عواصم - (وكالات): استؤنفت أمس عملية تهجير السكان المحاصرين من آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب شمال سوريا، في ظل عاصفة ثلجية تضرب المنطقة، في وقت يوشك جيش الرئيس بشار الأسد على إعلان استعادته السيطرة على كامل المدينة. وبشكل متزامن، وصلت حافلات تقل سكاناً من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين والمحاصرتين من الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، إلى مدينة حلب. وكانت عشرات الحافلات تنتظر الضوء الأخضر للانطلاق من شرق حلب ومن الفوعة وكفريا، تطبيقاً لاتفاق روسي تركي إيراني بدأ تنفيذه الخميس الماضي بشكل متقطع. وانطلقت الحافلات بعد تأخير جراء الخلاف حول أعداد المغادرين وآلية خروجهم. وأفاد التلفزيون السوري الرسمي بخروج 20 حافلة من شرق حلب «على متنها أعداد من المسلحين وعائلاتهم» في طريقها إلى منطقة الراشدين، تحت سيطرة الفصائل غرب حلب. وفي وقت لاحق، أكد أحمد الدبيس رئيس وحدة الأطباء والمتطوعين الذين ينسقون عملية الإجلاء من شرق حلب وصول الحافلات وعلى متنها 1500 شخص إلى الراشدين. وأبدى الدبيس خشيته من أن يعيق تساقط الثلج عملية إجلاء كامل المحاصرين وأن ينعكس ذلك على «الحالة الصحية للنساء والأطفال والكهول على متن الحافلات، خصوصاً أنه لا يسمح لهم بالنزول منها ولا يقدم لهم الماء أو الطعام». وحذر من أن «الوضع ينبئ بكارثة ما لم يتم تدارك الأمر وإيصال المهجرين بشكل سريع» إلى مراكز الإيواء. وكتب روبير مارديني المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة عبر موقع تويتر «أحوال الطقس سيئة والناس مرهقون» قبل أن يصف استئناف عملية الإجلاء في تغريدة لاحقة بأنه «تطور مشجع». وأوضحت المتحدثة الإعلامية باسم اللجنة انجي صدقي «إنه تم إجلاء كل الجرحى والمرضى من ذوي الحالات الحرجة خلال الأيام الأخيرة من شرق حلب». وينص اتفاق الإجلاء في أول مرحلتين منه على خروج كل المحاصرين من شرق حلب مقابل خروج 2500 شخص من بلدتي الفوعة وكفريا. ويتضمن في مرحلة ثالثة إجلاء 1500 شخص آخرين من الفوعة وكفريا مقابل العدد ذاته من مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من الجيش السوري وحلفائه في ريف دمشق دون أن تتم أي خطوات عملية بهذا الشأن. من ناحية أخرى، حققت قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن، تقدماً في محافظة الرقة، أبرز معقل لتنظيم الدولة «داعش» في سوريا. في غضون ذلك، قتل 4 جنود أتراك وأصيب 15 في اشتباكات مع «داعش» في سوريا فيما يواجه الجيش مقاومة متزايدة من المتطرفين في المعركة لاستعادة بلدة الباب قرب الحدود التركية.
970x90
970x90