العملاء أو العمل كمرشد سياحي في بعض الأماكن الثقافية والسياحية كالأكواريوم والحدائق مثلاً «كما هو مطبق حالياً في حديقة الشهيد».
المشاريع الصغيرة من أهم أمثلة الابتكار المجتمعي ودعم الحكومات لهذا النوع من المشاريع يساعد على نهضة البلاد من خلال تطبيق هذا النوع من الابتكار.
من المهم أن نعرف أن ليس كل متعلم مبتكراً فقد يكون الفرد محدود التعليم أو لا يملك شهادة عليا «مبتكر».
فالابتكار لا يرتبط بالمؤهل العلمي أو المستوى الوظيفي، الابتكار يكون لجميع الأعمار لجميع المستويات بأفكار مختلفة. ابدأ بفكرة، اصقلها جيداً وحاول أن تجعلها قيد التنفيذ «قد تكون سلعة أو خدمة» لتعود لك وللمجتمع بعائد مادي حينها فقط ستكون مبتكراً.
شريفة العيسى