جعفر الخراز
قدم نادي الرفاع الغربي ولأول مرة في تاريخ كرة القدم البحرينية ثلاثة لاعبين أشقاء مرعبين ومتفوقين في الأداء الكروي في العصر الجميل الذي ذهب ولن يعود ولن نشتم حتى شيئاً من روائحه العطرة.
اثنان يمتلكان المنطقة الدفاعية وواحد يجيد اللعب في منطقة الوسط واثنان منهما بقيا يرتديان قميص (السماوي) الجميل والسروال الأبيض وواحد انتقل إلى نادٍ آخر لكنه سرعان ما عاد إلى عرينه الأول وحبه الأزلي.
إن المصادر التاريخية في كرة القدم تؤكد أن قلب الدفاع المرعب هو الكابتن عبد الله مبارك والذي كان صخرة قوية تحطمت عليها كل هجمات الفرق في الخمسينيات وكان إذا لعب المباراة يربط شريطاً على جبهته كي يمتص العرق الذي يتقطر على جبينه وهو ما يمنحه الهيبة في خط الدفاع والرعب في قلوب كل المهاجمين المنافسين.
وكان يتمتع بقامة عالية وقوة عضلية فائقة تساعدانه على اصطياد الكرات العالية ومزاحمة المهاجمين والتفوق عليهم وجعلهم يهربون من مواجهته أو الاحتكاك به وكان يمتلك صوتاً جهورياً يمكن لكل الجماهير التي تحيط بالملعب سماعه، وبذبذبات رجولية مخيفة، وتوجيهات تخترق عظام المنافسين.
والمدافع الثاني الشقيق فرحان مبارك الذي كان هادئاً وفيه مميزات خاصة منها المهارة الدفاعية المتميزة، فهو من المؤدين الفنانين في خط الدفاع ولا يميل إلى العنف الكروي رغم امتلاء جسمه وقوة عضلاته وانتقل في فترة قصيرة إلى اللعب مع المحرق وفي منطقة الخليج لكنه سرعان ما عاد إلى بيته الأول.
هدوء فرحان مبارك جعله أكثر قرباً من قلوب اللاعبين المنافسين إذ لم يخفهم بل كان على العكس محبوباً منهم.
أما الشقيق الثالث فكان الكابتن سالم مبارك الذي اشتهر في الملاعب الكروية باسم ( سليم ) والجمهور كان يردد سليم يا سليم قدِّم فنونك يا سليم.
وبالفعل تميز سالم مبارك بالأداء المتطور الراقي وهو من أصحاب النكتة الشهيرة وبمجرد أن تلمسه في بطنه وهو غافل يرقص ويحضنك من فرحه.
كل الأشقاء مثلوا المنتخب الوطني حسب تاريخهم لكن الأكثر ظهوراً الاثنان فرحان وسليم والأخير قاد المنتخب الوطني ضد فريق نادي سانتوس البرازيلي وأحرز هدفاً من ركلة جزاء احتسبها الحكم الدولي إبراهيم الدوي الذي قادها على ملعب مدينة عيسى الرملي وانتهت بنتيجة 1/7 وفي المباراة أنذر بيليه.
ولعب فرحان وسليم في كأس العرب التي أقيمت في العراق عام 1966 وتركا أبرز البصمات مع شقيقهما عبد الله لنادي الرفاع الغربي والكرة المحلية.