دائماً ما يحتار القلم عندما يكتب عن الوطن، وقلمي اليوم وقع في أشد الحيرة كيف لا والحديث هو عن الوطن، كل كلمات القواميس باختلاف لهجاتها لم ولن تفي الوطن حقه. الوطن غالٍ لا تصفه عبارات ولا كلمات، الوطن أغلى ما نملك، الإنسان بلا وطن يتيم لاجئ وغريب لا حرية ولا كرامة ولا عزة ولا مأوى ولا استقرار، الوطن ليس يوماً بل هو كل أيام السنة وكل دقيقة وكل ثانية وفي كل لحظة نتنفس فيها وفي كل يوم نحيا به.
حب الوطن مفطور عليه الإنسان، هو حب جميل راق تدعو إليه الفطرة والعقيدة، حب الوطن والانتماء إليه هو غريزة مزروعة في داخلنا، فالإنسان يتأثر بالوطن الذي ولد ونشأ فيه وعاش من خيراته، فيه الماضي والحاضر والمستقبل، فيه الأمنيات والأهل والأحباب، والمواطنة الحقة قيم ومبادئ ونصيحة وحب وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وعمل وإخلاص حث عليها ديننا الإسلامي.
ما أروع الوطن في يوم الوطن، الوطن هو القلب والروح والجسد هو الحب الخالي من الشوائب هو الحب الذي يتفق فيه الجميع على أن الوطن فوق الجميع وفوق كل شيء وأنه مهما بذلنا لأجله لن نوفيه حقه، الوطن أمانة في أعناقنا وهذه الأمانة العظيمة تتطلب جهداً عظيماً ومزيداً من العطاء والإخلاص، فقد أعطى الكثير ويستحق الأكثر وأكثر ما يستحقه هو المحافظة عليه والدفاع عنه، والدفاع عن الوطن حقاً هو برفع شأنه والإخلاص في العلم والعمل والعطاء والذود عنه.
نحن اليوم أمام تحديات كبيرة ومخاطر عظيمة تواجهنا جميعاً بلا استثناء، هناك خطط ودسائس ومؤامرات وأيادٍ سوداء ونفوس خبيثة لديها أجندات تريد تدمير الأوطان ونهب الثروات وشرق أوسط جديداً وخرائط جديدة تزيدنا ضعفاً وانقساماً وتفتيتاً، يريدون حرباً تأكل الأخضر واليابس كما يحدث في الدول الأخرى، واليوم نحن جميعاً مطالبون برد الجميل لأوطاننا وذلك بالتوحد والدفاع عن هويتنا ومصيرنا وعدم الانجرار للفتن ونبذ العنف والتصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن، أعداء يريدون زعزعة أمن أوطاننا والإفساد فيها، الأمن عصب الحياة والوطن الآمن الذي يشعر فيه الناس بحرمة الأنفس والأعراض والأموال فيما بينهم هو الوطن القابل للنمو والارتقاء والتطور والتقدم، من حق الوطن علينا الدفاع عنه والوقوف ضد العنف والمؤامرات والفتن وصدها وإسكاتها والتكاتف ضدها ورفضها بكافة أشكالها.
نحن في عالم لا يعرف إلا القوة فلنكن أقوياء بأوطاننا، ولنتمسك بالحفاظ على وطننا بقوة ونحميه وندافع عنه ضد الأخطار، ولنكن دائماً على أتم الاستعداد للتضحية من أجله، ولنكن جميعاً أيادي تبني ولا تهدم، ولنكن على قدر حمل الأمانة وضد كل من تسول له نفسه العبث بأوطاننا، الوطن نعمة لا يعي قدرها إلا من فقدها، مفارقة الوطن ذل وهوان وعذاب كبير، وتذكروا ما يحدث حولنا من قتل وتعذيب وتهجير وحمامات دماء تنزف ودمار وخراب، وتذكروا من فقدوا أوطانهم وكثرت عليهم الأحزان والمصائب والأهوال، فحافظوا على أوطانكم ولا تتركوها لقمة سائغة للأعداء.
الوطن هو حب وعشق جبلنا عليه، الوطن حب لا ينتهي بل هو شريان الحياه لنا، في يوم الوطن، لن نجد حرفاً واحداً يوفي الوطن حقه، ولن نجد كلمة تقدير وامتنان للوطن أفضل من قوله تبارك وتعالى «رب اجعل هذا البلد آمناً» اللهم احفظ البحرين وأدم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان.. آمين
عائشة البستكي