اللهم يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات، ويا رب الأرض والسماوات، نسألك اللهم بأن تتقبل شهداءنا الأبرار، وتدخلهم الجنة مع عبادك المقربين، اللهم أنزلهم منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم إن كانوا محسنين فزد في حسناتهم، وإن كانوا مسيئين فتجاوز عن سيئاتهم، اللهم املأ قبورهم بالرضا والنور والفسحة والسرور، والكرامة والحبور. اللهم اجعلهم في بطون القبور مطمئنين، وعند قيام الأشهاد آمنين، وبجودك ورضوانك واثقين، وإلى أعلى درجاتك سابقين، اللهم يمن كتابهم، ويسر حسابهم، وثقل بالحسنات ميزانهم، وثبت على الصراط أقدامهم، وأسكنهم في الجنة بجوار نبيك ومصطفاك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وارحمنا يا مولانا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إن أبناءنا وإخواننا الشهداء قد مضوا إلى حالهم وسبقونا بأعمالهم، فاجعل مأواهم في أعلى عليين من الجنات، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. اللهم قد ترك الشهداء أهلهم وودعوا أحبابهم وفارقوا ذويهم، اللهم فارحم دموع المحبين، وحنين المشتاقين، اللهم واجمع بينهم وبين أهلهم في جنات النعيم. اللهم اربط على قلوب أمهات وآباء الشهداء، وألهمهم الصبر والقوة والسلوان يارب العالمين... اللهم آمنا في وطننا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولي أمرنا ملكنا حمد بن عيسى لما تحب وترضى، اللهم اجعله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، اللهم احفظه من شر الأشرار وكيد الفجار،اللهم أعزه وأطل في عمره وأحسن عمله، وألبسه ثوب الصحة والعافية، اللهم وفقه لما فيه الخير والصلاح للبلاد والعباد، وهيئ له البطانة الصالحة الناصحة يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اجمع به الكلمة، ووحد به الصف، واجعله سبباً لحقن الدماء واجتماع القلوب، اللهم اجعله إماماً للتسامح والتعايش والتآخي والتحاب إنك على كل شيء قدير. اللهم من أرادنا وبلادنا البحرين وبلاد الحرمين الشريفين وخليجنا وجيشنا ورجال أمننا وأمتنا، بشر وسوء وفتنة، فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، وأدر دائرة السوء عليه، وأرنا فيه عجائب قدرتك، وانصرنا على من عادانا وبغى علينا يا سميع الدعاء... اللهم إنا نستودعك وطننا وخليجنا وجنودنا البواسل المرابطين الذين يحاربون الآن عدوك وعدوهم، اللهم احفظهم براً وبحراً وجواً وانصرهم على الطاغين الباغين المعتدين، اللهم سدد رميهم، وثبت أقدامهم، وأنزل سكينتك عليهم، وأعدهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين غانمين، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نقرأ سورة الفاتحة على أرواح شهدائنا الأبرار في الماضي والحاضر. ونسأل الله تعالى أن يجعل هذه الساعة ساعة إجابة وقبول.
بعدها، قرأ الجميع الفاتحة على أرواح شهداء الوطن، ومرت عدد من الطائرات المقاتلة من سلاح الجو الملكي البحريني إف 16 تعبيراً عن الوفاء لشهداء الواجب.
بعد ذلك، تقدم رئيس المراسم باستئذان حضرة صاحب الجلالة ليتفضل جلالته بسقي النخلة التي هي رمز الحياة.
واختتم يوم الشهيد بعزف السلام الملكي ثم صافح جلالة الملك المفدى القائد الأعلى كبار الضباط والحضور.
بعد ذلك، توجه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى صرح الميثاق حيث صافح سموه كبار الضباط بمناسبة إحياء ذكرى يوم الشهيد التي تصادف 17 من شهر ديسمبر.
وخلال اللقاء، أشار سموه إلى أهمية هذه الذكرى باعتبارها مناسبة عزيزة تحيي فيها مملكة البحرين ذكرى شهدائها في يوم من أيام الوطن الخالدة تقديراً لما بذلوه من تضحيات في سبيل وطنهم في ساحات الشرف، ونفتخر بهم أبناء بررة أدوا واجبهم تجاه وطنهم وأمتهم، داعياً الله أن يرحم شهداء الواجب ويسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين.
ومن جانبهم، رفع كبار الضباط إلى قيادة البلاد الحكيمة ولشعب البحرين الوفي أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16-17 ديسمبر، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى الخامسة والأربعين لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى السابعة عشرة لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لمقاليد الحكم، مشيدين باللفتة الكريمة من لدن جلالة الملك المفدى بتخليد يوم الشهيد، داعين الله أن يحفظ البحرين ويديم عليها استقرارها وأمنها في ظل قيادتها الحكيمة.