الرياض - (وكالات): قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن ميليشيات «الحشد الشعبي» التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية هي مؤسسة طائفية بحتة يقودها ضباط إيرانيون، مضيفاً أن «بلاده تعارض أي قوات طائفية على أرض العراق»، مشدداً على «حرص السعودية على عروبة العراق».
وأوضح الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة في الرياض «فيما يتعلق بالحشد الشعبي في العراق وضمه أو إعطائه شرعية، الحشد الشعبي كما يعرف العالم مؤسسة طائفية بحتة، هناك مجازر ارتكبت في مناطق في العراق وبالذات في الأنبار وغيرها من المناطق، الحشد الشعبي يقاد من قبل ضباط إيرانيين وعلى رأسهم قاسم سليماني، فمن المهم أن نؤيد الأشقاء في العراق في مواجهة الإرهاب ومواجهة «داعش» بالذات، ولكن أيضاً نؤيد وحدة العراق واستقلاله وعروبته».
وأضاف الجبير «نحن ندعم كل الفئات العراقية ولا نفرق بين طائفة أو طائفة أخرى، وهذا ما نتمنى أن تكون سياسة العراق، وبالنسبة لـ»الحشد الشعبي» كما ذكرت، إذا أردنا أن يكون العراق موحداً ويكون هناك مساواة بين الأطياف المختلفة في المجتمع العراقي فلا مكان هناك لقوات طائفية مسلحة، قد لا يكون ولاؤها لعراق واحد، هذا موقفنا من الحشد الشعبي».
وأوضح الجبير «إننا نحرص على التصدي لأي عملية إرهابية عبر الحدود العراقية».
وأكد الجبير أن «التعاون السعودي الأردني في مجال مكافحة الإرهاب قائم منذ أعوام، وأن المجلس التنسيقي الأردني مبني على أسس مؤسساتية».
وحول هجوم الكرك في الأردن، قال الجبير «فيما يتعلق بالإرهاب، كلا المملكتين عانتا من آفة الإرهاب، وآخرها الأحداث في الكرك، والمملكة عبرت عن وقوفها إلى جانب الأشقاء في الأردن، وعن دعمنا لجهود الأردن في هذا المجال، التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين قائم منذ سنوات طويلة، كلنا نسعى للقضاء على هذه الآفة، وكلنا نسعى للقضاء ليس فقط على الإرهاب ولكن تمويل الإرهاب ومحاربة الفكر المؤدي إلى الإرهاب والتطرف والجهود مستمرة».
من جهته، قال وزير الخارجية الأردني «هناك أمور يجب أن نعالجها على أرض الواقع وهي في منطقتنا مثل التطرف والإرهاب ولنا موقف واضح، بتصريحات جلالة الملك والمسؤولين الأردنيين التي تعبر عن الموقف الأردني بأن هذه معركتنا بشكل أساسي كمسلمين، محاولة تشويه صورة الإسلام لأن المتطرفين وأصحاب الفكر الظلامي السوداوي يستهدفوننا جميعاً ولذلك لا يوجد بلد مستثنى، لا يؤمنون لا بجغرافيا ولا بجنسية ولا بدين ولا بعرق فلذلك كلنا مستهدفون، وكلنا تتم الإساءة لنا فعلينا واجب كبير مطلوب يجب أن نقوم به، وهؤلاء الإرهابيون إن كانوا في أفريقيا الغربية أو في القرن الأفريقي أو في شمال أفريقيا أو في منطقتنا ما يسمى بداعش أو القاعدة كلهم على نفس الصفحة، كلهم يستهدفون المدنيين الأبرياء فالنظرة فيما يتعلق بمكافحة الفكر التطرف والإرهاب».
وتابع جودة «كما يقول جلالة الملك عبدالله الثاني يجب أن تكون نظرة شاملة من جميع النواحي والأماكن التي يتواجد فيها الإرهابيون ومن خلال جميع المصنفات وهدفنا يجب أن يكون مجابهة هذا الفكر الظلامي بفكر تنويري، لأنه لا تستطيع أن تقتل فكرة بطلقة، أنت تقتل فكرة بفكرة أحسن منها وتستطيع أن تقنع من خلالها أكثر، فنعم النظرة شمولية وهذا نهج الأردن والكثير من القضايا الأخرى التي يجب أن تطرح في القمة العربية إن شاء الله، وإن شاء الله ستكون بمشاركة الجميع ومشاركة القادة العرب وبإيمان الأردن المطلق بطرح الأمور بشكل عملي، إن شاء الله نخرج بمخرجات قابلة للتطبيق بما فيه مصلحة أمتنا وشعوبنا». وأكد ناصر جودة أن الأردن حريص على توطيد علاقاته بالسعودية، مضيفاً «نخوض معركة ضد إرهابيين يحاولون تشويه الإسلام»، مشدداً على أن «بلاده حريصة على نجاح القمة العربية المقبلة».