واشنطن - (وكالات): تنطلق في الولايات المتحدة الأمريكية المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، حيث يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي البالغ عددهم 538 عضواً في ولاياتهم لإجراء التصويت النهائي المتوقع أن يثبت الرئيس المنتخب ونائبه. وفي الانتخابات الرئاسية السابقة لم يكن تصويت المجمع الانتخابي سوى أكثر قليلاً من إجراء شكلي، لكن الأضواء تركزت هذه المرة على هذا التصويت نظراً للطعون التي تم تقديمها ضد فوز دونالد ترامب. ومن المتوقع فوز ترامب بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي لإتمام فوزه في الانتخابات التي أجريت في 8 نوفمبر الماضي. وكان ترامب قد فاز في تصويت المجمع الانتخابي، واستطاع تحقيق أغلبية واضحة رغم خسارته في التصويت الشعبي أمام هيلاري كلينتون. وذكرت تقارير إعلامية أن أعضاء المجمع الانتخابي تلقوا وابلاً من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية التي تطالبهم بعدم التصويت لصالح ترامب، كما وقع ما يقرب من 5 ملايين مواطن أمريكي التماساً على موقع «تشينج دوت أورغ» على الإنترنت للحيلولة دون تولي ترامب الرئاسة. وجاء في الالتماس «ندعو الناخبين ذوي الضمائر الحية إلى حماية الدستور من دونالد ترامب، ودعم الفائزة في التصويت الشعبي». ويندد المنتقدون بالنظام الانتخابي الأمريكي المخالف لمبدأ «صوت لكل شخص»، مما يدفع المرشحين للرئاسة إلى تركيز حملاتهم الانتخابية على عدد محدود من الولايات وإهمال أجزاء أخرى من البلاد. ورغم الانتقادات الشديدة الموجهة إلى هذا النظام الانتخابي منذ عقود فإنه لم يتم إصلاحه منذ إقرار الدستور عام 1787. وفاز ترامب بأغلبية واضحة بحصوله على أصوات 306 من كبار الناخبين، مع أن منافسته هيلاري كلينتون نالت نسبة أعلى منه في التصويت الشعبي. وهذه ليست حالة غير مسبوقة تواجهها البلاد، إذ تم تسجيل وضع مماثل عام 2000 حين فاز الجمهوري جورج دبليو بوش على الديمقراطي آل غور. ومن المقرر عرض نتيجة تصويت اليوم على الكونغرس في 6 يناير المقبل قبل إعلان النتيجة النهائية رسمياً، وسيتم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد في 20 يناير المقبل.
وحين توجه الناخبون الأمريكيون الـ 136 مليوناً إلى صناديق الاقتراع، لم ينتخبوا مباشرة رئيسهم المقبل بل اختاروا 538 ناخباً كبيراً مكلفين بدورهم انتخاب الرئيس. ويكون عادة تصويت كبار الناخبين، وهم مندوبون أو ناشطون محليون معظمهم غير معروف من الرأي العام، مجرد إجراء شكلي لا تسلط عليه الأضواء. لكن شخصية ترامب والنبرة الشديدة العدائية التي سيطرت على الحملة والانقسام الكبير في البلاد وفوز كلينتون بالغالبية في التصويت الشعبي «بفارق أكثر من 2.5 مليون صوت عن الرئيس المنتخب بحسب تعداد مؤقت»، كل ذلك بدل الوضع هذه السنة بالنسبة لهذه المحطة من الآلية الانتخابية.
ويتحتم على معارضي ترامب من أجل تحقيق هدفهم إقناع 37 من كبار الناخبين الجمهوريين بالتخلي عن مرشحهم. وإن كان من الصعب التكهن بالنتيجة، إلا أن واحداً فقط منهم هو كريستوفر سوبران عن ولاية تكساس أكد علناً حتى الآن أنه سيلتزم بهذه الدعوة إلى العصيان.