كتب - عبد الله إلهامي:
أكدت الإدارة العامة للمرور انتشار ظاهرة النقل المدرسي غير المرخص، إذ ضبطت 128 مخالفة منذ بداية العام الدراسي، وشدد مديرها العام الشيخ ناصر بن عبدالرحمن آل خليفة على «السعي إلى مقاومة هذه الظاهرة»، فيما جاءت تعميمات التربية الخاصة بحافلات النقل المدرسي عقب حادثة الطفل راشد، الذي نسي في حافلة الروضة حتى اختنق ومات متشنجاً.
وتناول التعميم مسؤوليات وواجبات الأطراف الرئيسية في المواصلات المدرسية، بدءاً من ولي الأمر وانتهاءً بإدارة المدرسة، مروراً بمتعهدي النقل وسائقي الحافلات، وجاءت أبرز النقاط في تأكد السائق من نزول وصعود الطلبة، صباحاً عند المدرسة، وظهراً عند مقر سكناهم، والتأكد من العدد الإجمالي للطلبة، وتواصل إدارة المدرسة بأولياء أمور الطلبة الغائبين والاستفسار عن سبب ذلك.
فيما تناولت مسؤوليات متعهدي النقل، ضرورة اختيار السواق المؤهلين الحاصلين على رخصة قيادة متخصصة، ووجوب التأكد من سلامة الحافلة المدرسية ومطابقتها للمعايير العالمية المتبعة في مجال النقل المدرسي، وإجراء الكشف الطبي الدوري على السواق للتأكد من سلامتهم الجسدية والعقلية والنفسية بصفة مستمرة، ونقل طلبة المرحلة الثانوية بشكل منفصل عن بقية المراحل الدراسية.
ظاهرة النقل غير المرخص
أكد المدير العام للإدارة العامة للمرور الشيخ ناصر بن عبدالرحمن آل خليفة أن الإدارة تسعى إلى مقاومة ظاهرة النقل المدرسي غير المصرح به، بمعنى أن السائق لا يحمل رخصة نقل طلاب، أي لم يدخل محاضرة إرشادية، يتعلم من خلالها الحفاظ على سلامة المرافقين معه.
وطالب من الجميع تكثيف جهوده لإنهاء تلك المشكلة، خاصة الحضانات، وألا يسمحوا بوقوعها، إذ إنهم في النهاية على دراية كبيرة بطلبتهم وبالباصات التي يتعاملون معها، لافتاً إلى أن اكتشاف وجود جماعة تمارس مهنة نقل الطلبة خارج الغطاء القانوني، يعتبر مشكلة بالنسبة لنا، ويعيق من جهود الإدارة العامة للمرور، التي لديها جدول للمحاضرات والاشتراطات.
وأضاف المدير العام أنه مهما كانت محاولات الاستعداد للحوادث، فإنها لن تكفي، إذ إنه لا يمكن توقع توقيت الحادث ونوعه ومسبباته، إلا أننا نستطيع أن نكون أقرب، وتكون دورياتنا موجودة عند الحادث، حتى نتجه له بأسرع وقت ممكن.
وقال: «من ناحية أخرى يمكن زيادة التوعية في المجتمع، خاصة مع وجود الأحوال الجوية السيئة، وذلك بتخفيف السرعة وترك مسافات مناسبة بينهم وبين السيارة التي أمامهم، وذلك لتقليل الأضرار إلى حد كبير في حال وقوع حوادث، فتصاب السيارة ولكن يبقى الراكب في مأمن بنسبة عالية، ونأمل أن يقدرنا الله على إيصال تلك الرسالة إلى المواطنين».
ولفت إلى أن حوادث الحافلات حينما يكون بها أطفال، يكون التفاعل معها سريعاً جداً، واصفاً إياهم بـ «فلذات أكبادنا»، مشيراً إلى أن الأطفال أمانة ومسؤولية في يدنا جميعاً، قائلاً «وذلك ما جعلنا نأتي لزيارتهم والاطمئنان، ونتمنى أن نعيد الكرة ونقول للسائقين والسائقات من جميع الفئات بجميع الأحوال خاصة في وقت الذروة الصبح، أن يراعوا السرعة حسب الحركة المرورية الكائنة ويتركوا مسافة بينهم وبين من أمامهم، للتقليل من نسبة الأضرار الناتجة من الحوادث».
وأوضح أن إجراءات الأمن والسلامة تتجدد بشكل مستمر، كل يوم وكل سنة، ومع بداية كل موسم دراسي لدينا محاضرات حول نقل الطلبة من المرحلة الجامعية وحتى الحضانة.
الأمن والسلامة
أكدت الوكيل المساعد للتعليم الخاص والمستمر بوزارة التربية والتعليم وداد الموسوي أن نظام الأمن والسلامة لحافلات نقل الطلاب؛ خصص له فصلاً كاملاً في دليل الأمن والسلامة للمدارس (الفصل الرابع) يحدد بشكل واضح كافة الإجراءات والمسؤوليات والواجبات، بالنسبة للمدرسة وولي الأمر ومتعهد وسيلة النقل، بما في ذلك مسؤوليات وواجبات السائق وتنظيم جلوس الطلبة داخل الحافلة والتصرف في حالة الحوادث.
وأوضحت أن التربية والتعليم أرسلت تعميماً خاصاً بهذا الشأن إلى جميع المدارس بتاريخ 6 أكتوبر 2013، بعنوان (الحافلات المدرسية وسلامة الطلبة فيها)، ويتضمن أنه من منطلق حرص وزارة التربية والتعليم على صحة وسلامة أرواح أبنائنا الطلبة في المدارس الخاصة، فإن إدارة التعليم الخاص ترجو من إدارات تلك المدارس الالتزام بالتأكد من مدى سريان الاتفاقية الموقعة بين شركة النقل والمدرسة، ومن الوثائق الثبوتية الخاصة بسائق الحافلة، وحصوله على تصريح خاص بسياقة الحافلات مدرسية، الصادر من الإدارة العامة للمرور، وذلك في تعاملها مع باصات نقل الطلبة.
إدارة المدرسة
وشددت على أن الفصل الرابع من دليل الأمن والسلامة للمدارس يحدد مسؤوليات وواجبات إدارة المدرسة المقتضية، ضرورة قيام إدارة المدرسة بالإشراف اليومي على عملية نزول الطلاب من الحافلات عند المدرسة صباحاً، والتأكد من مغادرة جميع الطلاب للحافلة والنزول منها عند مقر سكناهم بعد انتهاء الدوام المدرسي، لضمان الحفاظ على سلامتهم، وذلك من خلال توفير مشرف دائم بكل باص، على أن يتم تدريبه على أمور الأمن والسلامة والإسعافات الأولية.
وأفادت بوجوب فصل مواقف السيارات عن أماكن تواجد الطلاب بحواجز تمنع دخولهم لهذه المناطق، وذلك لتجنب وقوع الحوادث والإصابات لهم، عوضاً عن قيام إدارة المدرسة بحصر الغياب والاتصال الفوري بأولياء الأمور للتأكد من سبب غياب الطلاب وعدم حضورهم إلى المدرسة لمستخدمي خدمة المواصلات، إضافة إلى التنسيق المستمر مع سواق الحافلات، والاستماع لهم وتجميع المخالفات التي قد تبدر من الطلاب، سواءً من ناحية سوء استخدام الحافلات أو سوء التصرف عند الركوب، أو النزول من الباص، وتوجيه الطلاب وذويهم، لتجنب هذه السلوكيات الخاطئة والتي من شأنها أن تعرض الطلاب وزملاءهم للخطر.
ولي الأمر
وأشارت الموسوي إلى أن واجبات أولياء الأمور ومسؤولياتهم، تحتم عليهم إيصال أبنائهم إلى أماكن التجمع في الوقت المحدد دون تأخير، وحث الأبناء على تنفيذ توجيهات وإرشادات السائقين والمشرفين، مع الالتزام بالهدوء والنظام في الحافلة، والمحافظة على نظافتها، وإبلاغ إدارة المدرسة بأي ملاحظات على السائق، وذلك بخلاف قيام الآباء بغرس مفهوم السلامة، وتثقيف أبنائهم ونشر السلوك القويم لديهم في التعامل مع كل من في الحافلة؛ من الطلبة وسائق الحافلة والمشرفين للحفاظ على سلامة الجميع.
ولفتت إلى ضرورة حث الآباء لأبنائهم على بعض الإجراءات اللازمة داخل الحافلة، والتي تتمثل في أنه حال وقوع حادث مروري أو تعطل الحافلة، فعلى الطلاب الالتزام بالهدوء في باص المدرسة، وعدم الخروج منه إلا إذا طلب منهم، وذلك حفاظاً على سلامتهم وعدم مغادرة موقع الحافلة حتى حضور أخرى بديلة، إضافة إلى الركوب أو النزول بنظام ودون تزاحم عند توقف الحافلة توقفاً كلياً وفتح الأبواب، وعدم العبث بمفتاح فتح الأبواب الأمامية والخلفية، عوضاً عن عدم المزاح مع الزملاء أو الشجار معهم، والحفاظ على نظافة الحافلة وعدم ورمي المخلفات داخلها وخارجها، أو تبادل الحديث مع السائق أثناء سياقته، أو «الجلوس معه عند منصة القيادة».
وأضافت الموسوي أن الثقافة التي يجب أن يغرسها أولياء الأمور في أبنائهم، فيما يتعلق بسلوكياتهم داخل حافلة المدرسة، تتضمن عدم الصعود أو النزول من النوافذ، أو إظهار اليد أو الجسم من خلال النافذة أثناء تحرك الحافلة، والتقيد بالجلوس بالمقعد بالحافلة وعدم الوقوف أو وضع الأرجل أو الحقائب على الكراسي لتعيق حركة الآخرين، ووجوب أخذ الحيطة والحذر أثناء عبور الشارع من خلف الحافلة حين النزول، وضرورة إشعار المرشد الاجتماعي بالمدرسة في حال وجود تقصير أو إساءة من قبل سائق الحافلة، وعدم النزول من الحافلة عند الإشارات الضوئية المرورية أو في وسط الشارع، بل التقيد بنقاط التجمع والأماكن المخصصة للنزول.
وذكرت أن إرشادات دليل الأمن والسلامة للمدارس يحمّل ولي الأمر مسؤولية أي تخريب يقوم به ابنه أو ابنته في الحافلة، ويتكفل بتصليح أي تلفيات أو أضرار ناتجة عن ذلك.
متعهد النقل
وأوضحت الموسوي أن واجبات متعهد النقل تشير إلى ضرورة اختيار السواق المؤهلين الحاصلين على رخصة قيادة متخصصة، وإلزامهم بالتقيد بقوانين السير، ومراقبة مدى التزامهم بها، إضافة إلى توعيتهم بطبيعة مهمتهم كسواق مركبات نقل تلاميذ، يتوجب عليهم المحافظة على حياتهم وسلامتهم، عبر اتخاذهم أقصى درجات الحيطة والحذر وتجنب السرعة عند دخول مواقف تجمع الطلاب أو بالقرب من المدارس، وتوعيتهم لضبط سلوكهم المروري والتزامهم بالأخلاق الحميدة، لأن ذلك هو العنصر الأساسي الذي سيوفر أقصى درجة حماية للطلاب من حوادث السيارات وجعل الشوارع آمنة من المشاكل والمخاطر بشكل كبير.
وأكدت ضرورة حصول السائق على دورات تدريبية في السلامة والحريق والإسعافات الأولية، لضمان التصرف السليم في الحالات الطارئة، مثل الحريق أو الحوادث، إضافة إلى التدريب على القواعد الأساسية لقيادة الحافلة المدرسية، والقواعد الآمنة لصعود ونزول الطلبة من الحافلات، وتبصيرهم بالأسلوب الأمثل للتعامل مع سلوك الطلبة داخل الحافلة، عوضاً عن ضرورة الإبلاغ الفوري للمسؤولين بإدارة المدرسة عن أية سلبيات لا تتوافق مع اشتراطات السلامة بالأماكن المخصصة لتجمع الطلاب في مناطق سكناهم، حتى يتم تداركها حفاظاً على سلامة الطلاب.
ولفتت الوكيل المساعد للتعليم الخاص والمستمر بوزارة التربية والتعليم إلى وجوب التأكد من سلامة الحافلة المدرسية ومطابقتها للمعايير العالمية المتبعة في مجال النقل المدرسي، ومنها سلامة المقاعد والنوافذ، وتوفير كافة الوسائل والمعدات الفنية الكفيلة بتحقيق السلامة لمستخدمي الحافلة، وذلك في إطار متطلبات الفحص الفني الذي تقرره الإدارة العامة للمرور بالمملكة، وذلك بخلاف إجراء الكشف الطبي الدوري على السواق للتأكد من سلامتهم الجسدية والعقلية والنفسية بصفة مستمرة، كما تلتزم مؤسسة النقليات بتكليف سائق الحافلة بتفقد الحافلة، والتأكد من مغادرة جميع الطلاب منها عند المدرسة صباحاً وعند نقاط الوصول لمنازلهم بعد انتهاء الدوام المدرسي، إذ إن تلك المؤسسة مسؤولة قانوناً عن الإصابات التي تقع للطلاب نتيجة عدم التقيد بتعليمات السلامة العامة والمرورية، أو نتيجة إهمال السائق في تنفيذ تلك التعليمات.
وقالت بأن «اشتراطات متعهدي النقل تلزمهم بتخصيص مقعد لكل طالب في الحافلة، وتواجد الحافلات عند مراكز التجمع للطلبة للفترة الصباحية وكذلك ظهراً، فترة خروج الطلبة، كما يعهد بمهمة النقل لسائقين ذوي كفاءة وتدريب وأمانة وخلق ويحترم الأنظمة والقوانين، والالتزام بكل دقة وعناية بنقل جميع الطلبة والطالبات خلال فترة لا تتجاوز ساعة واحدة للنقل، عوضاً عن توفير المواصلات لطلبة المرحلة الابتدائية على دفعتين (الحلقة الأولى والحلقة الثانية)، وأن ينقل طلبة وطالبات المرحلة الثانوية في حافلات منفصلة عن المراحل الأخرى، عوضاً عن أن تكون جميع الحافلات المستخدمة صالحة للاستخدام؛ من حيث النظافة وشروط الأمن والسلامة ومسجلة لدى الإدارة العامة للمرور، وعدم نقل الطلبة والطالبات معاً في باص واحد، وأن يقوم المتعهد بتوفير مواصلات في حال استحداث خطوط جديدة، وتعيين مشرف لكل منطقة محددة، لسهولة التواصل في حال وجود أي مشكلة».
سائق الحافلة
وأوضحت الموسوي أن على السواق التقيد بقوانين المرور المعمول بها بمملكة البحرين خلال عملية نقل الطلبة والطالبات، والتي من بينها قيادة الحافلة بهدوء، والالتزام بقواعد السير والمرور، وكذلك بالسرعة المحددة، واستخدام حزام الأمان، وتجنب السرعة عند دخول مواقف تجمع الطلاب أو بالقرب من المدارس، وعدم التحرك إلا بعد التأكد من جلوس الطلبة على المقاعد وإغلاق باب الحافلة، وعدم فتحه إلا عندما تتوقف الحافلة تماماً، والتوقف بمحاذاة الرصيف الأيمن وليس بوسط الشارع، ويفضل أن يكون باب الحافلة محاذياً لباب المدرسة أثناء نزول الطلاب وصعودهم، وعدم ترك مسافة لمرور سيارة بين الحافلة وباب المدرسة، واستعمال الأضواء الجانبية أثناء التوقف.
وأضافت أن على السواق التأكد من جاهزية الحافلة قبل نقل الطلاب، وعدم الانشغال أثناء القيادة بالتدخين أو الأكل أو الشرب أو الحديث بالهاتف، والالتزام بالزي الرسمي والمحافظة على نظافة الحافلة، ورصد المخالفات التي قد تبدر من الطلاب والإبلاغ الفوري عنها للمسؤولين بقسم المواصلات بالوزارة، وكذلك إدارة المدرسة حتى يتم اتخاذ اللازم، عوضاً عن التأكد من مغادرة جميع الطلاب للحافلة صباحاً وبعد انتهاء الدوام المدرسي.
وأشارت إلى أنه على صعيد آخر، تنظم التربية ورش عمل مخصصة للأمن والسلامة المرورية؛ لسائقي الحافلات بالمدارس الخاصة، باللغات العربية والأوردية، وكان آخرها في بداية شهر نوفمبر الجاري، وأبرز محاورها تتضمن التأكد من صيانة الحافلة، وعدم تجاوز ركابها للحد المسموح به، نظراً لأن أي زيادة عن المسموح به تضع السائق تحت طائلة القانون ويتحمل جميع العواقب التي يفرضها القانون، وذلك بخلاف ضرورة تجديد السائق لرخصة النقل بشكل سنوي، كما يتم توزيع بعض الكتيبات المرورية على الحضور.