ألق على ألقٍ يشع ويبرق
وأريج شعرٍ من ثنائك يعبق
وربيع أبياتٍ وبوح مشاعرٍ
ولسان صدقٍ بالحقيقة ينطق
وسناً يناوش ظلمةً في ليلةٍ
كل الحروف بها بكمْ تتألق
وسهرت في ليلٍ جميع نجومه
تومي إليك بنورها وتحدق
وتشير لي أن الطريقة هاهنا
حيث المحامد والمفاخر تشرق
أمشي وفي زوادتي كل الذي
يحتاجه بمسيره المتشوق
فالشعر زادي كلما طال السرى
غنيته حتى يلوح البيرق
أعددت قرطاسي وبين أصابعي
كون غزير مداده يترقرق
وبدأت من ألف القصيدة بعدما
عتقتها حتى يغيب المنطق
ولكي يكون الشعر محض مشاعرٍ
لا تشتكي عنتاً ولا تتشدق
حوشيت أنت أجل من أن أدعي
في مدحكمْ بقصائدٍ لا تصْدق
أو أنْ تكون قصائدي كقصائدٍ
تسعى لأمرٍ أو لكمْ تتملق
أنا إنما غنيت باسمك بعدما
أيقنت أن الشعر باسمك يورق
وعلمت أن الحب أوسع جنةٍ
بين الورى أبوابها لا تغلق
فازددت إمعاناً بكل قصيدةٍ
أشدو به وبجوه أستغرق
وأصوغ في عليائكم غرراً لها
يرنو الأريب اللوذعي المفلق
أبياتها.. إيقاعها.. كلماتها
يكسو محاسنها بذكرك روْنق
وأغض طرفي من مهابتكم ولـ
ـكني بحبل ودادكمْ أتوثق
وأعود منْ حيث ابتدأت مردداً
وبكل حرفٍ من قصيدي زورق
بحر القصيد ببحر جودك يغرق
وعلي بالغرر الفرائد يغدق
من كفكم يروى الصدي ومنْ جنى
جنات جودك يستفيق المملق
فيد أناملها السحاب وراحة
كالبحر تغرق بالندى منْ يطرق
ويد لكمْ بيضاء كل عطائها
صفو ونبع معينها يتدفق
فالجود ديدنكم وطبعكمْ الندى
والخير نهجكم الذي يتحقق
وإذا أتيت الصافرية إنما
آتي لدارٍ بالعلا تتأنق
دار هي المجد الأثيل ومنبع الـ
ـكرم الأصيل وفخرها لا يلحق
دار هي البحرين حيث قلوبنا
في حبها الأبدي لا تتفرق
وطني الذي أفديه والأرض التي
قلبي بطيب ترابها يتعلق
أهوى هواها فهي وسط حشاشتي
نبض وقلب بالكرامة يخفق
وأنا بها حرف ونبض مشاعرٍ
وصفاء قافيةٍ وقلب يعشق
قسماً بطاهر أرضها وسمائها
وبكل طيبٍ من هواها ينشق
أرخصت روحي في سبيل ترابها
والروح ترخص للحبيب وتزهق
حباً لها ولأهلها لا أتقي
شيئاً وإنْ جهل الجفاة ولفقوا
أمسي وأصبح في هواها ذائباً
فهي النعيم لدي والإستبرق
وهي الكرامة والشهامة والهدى
والمجد والركن الوثيق الأوثق
وطن الكرام ودارة فيها السلا
م على الأنام هو اللسان الأصدق
وبها أشاوسة كماة في الوغى
وهم السياج لعزها والخندق
صيد أسود في دجنة نقعها
للذود عنْ حرماتها لمْ يسبقوا
بكم أبا سلمان أضحتْ قبلةً
كل العيون لها تشير وترمق
وبظلكمْ أضحتْ منارة رفعةٍ
تعنو لشاهقها الجبال الشهق
رفتْ بكمْ علماً ودامتْ بيرقاً
أبداً بسارية الفخار يحلق
دامتْ ودمتم للسماحة موئلاً
ولواؤها الخفاق باسمك يخفق
محمد هادي الحلواجي