عواصم - (وكالات): أصدرت نيابة مكافحة الإرهاب الألمانية مذكرة جلب ورصدت مكافأة لاعتقال أنيس العامري باعتباره المشتبه به في الاعتداء بشاحنة على سوق عيد الميلاد في برلين والذي تسبب في مقتل 12 شخصاً وإصابة نحو 50 آخرين، وتبناه تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، وقالت إنه تونسي عمره 24 عاماً. وقدمت أوصاف المشتبه، وقالت النيابة في بيان «إذا رأيتم الشخص المطلوب، أبلغوا الشرطة». ورصدت مكافأة بقيمة 100 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تقود إليه، بحسب البيان.
وقال والد التونسي المشتبه به أن ابنه غادر تونس قبل 7 أعوام كمهاجر بشكل غير مشروع وأمضى وقتاً في السجن بإيطاليا.
وبحسب السلطات الألمانية فقد كان المشتبه به موضع تحقيق قضائي للاشتباه في تحضيره لاعتداء قبل الهجوم بالشاحنة في برلين. وهو طالب لجوء وصل في يوليو 2015 إلى ألمانيا ورفض طلبه في يونيو الماضي. لكن سلطات ألمانيا لم تتمكن من طرده إلى بلاده لأن تونس احتجت لأشهر على كونه من مواطنيها.
وأضافت السلطات الألمانية أن السلطات التونسية لم تعترف إلا أمس، بالصدفة، بأنه يحمل الجنسية التونسية ووفرت وثيقة سفر تتيح ترحيله. وتقدم سلطات برلين المشتبه به باعتباره قريباً من التيار المتشدد. وبحسب صحيفة بيلد فإنه حاول تجنيد آخرين لتنفيذ اعتداء قبل عدة أشهر. واتهم مسؤول ألماني تونس بتأخير ترحيل المشتبه به بعد رفض طلبه للجوء في ألمانيا، نتيجة تأكيدها لفترة طويلة أنه ليس تونسياً. وتكثف السلطات الأمنية عمليات البحث عن المشتبه به بعدما تم العثور على بطاقة تكشف عن هويته في الشاحنة التي صدمت حشداً في سوق لعيد الميلاد في برلين مساء أمس الأول ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً كما ذكرت الصحافة المحلية. وبحسب معلومات صحيفة «بيلد» و»الغيمايني تسايتونغ دي ماينس» فإن الرجل معروف بثلاث هويات وثلاثة أعمار مختلفة. ونقل موقع الأسبوعية دير شبيغل أنه يتحدر من تطاوين جنوب تونس.
وعثر المحققون على وثيقة الهوية تحت مقعد سائق الشاحنة التي دهست المارة وسط برلين. وقد تبنى تنظيم الدولة «داعش» مسؤولية الاعتداء. وأضافت الأسبوعية أن الشرطة تعرف الشاب الذي كان ملاحقاً بتهمة ضرب آخرين والتسبب بجروح لهم، إلا أنه اختفى قبل محاكمته، ولا يزال يعتبر خطراً لأنه مرتبط بـ «شبكة كبيرة».
وتمكن السائق الذي قاد الشاحنة من مغادرة مكان الاعتداء ولا يزال فاراً. ووثيقة الهوية التي عثر عليها داخل الشاحنة تمنح لمهاجر بعد رفض طلبه للجوء من دون طرده. وأصدرت الوثيقة سلطات مدينة كليف الواقعة في مقاطعة رينانيا شمال ويستفاليا المجاورة للحدود مع هولندا، حسبما نقلت صحيفة «الغيمايني تسايتونغ دي ماينس». يذكر أن سائق الشاحنة التي دهست المارة في مدينة نيس الفرنسية في الصيف الماضي كان تونسي الجنسية أيضاً وتسبب في مقتل 86 شخصاً قبل أن تقتله الشرطة. وتؤكد المعلومات الاستخباراتية أن عدد التونسيين الذين توجهوا للقتال إلى جانب المتشددين في سوريا والعراق وليبيا يصل إلى نحو 5500 شخص. وقد حاول سائق الشاحنة البولندي الذي عثر عليه ميتاً في المقصورة، ويبدو أن المهاجم سرق شاحنته، عرقلت عمل مرتكب الاعتداء بحسب وسائل إعلام ألمانية أكدت أنه سعى إلى الإمساك بمقود القيادة من دون جدوى. وأظهر التشريح أن البولندي الذي قتل بالرصاص في الشاحنة، كان لا يزال على قيد الحياة عندما اقتحمت الشاحنة السوق، وفقاً لصحيفة «بيلد نقلا» عن مصادر قريبة من التحقيق. وأظهرت جثته علامات طعن بالسكين وعراكاً. في موازاة ذلك، يتزايد الضغط السياسي على المستشارة أنجيلا ميركل ويتركز على سياستها المنفتحة في مجال الهجرة.