أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء أن حماية مكتسبات الوطن باستدامة الأمن شرف وواجب لمواصلة منجزات المسيرة الشاملة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مثمناً سموه تفاني منتسبي الأمن في جميع المواقع لصون عزة وتقدم الوطن بروح عالية من المسؤولية والالتزام والاحترافية.
وأشار سموه، لدى رعايته حفل تخريج الدفعة التاسعة للتلاميذ العسكريين بالأكاديمية الملكية للشرطة أمس إلى أن الجهود الحثيثة التي يقدمها منتسبو وزارة الداخلية بقيادة الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية هي محل تقدير وإشادة من الجميع لمواقفهم وتضحياتهم من أجل الوطن الذي وضعوا مصلحته نصب الأعين والقانون قيمة عليا في كل الظروف. وهنأ سموه خريجي الأكاديمية متمنياً لهم التوفيق في تطبيق ما اكتسبوه من معارف وخبرات وتوظيفها بالصورة المثلى عند قيامهم بواجبهم الوطني في حفظ الأمن والاستقرار، مؤكداً سموه على أهمية أن يواصلوا تطوير أنفسهم بأن يقتدوا بالنماذج المشرفة التي رسخها من سبقهم وأن يجتهدوا ليواكبوا جميع المستجدات في حياتهم العملية المقبلة.
وبدأ الحفل فور وصول صاحب السمو الملكي ولي العهد يرافقه نجلاه سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ محمد بن سلمان بن حمد آل خليفة، حيث كان في الاستقبال الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، وكبار المسؤولين بالوزارة، وفي مستهل الحفل تم عزف السلام الوطني، ثم بدأ العرض الميداني بالمرور أمام المنصة وأداء التحية لراعي الحفل.
وألقى الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، كلمة جاء فيها:
يشرفني بكل معاني الفخر والاعتزاز؛ أن أرحب بمقدم سموكم الكريم في رحاب الأكاديمية الملكية للشرطة وفي هذا اليوم المبارك الذي نحتفل فيه بتخريج الدفعة التاسعة من المرشحين الضباط، معبراً باسمي وباسم منتسبي وزارة الداخلية عن امتناننا وتقديرنا لرعاية سموكم الكريمة ومؤازرتكم الدائمة لرجال الأمن، والتي شكلَّت على الدوام الدافع لبذل المزيد من الجهد والتفاني في أداء الواجب وتقديم التضحيات في سبيل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره.
وأود في هذا المقام أن أحمد المولى عز وجل على نجاح الفحوصات الطبية لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، حفظه الله ورعاه، داعياً الله أن يديم على سموه الصحة والسعادة ويمد في عمره ويحفظه، إنّه مجيب الدعاء.
سيدي صاحب السمو الملكي، أستأذن سموكم الكريم بتوجيه كلمتي للخريجين: يطيب لي بداية أن أهنئكم، وأن أبارك إلى أهلكم بمناسبة نجاحكم في اجتياز دورة المرشحين الضباط في الأكاديمية الملكية للشرطة وحصولكم على درجة البكالوريوس في القانون والعلوم الشرطية. فهنيئاً لكم هذا الإنجاز الطيب، ولكن الجدير بالذكر فإن ما يميزكم والدورة الثامنة التي سبقتكم هو أنكم قد التحقتم بالخدمة الأمنية في عامي 2011 و2012 وذلك في أعقاب الأحداث الأمنية التي مرت على البحرين، وكانت البلاد آنذاك تخرج من ضبابية تلك المرحلة. فقد جاء انضمامكم إلى الخدمة الأمنية بدافع الولاء والمواطنة والحماس لخدمة الوطن. وإني أحيي فيكم قراركم الوطني الصادق بالانضمام إلى صفوف الأمن، وفي هذا الإطار أيضاً فإن المؤشرات الطيبة التي نراها من خلال الإقبال الملحوظ للالتحاق بالخدمة في الأمن العام في السنوات اللاحقة لهو خير تعبير عن مدى الإحساس الوطني لدى شباب الوطن واستعدادهم لتحمل المسؤولية، وأن ذلك مبعث تقدير واعتزاز لدى الجميع. وعليكم أيها الخريجون أن تدركوا بأن المؤسسة النظامية هي المؤسسة التي تحترم القانون، وأعلموا أنكم مطالبون بمعرفة القانون والالتزام به، وتعريف الأفراد الذين يعملون معكم به، والتأكد من التزامهم والعمل على تطبيقه، مع التأكيد على فهمكم لمهمتنا الأمنية التي نص عليها قانون الأمن العام والتي تضمنت عدداً من الواجبات الأمنية الرئيسية كالمحافظة على النظام والأمن العام والآداب، وحماية الأرواح والأعراض والأموال.
أيها الخريجون الأعزاء، سوف تزيدكم الحياة العملية خبرة ميدانية إن شاء الله من خلال تطبيقكم لما تدربتم عليه، ولكن المهم أن نعمل دائماً على تطوير الأداء، فالتحديات الأمنية في تطور مستمر، والجريمة اليوم تختلف عما كانت عليه في تأثيرها وسرعتها وتعقيدها، وهذا يفرض علينا مضاعفة الجهد وتطوير الأداء الأمني حتى نتمكن من مواجهتها والتفوق على مرتكبيها. وتذكروا أن مستقبلكم مرهون بما تقدمونه من عطاء وتفانٍ في العمل، وأن الاجتهاد المخلص والمثابرة في حياتكم العملية، ليس مرتبطاً بوقت معين، إنه طريقكم طوال مدة خدمتكم القادمة لتحقيق النجاح الذي تصبون إليه. وإني أذكركم بأن أي إنجاز أمني تحقق اليوم حافظوا عليه، وأما السلبيات التي ظهرت علينا أن نعمل سوياً على تصحيحها، وخصوصاً تلك التي كانت سبباً في فقدان أو إصابة أحد رجالنا الأوفياء. داعياً لكم بالتوفيق والسداد في حياتكم العملية، وأن تكونوا عوناً وسنداً لمن سبقوكم في خدمة أمن الوطن. وفي الختام أكرر الترحيب بكم يا صاحب السمو، حفظكم الله ورعاكم، وأشكر لسموكم رعايتكم ودعمكم المتواصل، سائلاً العلي القدير أن يحفظكم ويمدكم بالعون والتأييد لخدمة الوطن الغالي في ظل قيادة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، القائد الأعلى حفظه الله ورعاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعدها، أدى الخريجون القسم، ثم تفضل صاحب السمو الملكي ولي العهد بتكريم الأوائل منهم، وتشرف عدد من ضباط وزارة الداخلية والهيئة التعليمية في الأكاديمية الملكية للشرطة بالسلام على سموه، معربين عن شكرهم وتقديرهم لتفضل سموه برعاية الحفل وتزويدهم بالتوجيهات التي تصب في الارتقاء بالعمل الأمني، بعدها غادر سموه بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. فيما سلم وزير الداخلية الشهادات للخريجين والذين تم تأهيلهم وفق أرقى المستويات العلمية والتدريبية، وكان من بينهم مبتعثون من الكويت والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقتين، وهنأ الخريجين بالانضمام إلى زملائهم من رجال الشرطة من أجل حفظ الأمن في كافة أنحاء الوطن، مشيداً بالنتائج الطيبة التي حققوها بما ينعكس على أدائهم الأمني، متمنياً لهم التوفيق والسداد لخدمة الوطن.