كتب ـ حذيفة إبراهيم:
انخسفت قبل أيام 4 خزانات أرضية حديثة الإنشاء في مدينة عيسى، بعد أول اختبار حقيقي لها في احتواء مياه الأمطار المستنقعة بالشوارع والطرقات، فيما رد مختصون السبب إلى ضعف بنية الخزانات، وعدم قدرتها على استيعاب كميات الأمطار الهاطلة، وتقاعس الجهات المعنية عن تفريغها أولاً بأول.
وقال عضو مجلس بلدي الوسطى خالد عامر، إن «الأشغال» أنجزت الخزانات الأربعة الصيف الماضي، لافتاً إلى أن 3 من الخزانات موجودة في الدائرة الثالثة. من جانبهم قال أكاديميون وبلديون إن سوء إدارة الجهات المعنية بشفط المياه من الخزانات الأرضية أدى إلى امتلائها، إضافة إلى عدم جاهزيتها لاستقبال كميات مياه أمطار جديدة.
وقال عامر لـ«الوطن» إن أحد المواطنين فوجئ في صبيحة اليوم الثاني للأمطار بسقوط سيارته في حفرة لم تكن موجودة قبلاً، حيث تضررت السيارة بفعل هبوط أرضي في المنطقة يصل إلى حوالي نصف متر، بينما لوحظ هبوط خزانات أخرى في مدينة عيسى بمستويات مختلفة. وتساءل العامر عن السبب وراء انخساف الخزانات رغم حداثة إنشائها، وقبل أن تؤدي الغاية المطلوبة منها، إذ وجد المواطنون أنفسهم محاطين ببرك ومستنقعات كبيرة من المياه، رغم إعلان وزارة الأشغال انتهاء الأزمة في مناطق أنشأت فيها خزانات أرضية. ودعا الجهات المعنية إلى تعويض المواطن عن تضرر سيارته، وفتح تحقيق في الموضوع لعدم تكراره، سواء في الخزانات المقرر إنشاؤها مستقبلاً، أو المحدثة أصلاً. وفي السياق ذاته أكد عضو مجلس بلدي الوسطى أحمد الأنصاري، أن الخزانات الأرضية لم تؤتِ ثمارها بسبب سوء الإدارة، وعدم شفط المياه بسرعة كبيرة بعد هطولها، ما أدى إلى امتلاء الخزانات وعدم قدرتها على استيعاب مزيد من الكميات.
وأضاف الأنصاري أنه رغم إعلان «الأشغال» انتهاء مأساة تجمع الأمطار في تلك المواقع، فإنها الحقيقة ظهرت منذ اليوم الأول للهطل المطري، وذلك إما بسبب سوء التقديرات حول الكميات المتوقع هطولها، أو بسبب عدم صيانة الخزانات وتفريغها من المياه.
من جانبها نبهت عضو مجلس بلدي المحرق فاطمة سلمان، إلى وجود تجمعات كبيرة لمياه الأمطار في مناطق كثيرة، دون أي فائدة تذكر من الخزانات الأرضية أو خطط وزارتي الأشغال والبلديات حول معالجة المشكلة.
بدوره قال عضو مجلس بلدي المحرق محمد المطوع، إن الخزانات الأرضية في المنطقة لم تؤتِ دورها، حيث استمرت المياه في التجمع بالشوارع، رغم أن الخزانات موجودة.
وأكد رئيس قسم الهندسة المدنية والعمارة بجامعة البحرين د.جلال الدين الذوادي، أن «تراكم المياه في الخزانات الأرضية المؤقتة، أدى إلى تشكل برك واسعة من المياه، وشل فاعلية الخزانات الأرضية».
وقال «من المفترض أن ترفع الصهاريج المياه الموجودة في الخزانات الأرضية بعد أمطار اليوم الأول، إلا أن ذلك لم يحدث، ما أدى إلى امتلاء الخزان وعدم جاهزيتها لاستقبال أي كميات إضافية».
وعد الذوادي ما حدث دليلاً على سوء الإدارة، وقال «رغم أن الفكرة ناجحة كحل مؤقت، فإن الجهات المعنية لم تستفد منها بالصورة الصحيحة». وأضاف «مناطق المملكة شهدت اختناقات مرورية بسبب سوء تصريف مياه الأمطار، إلا أن الأبرز منها كان في نفق تقاطع ميناء سلمان، حيث ارتفع منسوب المياه لحوالي 15 سنتيمتراً في بعض المسارات، ما أدى إلى شلل الحركة المرورية في النفق». ولفت إلى أن «المشكلة تتكرر كل عام، ما يؤكد وجود ثغرات في خطط الجهات المعنية»، مضيفاً أن «مشروع خزانات المياه الأرضية يجب أن تصاحبه متابعة مستمرة، وشفط الأمطار وقت الذروة، ليتم التخلص من المخزون».