نجح الشابان البحرينيان ناصر محمد البلوشي وعلي عباس محمد في رفع علم مملكة البحرين وصور الشهداء على قمة جبل انابورنا وهو أحد سلسلة جبال الهمالايا ويبلغ ارتفاعه 8091 متراً عن سطح البحر.وقال البلوشي وعباس إن الله تعالى أكرمنا وأنعم علينا أن جعلنا ننتمي إلى وطن الأمان والرخاء، هذه الأرض الطاهرة التي نشأنا وعشنا عليها ونحمل لها أجمل مشاعر الحب والولاء والحمد لله هذه فطرة زرعها الله في قلوبنا، وتستحق البحرين أن نضحي من أجلها بكل غالٍ ونفيس وحتى بأرواحنا دفاعاً عنها وعن ترابها الطاهر ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمنها ومكتسباتها. وقالا إن البحرين هي جوهرة تستحق منا أن ندافع عنها بأرواحنا وكل رجل أمن سقط شهيداً وسألت دمائه الطاهرة على تراب البحرين لو رجع لتمنى الشهادة مرة أخرى في سبيل الوطن، فهم إخواننا الذين سبقونا ونالوا شرف الشهادة والذي يعتبر أسمى شرف يتمناه كل رجل أمن دفاعاً عن وطنة وأرضه، وكان حتماًً علينا ألاّ ننسى تضحياتهم وأن نقوم بكل ما هو ممكن لنحيي ذكراهم ونقول لهم ولمن خلفهم من أهلهم بأننا لن ننسى شهداءنا.وأوضحا أنه انبثقت في أذهاننا فكرة إحياء هذه الذكرى فوق أعالي الجبال، واخترنا لذلك دولة النيبال لما تحتويه من أعلى جبال العالم ويعتبر أخطرها جبل (أنابورنا) وهو أحد سلسلة جبال الهمالايا ويبلغ ارتفاعه 8091 متراً عن سطح البحر، ولصعوبة تسلق هذا الجبل استطاع أقل من 200 شخص فقط تسلق القمة مع نسبة عالية للوفيات في أعدادهم بلغت 33%، ونظراً للخطورة البالغة قررنا التسلق فقط إلى المعسكر التخيمي للجبل على ارتفاع 4130 متراً، وانطلقنا في رحلتنا وفي قلوبنا هدف واحد وهو رفع علم البحرين وصور القيادة الرشيدة وصور شهدائنا. وأشارا إلى أنه بدأت رحلة التسلق التي وكانت مدتها تسعة أيام بتاريخ 18 أكتوبر 2016، انطلاقاً من مدينة بوخارا في النيبال بتسلق أكثر من 3500 سلم حجري في اليوم الأول فقط والتي كانت بغاية الصعوبة وبعد ثلاثة أيام وصلنا إلى ارتفاع 3200 متر، حيث قررنا البقاء لمدة يوم واحد وذلك للتأقلم مع انخفاض نسبة الأكسجين على الارتفاع العالي. وخلال هذه الفترة قمنا برفع علم البحرين وصور القيادة الحكيمة على ارتفاع 3200 متر، وفي اليوم التالي واصلنا رحلة التسلق التي تخللتها فترات نزول وصعود منحدرات شديدة الخطورة، وانخفضنا إلى ارتفاع 2600 متر، لنبيت في أحد الأكواخ على أن نستمر في اليوم التالي، وشاء الله وأصبت بداء الارتفاعات المزمن، والذي يكون عبارة عن الصداع، والتعب، وآلام المعدة، والدوار، واضطرابات النوم، وهو عادة ما يصيب في الارتفاعات العالية وينجم عن التعرض الحاد للضغط الجزئي المنخفض للأكسجين على علو شاهق، ولما يترتب على هذا المرض من مضاعفات خطيرة قد تؤدي للوفاة، كان من المحتم أن أقطع رحلة التسلق وأنزل من الجبل بأسرع وقت ممكن وذلك تفادياً للتعرض للمضاعفات الصحية التي قد تؤدي للوفاة، واتفقت مع صديقي علي أن يقوم هو بمواصلة ما تبقى من الرحلة للوصول إلى المعسكر التخيمي وإكمال المهمة التي جئنا من أجلها.ولفتا إلى أنه افترقنا في هذه النقطة، أنا في رحلة النزول وعلي في رحلة مواصلة التسلق وإكمال المهمة التي كانت شاقة جداً مع انخفاض شديد في درجات الحرارة ونسبة الأكسيجين ومشقة الصعود على السلالم الحجرية والمنزلقات الخطيرة والممرات الضيقة واستمرت الرحلة 4 أيام أخرى حتى وفقه الله بالوصول إلى المعسكر التخيمي بمشقة كبيرة، ولكن فرحة الوصول كانت أكبر من كل الصعاب، وبالفعل قام برفع علم البحرين عالياً على ارتفاع 4130 متراً على واحد من أخطر جبال العالم، ورفع صور القيادة الرشيدة وثم رفع صور إخواننا وزملائنا شهداء الواجب عالياً لنقول للعالم كله بأن البحرين ستظل دائماً وأبدا وطن الخير، وطن الأمن والأمان، وأننا لن ننسى شهدائنا وما قدموه من تضحيات حتى ننعم بالأمن والأمان في بيوتنا سالمين أمنين في وطننا البحرين. وبذلك اكتملت المهمة التي جئنا من أجلها بتوفيق من الله الذي أعاننا على تحمل مشاق ومتاعب السفر وخطورة التسلق حتى انهينا ما كنا نهدف إليه ونحمد الله على ذلك ونشكر كل من شجعنا وساندنا في إكمال هذه الرحلة. وشددا على أنه خلال هذه الرحلة كنا نعتبر أنفسنا سفراء للبحرين، ومن واجبنا أن ننقل صورة مشرفة للوطن لكل من كنا نقابله أثناء رحلتنا، حيث كان علم البحرين مرفوعاً دائماً على حقائبنا التي نحملها على ظهورنا وكان كل من يرى علم البحرين يسألنا عن بلادنا، وقد التقينا بأناس من مختلف دول العالم، الصين، كوريا، اليابان، ألمانيا، هولندا، سويسرا، فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، روسيا، أوكرانيا، أرمينيا، الولايات المتحدة الأمريكية، المكسيك، البرازيل وغيرها وكنا عند مقابلة كل شخص نقوم بالتعريف عن البحرين وموقعها، وتراثها وتاريخها القديم وندعوهم إلى زيارة المملكة والتعرف على كل ما هو جميل في البحرين.
970x90
970x90