انطلقت فعاليات سوق البسطة في نسخته الخامسة بحضور جماهيري غفير من المواطنين والمقيمين في البحرين، وشهد السوق حضور عدد كبير من العائلات الخليجية، وسط فرحة الأطفال والأهالي واستمتاعهم بأجواء البسطة التي تنوعت فعالياتها التسويقية والترفيهية والتراثية.
وشهدت حلبة البحرين الدولية يومي الجمعة والسبت الماضيين انطلاق الأسبوع الأول من سوق البسطة الذي سيستمر حتى 11 فبراير 2017 يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، ويقام السوق للعام الخامس على التوالي بتنظيم من المحافظة الجنوبية وبالشراكة مع مؤسسة «تمكين». ويستهدف سوق البسطة دعم المؤسسات الناشئة والصغيرة ومتناهية الصغر بالإضافة إلى المزارعين والقطاع الزراعي، والأسر المنتجة من ذوي الدخل المحدود، وأصحاب الحرف اليدوية وأصحاب المشاريع المبتكرة والصناعات المنزلية المتنوعة. ومع زيادة المساحة المقررة لسوق البسطة لهذا العام عن مثيلاتها من السنوات الماضية، تم زيادة محلات السوق وأقسامه، بهدف تهيئة الأجواء العائلية الترفيهية. ومن ضمن الزيادة جاءت زيادة منطقة الألعاب المخصصة للأطفال، بجانب تخصيص أركان جديدة منها «الداعوس» الذي يضم عددا من الشخصيات الخرافية التراثية ومنها بودرياه وأم الخضر والليف والساحرة، وهي الشخصيات التي رسخت في الذاكرة البحرينية وأصبحت قصصاً وحزاوي تحكى للأطفال في وقتنا الحاضر، بالإضافة إلى ركن البراحة الذي يتضمن الألعاب الشعبية القديمة، وركن المأكولات الشعبية التي أطلق عليه «مال لوّل» فضلاً عن ركن في خدمتكم المعنى باستقبال استفسارات ومفقودات الزوار.
وشهد السوق هذا الأسبوع مشاركة فرقة «دار الرفاع» التي قدمت معزوفات الفنون الشعبية التراثية القديمة، بجانب مشاركة فرقة الليوة، بالإضافة إلى المجسمات الكبيرة لألعاب الأطفال الجديدة التي أضيفت للبسطة، كالكيرم، ولعبة سلم الحية، والشطرنج والدامة، إلى جانب شخصيات البسطة المبهجة التي جابت أركان البسطة وهي السقاي وجاكسون والمؤذن، وشخصيات مستحدثة كصبيان الفريج، الذين يتجولون في أركان البسطة ويغنون أغاني شعبية، وفتيات الفريج اللاتي يلعبن لعبة السكينة الشعبية في الساحة.
مشروع تجاري للحفاظ على الهوية البحرينية
وقالت أمينة آل سنان صاحبة محل قصر اليارا للإكسسوارات، إن سوق البسطة من المشاريع التي تحرص على المشاركة فيها باستمرار، مضيفةً أن مشروعها التجاري يقتصر على الإكسسوارات والحلي المطلية البحرينية القديمة، والتي تقوم بصياغتها يدوياً.
وبينت أن هذه الإكسسوارات ترمز للعروس البحرينية قديماً، وهي عبارة عن صندوق كامل لليلة الحنة، كالقبقب والمرتعشة، والمعرة والمحزم والبنجري والجف وغيرها.
وأضافت آل سنان أنها ركزت في مشروعها على الحفاظ على الهوية البحرينية في الحلي، إضافة إلى رغبتها بنقل هذه الحلي التراثية إلى كافة الدول الخليجية والعربية والأجنبية.
وحول أهمية سوق البسطة ذكرت آل سنان أن السوق ساهم في انتشار مشروعها التجاري لأوساط عديدة وشرائح مختلفة من المجتمع البحريني والخليجي، خصوصاً أن الطلبات على المحل أتت من جميع الدول الخليجية.
«البسطة» محطة انطلاق للمشاريع الجديدة
وقال صاحب مشروع «سويت بوتيك» عبدالرحمن العوضي، إنهم بدؤوا مشروعهم عن طريق موقع التواصل الاجتماعي الإنستغرام، واختاروا مجال الحلويات الشعبية والحديثة، لتخصص صديقهم عمران المسؤول عن الوصفات والطهو. ومن الأنواع التي تباع في هذا المشروع، الخبيصة والرنقيقنة والساقو ولوتس جيز كيك والألبة والكنافة وعصير الصبار. وبين العوضي أن صاحب المشروع عمران، تخصص في مجال الفندقة، ليمارس هوايته بشكل أكاديمي، ما أتاح له الخبرة، وبدأ وصفاته منذ دراسته في المرحلة الإعدادية، وتخصص في الطهو الخليجي، وصناعة الحلويات، إلا أنهم اختاروا الحلويات لبيعها في البسطة بما يتناسب مع طبيعة السوق.
وأكد العوضي أنه من خلال تجربتهم الأولى في سوق البسطة، كان الإقبال غير متوقع، ومعظم الحلويات انتهت من الساعات الأولى في السوق نظراً للإقبال الشديد على المنتجات، واصفاً الإقبال بأنه «فوق الممتاز». وحول خططه المستقبلية للمشروع، يأمل العوضي أن يفتتح محلاً ثابتاً لبيع المنتجات.
«دراعة الأول» يتوسع
مع البسطة
ويشارك محل «دراعتي» على مدار خمس سنوات في البسطة من نسخته الأولى، وقالت حول مشاركتها صاحبة المشروع أفراح الغتم، إن مشاركتها في السوق جاءت منذ السنة الأولى، وفي العام الماضي حصلت على جائزة أكبر ريع في سوق البسطة من المحافظة الجنوبية، وأن مشاركتها أصبحت بشكل دوري. وأضافت أن المسؤولين في المحافظة الجنوبية يدعمون الجميع ويوفرون لنا جميع احتياجاتنا ومستلزماتنا، مبينة أنه من خلال مشاركتها في البسطة أصبحت لها صداقات خاصة على محيطها الشخصي، ومعارف بشكل دوري للمحل
وأوضحت الغتم، أن فكرة مشروعها هو محل للجلابيات البحرينية والخليجية، المطرزة والمنقشة باللمسات المتميزة من البحرين كالإكسسوارات، والزينة، والكرستالات، مضيفة أنها اختارت هذا المجال لأن الفتاة لا تحلى إلا بالجلابية، خصوصاً في فترة الضحى وجمعات الغداء والمناسبات العائلية. يذكر أن فعاليات سوق البسطة 5 تستمر بشكل أسبوعي يومي الجمعة والسبت حتى 11 فبراير 2017، وسيفتح السوق أبوابه من الساعة 3:00 مساءً وحتى 9:00 مساءً، في الموقع المخصص له في حلبة البحرين الدولية. ويقام سوق البسطة 5 لهذا العام بدعم من الشريك الاستراتيجي مؤسسة «تمكين» إلى جانب دعم عدد من المؤسسات في القطاعين العام والخاص.